No Image
رأي عُمان

السعودية .. تحولات جذرية ومسير نحو المستقبل

21 سبتمبر 2022
21 سبتمبر 2022

علاقة سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية علاقة تاريخية راسخة ليست وليدة اليوم، وإن كانت في كل يوم تزداد رسوخًا وإصرارًا على المضي بثبات نحو المستقبل المشرق. فعُمان والسعودية لديهما رصيد تاريخي طويل من الحضارة بقي ثابتًا رغم كل التحولات التي شهدتها المنطقة خلال القرن الماضي، وما صاحب ذلك من صراعات جيوسياسية في عمق الجزيرة العربية أو حولها التي أسهمت في تغيير الخطوط المرسومة فوق أراضي جزيرة العرب. ولأن عُمان بكل ما تملكه من إرث حضاري تعرف المكانة التي تتمتع بها السعودية في العالم الإسلامي كانت حريصة أن تكون علاقتها بها علاقة شقيق بشقيقه وعلاقة تتكامل فيها الجهود ولذلك بقيت تلك العلاقة يسودها الاحترام المتبادل والاعتراف بالمكانة الحقيقية للآخر.

وعندما تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد في عام 1970 كانت زيارته الخارجية الأولى جهة المملكة العربية السعودية تقديرًا لمكانتها المركزية في الوجدان الإسلامي، وبقيت المكانة نفسها عندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث كانت زيارته الخارجية الأولى للمملكة العربية السعودية تقديرًا لنفس المكانة المركزية. وفي العهد العماني المتجدد الذي يتسنمه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أعزه الله- فإن العلاقة المتينة بين البلدين الشقيقين آخذة في التطور والنمو والتحول من اعتراف وتقدير للآخر إلى مشاريع اقتصادية كبيرة تنعكس إيجابًا على مواطني البلدين الشقيقين وهذه رغبة حقيقية بين أبناء البلدين وجدت القرار السياسي من جلالة السلطان المعظم، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله ورعاهما.

وغدا حين تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الثاني والتسعين فإن سلطنة عمان قيادةً وشعبًا تشاركها هذا الاحتفال بمشاعر الأخ لأخيه، ومشاعر الجار لجاره وبمشاعر من تتشابك مصالحه السياسية والاقتصادية وعلاقاته الاجتماعية والثقافية ومصيره المشترك.

والمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تشهد نقلات نوعية على كل المستويات وخاصة الجوانب الاقتصادية والتحولات الاجتماعية وفق الخطة الطموحة للمملكة «السعودية 2030» ورغم أزمة أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا التي أثرت في الاقتصاد العالمي تأثيرًا بالغًا إلا أن المملكة حققت نموًا جيدًا في اقتصادها واستطاعت خلال السنوات الأخيرة بناء مشاريع تحولها من مرحلة النفط إلى مرحلة ما بعد النفط.

وإن التحولات التي شهدتها المملكة العربية السعودية في بنية المجتمع السعودي كانت بين أبرز ما يحسب لعهد الملك سلمان وولي عهده، وهذه التحولات هي التي تعطي الطاقة الكبيرة للمملكة العربية السعودية للمسير نحو المستقبل المشرق بخطى ثابتة فوق رمال المنطقة المتحركة.