No Image
رأي عُمان

التعليم .. ركيزة البناء والتنمية

27 أغسطس 2022
27 أغسطس 2022

اليوم تفتح صروح العلم أبوابها من جديد إيذانا ببداية مرحلة أخرى في مسيرة بناء الإنسان وتنوير العقل ونشر المعرفة، وهي العملية الحضارية التي وضعتها سلطنة عمان على رأس أولوياتها، حيث يعد التعليم من المرتكزات الوطنية التي حظيت باهتمام بالغ باعتباره اساس التنمية والتقدم والازدهار، ولذا حرصت القيادة على توفيره بكل مستوياته في كل ربوع الوطن، وقهرت التحديات لأجل نشر صروحه حيثما وجد المواطن، حتى في القرى البعيدة والجبلية.

وفي كل عام تشهد المنظومة التعليمية في البلاد تطورات ملموسة، سواء بالتوسع في مرافق البنية الأساسية عبر إنشاء المزيد من المدارس أو استيعاب أعداد متزايدة من الكوادر الادارية والتدريسية والفنيةـ أو عبر تحديث المناهج والخطط والبرامج التدريسية لرفع كفاءة منظومة التعليم، بما يلبي احتياجات الواقع التربوي ويسهم في بناء قدرات الطلبة وإكسابهم المعارف والقيم والمهارات العلمية المواكبة للمستجدات، خدمة لأهداف وتطلعات رؤية عمان المستقبلية، ويأتي إنشاء 76 مدرسة حكومية في مختلف المحافظات ضمن مشاريع الخطة الخمسية العاشرة ليؤكد النهج الحكومي المتواصل لدعم قطاع التعليم.

ولا شك أن استراتيجية التعليم في سلطنة عمان ماضية في اتجاه تنمية مهارات الدارسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وصقل معارفهم وقدراتهم في عالم يسود فيه اقتصاد المعرفة.

ولأجل تحقيق تلك الاستراتيجية ينبغي مواصلة حث المدارس على تنفيذ المشاريع التربوية لخدمة أولويات التنمية المستدامة، وتشجيع المجيدين علميا، حيث تؤكد النتائج التي يحققها أبناؤنا في كافة المسابقات والمحافل الإقليمية والدولية ما يمتلكونه من قدرات ومهارات علمية متميزة.

ومع بدء العام الدراسي الجديد تتجلى أهمية الالتزام التام بتوفير أقصى درجات الأمن والسلامة سواء في مباني المدارس أو الحافلات المدرسية، حيث كثرت في السنوات الماضية الوفيات الناتجة عن نسيان الطلبة في الحافلات، وهو الأمر الذي يتوجب أن يتم التشديد على تجنب تكراره بتكقيف الوعي والمراقبة المستمرة حفاظا على سلامة أبنائنا.

كما تتأكد أيضا أهمية تعزيز التواصل بين المدرسة والمنزل وتفعيل الشراكة مع المجتمع من خلال تبني مؤسسات القطاع الخاص ومجالس الآباء والأمهات مبادرات معززة للبرامج والخطط التربوية، ترتقي بمستوى التحصيل الدراسي لأبنائنا، وترسخ القيم الأخلاقية في نفوسهم، وتمكنهم من صقل مهاراتهم عبر الأنشطة غير الصفية، وقبل ذلك كله، مواصلة دعم قدرات المعلم ببرامج التأهيل والتحفيز المناسبة باعتباره أساس العملية التعليمية والمحرك المحوري لتجويد أدائها.