نايف اليحيائي.. فنان يستمد إلهامه من خطوط حركة النمل !
في بداية مشواره مع عالم الرسم الواقعي والرسم الأحادي بقلم الرصاص، استوحى الفنان نايف بن محمد بن راشد اليحيائي -ابن ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة- شغفه من مقولة الفنان الشهير بيكاسو، والتي جاء فيها: «أتقن القواعد كمحترف حتى تتمكن من كسرها كفنان»، لتكون هذه المقولة أساسًا انطلق منها نايف اليحيائي ونصيحة طوال مشواره الفني، حيث يسعى إلى التنويع في استخدام الخامات وكسب المزيد من الخبرة من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الرسم.
كل من يشاهد أعمال نايف اليحيائي، الذي يعرض عددًا منها في مواقع التواصل الاجتماعي، يشعر بمدى الموهبة التي يمتلكها، فهي أعمال متقنة جدًا وإبداعية بطريقة ملفتة، تجر الأسئلة نحو الإنجازات التي حققها وحضور اسمه في الملتقيات والمشاركات الجماعية والمسابقات، فعلى المستوى المحلي، وبالرغم من أن مشاركاته كانت معدودة؛ لأن نايف حريص على تقليلها لأجل التطوير، وتقديم ما يستحق العناء، فكانت مشاركته في مسابقة إبداعات ثقافية بارزة، حيث حصل على المركز الأول ثلاث مرات متتالية على مستوى النادي، كما شارك أيضًا في معرض مسقط الدولي للكتاب، وحاليًا هو مشارك في مسابقة «إشراقة عهد» التي خصصت لرسم السيدة الجليلة، ويعتبر إصراره على تعلم الفن أعظم فخر له، إذ يقول: «أحببت الفن قبل أن يحبني».
ولكل فن ملهموه مهما تعددت الفنون بأنواعها، وكذلك الرسم له مناهج متعددة ومدارس أسسها السابقون والمعاصرون من الفنانين، لذلك استمد نايف إلهامه من العديد من الفنانين، من بينهم أستاذه في المدرسة، الفنان المصري سعيد الشيمي، بالإضافة إلى العديد من الفنانين العمانيين، كما استمد اليحيائي من الطبيعة طرائق في الرسم، فنجد بعض رسوماته تتميز بخطوط تشبه حركة النمل، وحول هذه الميزة قال اليحيائي: «الخطوط التي تشبه في حركاتها خطوات النمل تعطي شعورًا بالحركة».
وطرحنا على الفنان نايف اليحيائي سؤالًا عن بداياته في الرسم، وكيف تطور مستواه، فأجاب نايف بأنه في عام 2018 كاد ينسى الرسم، ولكن استمراره في التعلم ومعرفة فنانين آخرين ساعده على تحقيق مستوى جيد في فترة قصيرة، ووجد نايف نفسه يميل إلى استخدام أقلام الفحم في الرسم الأحادي بسبب تدرجاتها غير اللامعة مقارنة بأقلام الرصاص.
التحديات في الرسم بالنسبة لنايف هي أمر وارد جدًّا، حاله كحال أغلب الفنانين والموهوبين، ولكنه يرى أن الحل يكمن في التعلم والممارسة، لذلك نجده يقضي وقته في الرسم خارج المنزل بعيدًا عن الضجيج، مما يساعده على تجاوز المتاعب والضغوط التي تشتت تركيزه، ويعتبر النقد جزءًا مهمًّا في تطوره كفنان، مشيرًا إلى أن أحد الفنانين العمانيين كان له دور كبير في تحسين مستواه الفني بعدما انتقد أعماله، فنايف اليحيائي متقبل للنقد البناء، النقد الذي يضع النقاط على الحروف ويصوِّب الخطأ، وليس الانتقاد الهدام الذي يزيد الطاقة السلبية عند الفنان.
وفيما يتعلق بالرسم الإلكتروني، يعتبر نايف أن الرسم الرقمي هو أحد أنواع الرسم التي يحبها، فهو إلى جانب الرسم الأحادي في الفحم وأقلام الرصاص، والرسم بالألوان بالطريقة التقليدية، بدأ تجربته مع الرسم الرقمي منذ عشر سنوات، وطوّر مهاراته مؤخرًا من خلال رسم أشخاص من الشارع وعبر إنستجرام، ولديه خطط مستقبلية عديدة، منها إنتاج عدد جيد من الأعمال والتجارب بأسلوب فني متفرد.
نايف اليحيائي رغم ما لديه من قلة المشاركات في المسابقات والفعاليات، ورغم الضغوط ولجوئه إلى الفضاء الخارج عن المنزل، يثبت نفسه على الساحة الفنية بأنه فنان قادر على العطاء، قادر على التطور، قادر على مجارات الطبيعة والمدارس الفنية المتعددة حتى يتفرد بأسلوبه الفني الخاص.