الحوار والنقاش.. صوت الشباب المسموع
لم يكن اختيار الأمانة العامة لمجلس الوزراء اسم «معا نتقدم» للنسخة الأولى من الملتقى الذي أقيمت النسخة الأولى منه اليوم اعتباطيا دون دلالات يمكن أن يفهم منها الهدف الأساسي من مثل هذا الملتقى التي تشارك فيه أطياف واسعة من المجتمع العماني الذي فتح باب المشاركة للجميع مع مراعاة أن يكون تمثيل الحضور يغطي المحافظات ويغطي الفئات العمرية والفئات الوظيفية بما في ذلك الباحثون عن عمل. إن الملتقى يقول بشكل واضح لا لبس فيه إنّ تقدم عُمان ورقيها لا يمكن أن يتحقق إلا «بالجميع»، بجميع فئات المجتمع، وأن باب النقاش والحوار حول قضايا الدولة مفتوح للجميع، بل إن على الجميع أن يشارك برأيه وأن يسمع صوته مهما كان مختلفا، وبالنقاش يمكن للجميع بناء تصورات لمختلف القضايا.
وتحدث اليوم ثلاثة وزراء حول ملفات مهمة جدا ويدور حولها نقاش كبير في المجتمع العماني.. القضية الأولى هي قضية رؤية عمان 2040 وآليات متابعة تنفيذها.. وهذا موضوع غاية في الأهمية ويُعنى به الجميع. أما الموضوع الثاني فمتعلق بخطة التوازن المالي وما صاحب ذلك من تغيرات اقتصادية واجتماعية، أما الموضوع الثالث فكان حول وزارة العمل وخطط التشغيل وكذلك قانون العمل.
وتكاد هذه القضايا الثلاث أن تكون هي محور النقاشات والحوارات التي تشغل بال المجتمع العماني بكل فئاته العمرية. ودار حولها نقاش مفتوح تميز بالشفافية سواء من قبل المسؤول الحكومي أو من قبل الشباب الذين كانوا الحاضر الأبرز في الملتقى.
وإذا كانت مثل هذه النقاشات الصريحة تضع الجميع أمام الحقائق وأمام بناء القرارات ومسبباتها فإنها أيضا تبني بشكل لا يخفى أساليب الحوار الهادف الذي يبحث عنه المجتمع. وتبيّن اليوم أمام الجميع أن كل الأسئلة يمكن طرحها، وكل المواضيع يمكن أن تناقش بهدوء وبمهنية شرط أن تتوفر قواعد الحوار ومقاصده، حتى لا ترتبك سياقاته وتضيع مقاصده.
وفي ختام اللقاء أكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب والذي كان يرعى فعاليات الملتقى أن كل ما طُرح من أفكار ومن حوارات هي محل تقدير ومحل اهتمام وستدرس بشكل دقيق.
إن المشهد العام في سلطنة عمان يحتاج إلى مثل هذه الحوارات الهادفة التي يقف فيها الشباب محاورين ومناقشين حول قضاياهم وطموحاتهم نحو المستقبل.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن الإعلام العماني يتبنى برامج حوارية مشابهة تفتح باب النقاش بين المسؤول وبين الشباب في جو تسوده الشفافية والهدوء والعقلانية في الطرح.. وهذا هو مسار المرحلة القادمة الذي لا تحيد عنه عُمان.