إسرائيل تزداد تطرفا
هل يمكن أن نتصور أن إسرائيل يمكن أن تتغير في يوم من الأيام؟ بمعنى هل يمكن أن نتصورها نحن في العالم العربي يوما بأنها دولة ديمقراطية كما يصفها بعض الغرب أو أن نراها كيانا ليبراليا يمتلك ولو الحد الأدنى ممّا تدعيه الدول «الغربية» لنفسها؟
لو تصورنا هذا في يوم من الأيام فهذا يعني أننا لا نعرف إسرائيل ولا نعرف الأسس الدينية التي تقوم عليها. إن إسرائيل اليوم التي تستعد لاستقبال أكثر حكوماتها يمينية وتطرفا تكشف الأقنعة عن نفسها أمام العالم، وبشكل خاص أمام الشعوب الغربية التي كانت، فيما يبدو، منخدعة بها، أو مخدوعة من قبل إعلامها المضلل. أما الحقيقة الثابتة التي نستطيع قراءتها من خلال ما يحدث على الأرض؛ فهي أن الكيان الإسرائيلي كيان يميني سواء مع حكومة نتنياهو الجديدة أم مع ما جاء قبلها من حكومات. ويبدو من الظلم أن تحصر دلالة مصطلح الديمقراطية في فكرة الذهاب إلى صناديق الاقتراع!؛ فحتى الحكومات التي تأتي عبر صناديق الاقتراع الحر يمكن أن تكون حكومات أصولية وعنصرية ومتطرفة ولا تقيم أي وزن لحقوق الإنسان، وفي الحقيقة هذا ما يحدث في فلسطين المحتلة حيث تمارس حكومة الاحتلال ثيوقراطية مقيتة تجاه الفلسطينيين، وإضافة إلى سلبها أرضهم ودولتهم فإنها تسلبهم أبسط حقوقهم الإنسانية المتمثلة في الحفاظ على حياتهم.
لذلك فإن فكرة تغير إسرائيل التي يتحدث عنها البعض تسقط حتى أمام الدعوات التي تنطلق اليوم من داخل إسرائيل نفسها، من اليسار الإسرائيلي ومن الوسط الذين يحذرون اليوم من الكوارث المنتظرة من وصول حكومة نتنياهو المتطرفة إلى السلطة. وبعض الشعوب الغربية بدأت تفيق من خدر الإعلام الغربي الذي يغيبها عن الحقيقة ولذلك نقرأ اليوم الكثير من الكتابات التي تنتقد إسرائيل كما لم تنتقدها من قبل، وتكشف الكثير من الفضائح المتمثلة في انتهاكات حقوق الإنسان والقتل بدم بارد، والأهم من كل هذا بدأت فكرة الدولة الديمقراطية والليبرالية النموذجية تسقط في عيون الكثيرين ممن خدعوا بها.
وفي الحقيقة هذا هو التغيير الوحيد الذي يحدث حول إسرائيل وهو تغيير مهم لأن فضح جرائم هذا الكيان من الأهمية بمكان حتى يأتي يوم يمكن أن يصحى فيه الضمير الإنساني ويقول لإسرائيل.. كفى!