الصيف .. وطاقات الشباب التي تبحث عن استثمار
بدأ أغلب طلاب المدارس والجامعات إجازتهم الصيفية السنوية، وبدأت مساحات وقت الفراغ تصبح أوسع، ولا يوجد في الغالب ما يشغلها إلا أجهزة الهواتف والألعاب الإلكترونية بكل ما تحمله من تحديات، وتغيب أو تكاد البرامج الحقيقية التي يمكن أن تشغل أوقات فراغ الشباب ويكون لها عائد معرفي ومساهمة في البناء الثقافي والعاطفي والمعرفي والوجداني للشباب.
يمكن التفكير على نطاق وطني في بناء برامج هادفة تقوم بها المؤسسات الحكومية المدنية وكذلك القطاع الخاص الشريك الدائم في بناء المجتمع، وحتى المؤسسات التعليمية، على أن تكون هذه البرامج جاذبة ومبتكرة وتغري الطلاب وفئة الشباب بالالتحاق بها وممارسة هواياتهم وتطوير خبراتهم على أن تكون هذه البرامج في جوهرها مصممة لترسيخ القيم الوطنية والدينية والأخلاقية والمساهمة في بناء الوعي المعرفي للمشاركين فيها وتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح.
إن ما يملكه الشباب من طاقات وخيالات كفيلة بأن تفتح الكثير من الآفاق الوطنية وكذلك كشف مسارات لمستقبلنا الذي لا يمكن أن يبنى في معزل عن الشباب.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يترك نمو الطلاب الفكري والعاطفي رهنا بالظروف أو وسائل التواصل الحديثة خاصة في ظل الفراغ الذي يحدث خلال توقف المدارس عن العمل في فصل الصيف، فإن أغلقت المدارس، فلا يعني توقف أدوار بقية المؤسسات التي يقع ضمن اختصاصها رعاية الشباب ورعاية بنائهم العام.
يمكن أن تكون هناك برامج ومسابقات في مجال القراءة، وفي مجال التصميم والابتكار وفي مختلف المجالات الإبداعية وفي المجالات الرياضية والبدنية.
ولا يمكن أن ننظر إلى هذه البرامج على أنها مكلفة بقدر رؤيتنا لها على أنها استثمار حقيقي في المستقبل وفي الشباب الذين هم وقود المستقبل وقوته.
وفي هذا السياق أيضًا لا يمكن أن نتجاوز دور الأسرة الذي هو مهم جدًا وأساسي، ولذلك لا بد من التعويل على هذا الدور، وهذا التعويل مبني على وعي الأسرة بضرورة ملء فراغ أبنائها بكل ما هو مفيد ويعود عليها وعلى المجتمع بالخير.
بكل هذا يمكن أن نضمن بناء مستقبل بلادنا بأيدٍ استوعبت المعرفة، والعقول التي استكشفت الأفكار، والقلوب التي ذاقت متعة المشاركة الهادفة. وهذا ليس مجرد طموح إنما هو مسؤولية وواجب ندين به لشبابنا ولبلدنا، وهو واجب يجب أن نؤديه بالتزام وتفانٍ لا يتزعزعان.