الشعب العماني.. وتراكم التجارب التاريخية
تختبر التجارب والتحديات المتلاحقة في الحياة الشعوبَ وتضعها على المحك، فإما أن تظهر قدرتها على استفادتهم من التجارب التي مرت عليها فتتجاوزها بأقل الخسائر أو أن تقع ضحية الذاكرة القصيرة التي لا تستطيع استحضار العبر والتجارب السابقة من أجل أن تستفيد منها في الحاضر والمستقبل.. وهنا تبرز قدرة الشعوب القوية على التكيّف والتأقلم مع الظروف، واستثمار التجارب في بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
ويبدو العمانيون من بين الشعوب الحية في العالم التي تستطيع التأقلم مع الظروف واستثمارها لبناء المستقبل المزدهر.
إن الحاضر المستقر الذي يعيشه الشعب العماني اليوم ما هو إلا نتيجة منطقية لقدرته على استخلاص العبر من التجارب التاريخية التي مر بها، وقدرته على تحويل أمنياته وطموحاته إلى واقع ملموس وممارسات علمية. وهذا النجاح الذي حققته عمان لم يأت بسهولة؛ إنه نتاج قرون من العمل المتواصل والعزيمة الصلبة التي شكلت الشعب العماني على هذا النحو الذي يثير إعجاب العالم بقدرته على تجاوز التحديات والتأقلم مع المستجدات.
لقد تعلم العمانيون من ماضيهم الكثير من الدروس، وفي كل مرحلة من المراحل التاريخية كانوا يفتحون طريقا جديدا نحو المستقبل.
وفي العصر الحديث استطاع العمانيون تجاوز كل التحديات التي واجهوها وبعد كل تحد صغيرا كان أم كبيرا يكتشفون نتيجة صبرهم وحقيقته، خاصة عندما ينظرون إلى استقرار بلدهم وتماسكه أمام التحديات التي تعصف بالعالم.
ويفخر العمانيون بثقافتهم العريقة وتراثهم الشامخ، ويعملون على المحافظة عليه ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب. إن الحفاظ على هذه القيم وتعزيزها يعكس التزام عمان ببناء مجتمع متنوع ومتفاهم يحترم الآخر ويعترف بأهمية المساهمة المشتركة في التقدم الشامل.
على الصعيد الدولي، تلعب عمان دورا محوريا في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول، معتمدة على سياسة خارجية متوازنة وحكيمة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. إن هذا الموقف الدبلوماسي الرصين قد جعل عمان جسرا للتواصل والحوار بين الأمم.
في هذا السياق، تسعى عمان إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال المشاركة الفاعلة في المنتديات والمؤتمرات الدولية، وتقديم المساعدة الإنسانية والتنموية للدول الأخرى. وهذا يُظهر التزام عمان بمبادئ التعاون المشترك والعمل الجماعي لتحقيق الازدهار المشترك.
ولذلك مهما كبرت المحن التي تمر بالعالم فإن العمانيين قادرون على تحويلها إلى منح حقيقية دون أي تذمر، وكل ذلك يتراكم في رصيدهم الحضاري وفي خبراتهم التي يصدّرونها للعالم عبر دروس كيف تبنى الأوطان.