السياحة في محافظة ظفار..عالم من الطبيعة والخيال
في الوقت الذي يكثر فيه الحديث في سلطنة عُمان حول السياحة وأهمية تطويرها لتتواكب مع تفضيلات السياح بسلطنة عمان وكذلك في الخليج، فمن الواضح جدا أن محافظة ظفار قد استفادت بشكل كبير جدا من المقترحات التي ظلت تطرح كثيرا حول تطوير السياحة الداخلية.
ومع بدء محافظة ظفار في استقبال أفواج سياحية من مختلف الولايات ومن جميع دول مجلس التعاون والدول العربية ومن أوروبا وآسيا كشفت المحافظة هذا العام عن الكثير من المشروعات السياحية التي تقدم السياحة في إطار جديد أكثر جذبا بالنسبة للسائح، وفي الوقت نفسه يمكن أن تحقق العوائد المنتظرة من السياحة سواء للدخل الوطني أو حتى لسكان المحافظة ممن ينتظرون الموسم السياحي سنويا لتحقيق دخل اقتصادي يبدو مجديا إلى حد كبير.
تمتلك محافظة ظفار كل المقومات الطبيعية لتكون إحدى أهم المحطات السياحية في منطقة الشرق الأوسط، وكان السياح في السنوات الماضية يقترحون مشروعات ترفيهية تتناغم مع الأجواء الطبيعية الساحرة في المحافظة حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون العشرين درجة في الوقت الذي تناهز فيه درجات الحرارة في منطقة الخليج العربي الخمسين.
ويجد السياح هذا العام إضافة إلى الأجواء الساحرة الكثير من المشروعات الترفيهية التي ترفد المشهد السياحي وتعزز رضا السياح.. لكن هذا لا يعني أن المشهد قد اكتمل.. هذا مشهد لا يمكن أن يكتمل أبدا، حيث إن هناك سباقا عالميا دؤوبا في مجال الاستثمار في السياحة لا يمكن أن يكتمل خاصة في ظل تحوّل السياحة في العالم لتكون نقطة امتصاص سنوية للكثير من التحديات التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية. وبعيدا عما في هذا الطرح من حديث طويل ونقاشات فإن الإنسان بحاجة ماسة إلى لحظات استراحة واستجمام.
ومحافظة ظفار من بين أفضل الوجهات السياحية التي يمكن أن تقوم بدور الاستراحة والاستجمام والتأمل ولأسباب كثيرة جدا، فإضافة إلى الأجواء الطبيعية الساحرة يجد الزائر للمحافظة مجموعة جيدة من المزارات والفعاليات الثقافية والمواقع التاريخية التي تستحق الزيارة وتفتح أبواب النقاش.
إن تنوع مناطق الجذب في محافظة ظفار يجعلها وجهة مفضلة لدى العائلات. تقدم المحافظة مجموعة من الخبرات الجذابة، من استكشاف المواقع الأثرية مثل البليد وسمهرم، ويضيف تراث اللبان المميز في المحافظة مساحة غنية لاستعادة تاريخ المحافظة وتاريخ الكثير من حضارات العالم التي كانت تعتمد في تراثها الثقافي والديني على اللبان، حيث يوفر مسار اللبان المعترف به من قبل اليونسكو رحلة لا تُنسى في الماضي.
إن صعود ظفار كوجهة سياحية مفضلة يدل على الجاذبية المتزايدة للتجارب التي تتجاوز الإجازات التقليدية للشمس والرمال. ويؤكد على إمكانات نموذج السياحة المستدامة التي يمكن أن تدفع النمو الاقتصادي مع الحفاظ على الثراء الثقافي والبيئي وتعزيزه.
ومع استمرار منطقة الخليج في تنويع اقتصاداتها، تضع محافظة ظفار معايير عالية للسياحة المستدامة والثقافية والعائلية. لقد أثبتت محافظة ظفار المتألقة بجمالها الطبيعي والمتأصلة بثقافتها المميزة، أن السياحة المستدامة يمكن أن تكون ركيزة اقتصادية وحامية للتراث للأجيال القادمة. محافظة ظفار تدعو العالم للمشاركة في رحلتها الخيالية، وذكريات واعدة تدوم مدى الحياة.