الأجندات الإعلامية الحكومية.. وآليات التنفيذ
يدور نقاش كبير في الكثير من دول العالم اليوم حول آليات تحويل «الأجندات الحكومية» إلى أثر يمكن أن يشعر به الناس/ المواطنون، ويتفاعلون معه ليكونوا جزءا منه، ثم بعد ذلك يتحول إلى جزء من سياق بناء «السمعة» التي تعد أحد مواطن قوة الدول في العالم إذا ما نظرنا إلى الإطار الأكبر أو جزء من بناء السمعة المؤسسية إذا ما اقتصر المثال على المؤسسات. وتنفق الدول المتقدمة في العالم مبالغ ضخمة جدا من أجل بناء السمعة الإعلامية داخليا وخارجيا، وتحول الأمر إلى هاجس كبير في ظل بروز دور وسائل التواصل الاجتماعي التي تجيش في بعض الأماكن من أجل ضرب سمعة الدول والتقليل من إنجازاتها.
ونظمت وزارة الإعلام ممثلة بمركز التواصل الحكومي أمس لقاء مهما بعنوان «الأجندة الإعلامية الحكومية (تخطيط وأثر)»، استعرض انعكاسات الأجندة الإعلامية الحكومية في تجويد الاتصال الحكومي.
وتعد آلية إيصال المعلومة إلى المتلقي عبر الحسابات والمنصات ومختلف وسائل الإعلام ذات أثر كبير في إبراز جهود المؤسسات الحكومية وبناء سمعتها وبالتالي سمعة الدولة، على أن اللقاء الذي نظمته وزارة الإعلام وحضره ممثلون من دوائر التواصل الحكومي يعد جزءا من جهود كبيرة تبذلها وزارة الإعلام في سبيل إبراز الجهد الذي تقوم به المؤسسات الحكومية للجمهور ووضعه في سياقه ضمن منظومة العمل الحكومية.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أهمية تحديد الأهداف الإعلامية التي تود أي مؤسسة حكومية أن توصلها إلى الجمهور ضمن موضوع «الأجندة الإعلامية الحكومية» ويأتي في مقدمتها تعزيز الإنجازات الوطنية، ومعالجة المفاهيم الخاطئة، أو عرض التطورات التي تشهدها الدولة في الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن المعلوم أن الشفافية تساعد على نحو كبير في بناء الثقة حول «الأجندة الإعلامية الحكومية»، ولذلك يحتاج الخطاب الإعلامي الصادر عن المؤسسات الحكومية سواء الموجه إلى وسائل الإعلام أو إلى منصات التواصل الحكومي إلى الكثير من الشفافية والدقة والموثوقية حين الحديث عن الإنجازات التي تحققها المؤسسة أو التحديات التي تواجهها.
ومن بين الأمور التي تستحق التركيز عليها خلال نقاش «الأجندات» موضوع التعاون مع وسائل الإعلام بصفتها شريكا أساسيا في نقل الخبر والمعلومة.
وفي الوقت الذي تحقق المؤسسات الحكومية الكثير من الإنجازات إلا أنها تبقى بعيدة عن التناول الإعلامي الصحيح الذي يسهم في بناء الثقة والسمعة للمؤسسة الحكومية. وتغيب الكثير من القصص الإخبارية المثيرة التي تكشف عن مدى تحقق المشروعات الحكومية عن النشر، وتظهر في بعض الأحيان بشكل خجول جدا وفي سياق ردات الفعل على نشر بعض الأخبار أو المقالات النقدية.. لذلك لا بد أن تكون دوائر التواصل الحكومي مبادرة في التواصل مع وسائل الإعلام، وهذا النهج يجعل أخبارها وتقاريرها تتسم بالجاذبية وسبق الوصول والرسوخ في أذهان المتلقين.