مؤتمر المناخ.. هل العالم جاد في إنقاذ الكوكب؟
بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ الموضوع الأخطر الذي يشغل العالم منذ سنوات والذي بدأ الاهتمام به يزداد خلال السنوات الأخيرة نظرا لتحول الأخطار التي كان يحذر منها العلماء من الجانب النظري إلى الجانب العملي، حيث يشهد العالم تحولات مناخية خطيرة ظهرت آثارها في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة مساحة المناطق الجافة وكذلك في الأعاصير والعواصف المدمرة التي زادت وتيرتها خلال العقد الماضي. ورغم أن علماء المناخ كانوا يحذرون من هذه الأخطار من سنوات طويلة إلى أن صناع السياسة في العالم كانوا يؤجلون الأخذ بالحلول للمستقبل معتبرين أن العلماء يبالغون كثيرا في التحذير من المخاطر.
لكن من قال: إن صناع السياسة في العالم اليوم مصرون على إنقاذ الكوكب من الخطر الذي يحيط به! يعتقد الكثيرون أن السياسيين في الدول الصناعية الأكثر مساهمة في انبعاثات الميثان والكربون منذ بدء الثورة الصناعية ما زالوا بعيدين عن التحرك الحقيقي من أجل إنقاذ الكوكب وأن تصريحاتهم الرنانة في الكثير من الأحيان ما هي إلا استعراضات إعلامية والدليل على ذلك أن التحركات العملية في هذا المجال ما زالت تراوح مكانها والالتزامات المالية التي تعلن سنويا تبقى على الورق ولا يتحقق منها أي شيء ذا بال. وما زال العالم يجتهد في إزالة الغابات وما زال الكربون ينبعث من الدول الصناعية الكبرى بنسب كبيرة جدا لكن الحديث يوجه في الغالب إلى دول العالم الثالث التي تطلب في كل مناسبة بوقف استثماراتها في مجال الطاقة الأحفورية.
ويبدو أن الدول الأقل مساهمة عبر التاريخ في انبعاث الكربون هي الأكثر حرصا الآن على التحول إلى الطاقة النظيفة رغم أنها في الغالب هي الأقل تضررا من خطر الاحتباس الحراري.
وفي سلطنة عمان التي باتت خلال العقد الماضي تتعرض لخطر الأعاصير المدمرة فإنها تتخذ خطوات واضحة في الالتزام بالتحول إلى الطاقة الخضراء والحد من الانبعاثات الكربونية، وقد اعتمدت عُمان عام 2050 ليكون عام الحياد الصفري.
والمتأمل في الخطط الاقتصادية لسلطنة عمان خلال السنتين الماضيتين يدرك تماما أنها متوجهة بقوة نحو الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وهو أحد مسارات الاقتصاد الصديق للبيئة والذي تكاد تنعدم فيه الانبعاثات الكربونية.
لكن الكوكب حتى يخرج من خطر الاحتباس الحراري لا بد أن تتضافر جهود جميع الدول وفي مقدمتها الدول الصناعية لأنها الأكثر إضرارا بالكوكب عبر التاريخ.