تحولات جذرية إلى الطاقة الخضراء
بدأت جهود سلطنة عُمان في التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة الخضراء تنتقل من أفكار إلى مشاريع على أرض الواقع تسهم في إحداث تحول حقيقي في موضوع الانبعاثات الكربونية التي تسعى سلطنة عمان للوصول فيها إلى الحياد الصفري عام 2050.
وافتتحت أمس سلطنة عمان أكبر محطة طاقة شمسية متكاملة لتحلية المياه في ولاية صور. وتبرز أهمية هذا المشروع في أنه يؤكد جدية سلطنة عمان وجهودها للوصول إلى الحياد الصفري والتحول إلى الطاقة الخضراء ليس عبر مشاريع استثمارية لتصدير منتجاتها إلى الخارج فقط ولكن أيضا في إحداث تحول حقيقي في الداخل.. ومنذ سنوات كانت هناك توجهات لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الكهرباء على اعتبار الطاقة الشمسية متجددة لا يمكن أن تنفد علاوة على أنها نظيفة.
وتتجاوز قدرة المحطة المفتتحة أمس 32 ألف ميجاواط سنويا وتغطية احتياج محطة التحلية بنسبة 100%. وتسهم محطة التحلية في توفير المياه المصفاة إلى حوالي 600 ألف من سكان محافظتي جنوب وشمال الشرقية.
وحتى نعرف أهمية هذا المشروع في مسار تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وصولا إلى الحياد الصفري يكفي القول إنه يسهم في خفض الانبعاثات بكمية 27.2 ألف طن، ما يعني بحسبة أخرى نتاج انبعاثات 6000 مركبة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
ولا شك أن هذه النسبة مهمة في طريق طويل من العمل، كما أن المشروع نفسه مهم جدا في سياق الطريق نفسه. ورغم أن الانبعاثات التي تخرج من المصانع في سلطنة عُمان لا تذكر أمام انبعاثات مناطق أخرى في العالم مثل: أوروبا والصين وكوريا إلا أن جدية سلطنة عمان تنبع في المقام الأول من التزامها الأخلاقي بالوصول إلى الحياد الصفري إضافة إلى أنها من بين أكثر الدول تأثرا بالتحولات المناخية في المنطقة، حيث تعرضت سلطنة عمان إلى سلسلة أعاصير قوية خلال السنوات الماضية وصلت إلى معدل إعصار قوي جدا كل سنتين ونصف تقريبا. ورغم أن الأعاصير موجودة منذ قرون طويلة إلا أن تطرفها وكثرتها خلال العقد الماضي يعود وفق ما يؤكده العلماء إلى التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وما يسببه الاحتباس الحراري ولا شك أن انبعاثات الغازات الدفيئة أحد مسببات الاحتباس الحراري الذي يعاني منه العالم.