مجلس التعاون الخليجي.. ركيزة الاستقرار والازدهار
تحتفل دول «مجلس التعاون» هذا اليوم بذكرى تأسيس المجلس في 25 مايو عام 1981 بطموحات أن يواكب المجلس خلال المرحلة القادمة حركة التغيير التي يشهدها العالم والمنطقة، خاصة أن التحديات التي نشأ المجلس لمواجهتها ما زالت ماثلة حتى اليوم وإن كانت بصيغ مختلفة.
ورغم التحديات الكبيرة التي عصفت بالمجلس طوال العقود الأربعة الماضية فإن قياداته العليا ما زالت تراهن على الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به من أجل تحقيق طموحات الشعوب الخليجية، وما يزيد التفاؤل في هذا الجانب أن المجلس ما زال قادرا على الصمود في وجه التحديات الكثيرة والخطيرة التي هددت بقاءه واستمراريته، وما كان ذلك ليحدث لولا إيمان دولنا بأهمية دوره. وتدعم سلطنة عمان التي ترأس الدورة الحالية للمجلس بقاء هذا الكيان وتطويره ليتواكب مع المرحلة التي يمر بها العالم.
وفي أول خطاب لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في 11 يناير 2020 أكد أهمية المجلس ودوره إذ قال -أيّده الله-: «سنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قُدما إلى الأمام».
ويمثل مجلس التعاون الخليجي للشعوب الخليجية أكثر بكثير من مجرد كيان سياسي، إنه تجسيد للتاريخ المشترك والثقافة والتطلعات الشعبية، ورغبة جماعية لمواجهة تحديات المستقبل معا.
وأسهم خلال العقود الأربعة الماضية في إرساء الاستقرار في دول المجلس، وأسهم مع بعض الكيانات الدولية في استقرار المنطقة التي نعيش فيها وإبعادها عن الصراعات الدولية قدر الإمكان، ما سمح بالنظر إلى دول المجلس بوصفها الأكثر استقرارا في الإقليم والأكثر تطورا في مجالات التعليم والصحة والرفاه الاجتماعي، كما أنها أقل الدول في المنطقة من حيث الصراعات السياسية والمذهبية والتطرف.
وإضافة إلى الانعكاسات الداخلية للمجلس فإنه كان على الدوام صوتا قويا في الساحة الدولية، حيث عبّر عن مصالح الدول الأعضاء ودافع عن خياراتها، واكتسب مع الوقت نفوذا دبلوماسيا جماعيا في حسم الكثير من القضايا التي تخص العالم العربي.
ورغم هذه الإنجازات فـــإن رحلة هذه الدول لم تكن خالية من التـــحديات، ويمكن أن نتـــذكر هنا الخـــلاف بـــين بعــــض دول المجلــس والأزمة في اليـــمن والأزمة مع إيــــران، وكلها أزمات أكـــدت قــــوة المجلس والرغبة الشعبية القوية في بقائه.
تحتاج دول «التعاون» اليوم في سبيل دعم المجلس وتقويته إلى الاستفادة من قوة دوله الجماعية والتكيف مع المشهد الجيوسياسي المتغير، والتصدي، للتحديات الناشئة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة والعالم ليس على مستوى المتغيرات السياسية والعسكرية فحسب ولكن على مستوى المتغيرات المناخية والتكنولوجية وتحولات الطاقة كذلك.