No Image
ثقافة

فردوس شافي: المانديلا وسيلة فريدة لربط الناس بمشاعرهم وتعزيز ارتباطهم بالثقافات المختلفة

05 أكتوبر 2024
05 أكتوبر 2024

في لحظات يحتلها التركيز والإلهام بدت الدائرة بالنسبة لفنانة المانديلا العمانية فردوس شافي مثالا للكمال والوحدة والتوازن، بل رمز شامل يعكس الطبيعة الدائرية للحياة والكون حسب تعبيرها. ومن خلال تصميم المانديلا، وجدت الفنانة فردوس شافي أنها تمنحها الحرية لصنع تناغم بصري وروحي، فهي تجمع بين العناصر المختلفة في إطار متكامل يعبر عن الانسجام الداخلي والخارجي، حيث كل دائرة تحمل بداخلها عوالم لا نهائية من التفاصيل والتعبير الفني. لا ترسم فردوس المانديلا فقط، لكنها أيضا مهتمة بالدول، وهو فن الأشكال العشوائية الذي وجدت فيه أداة للإبداع بل تمرينا عقليا ساعدها على تفريغ الأفكار والمشاعر بشكل طبيعي.

المانديلا.. فن التصاميم الدائرية

في حديثنا حول الدائرة وما تعنيه بالنسية لها، سألتها: كيف تحددين التفاصيل الدقيقة في دائرة المانديلا؟ هل هي وليدة اللحظة أم أنها تفاصيل مخطط لها؟ وكيف تختارينها؟

قالت: تحديد التفاصيل الدقيقة في دائرة المانديلا هو مزيج من اللحظة والتخطيط المسبق، اختيار التفاصيل يعتمد على عدة عوامل: مثل رمزية الأشكال التي أرغب في استخدامها، والتأثير البصري الذي أود تحقيقه، والطاقة التي أرغب في إيصالها من خلال الألوان والخطوط. أحيانًا ألجأ إلى عناصر من الطبيعة، مثل الأزهار أو النجوم، أو أستوحي من الفن التقليدي والرموز الثقافية التي تحمل معاني أعمق.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ما التأثير الذي تسعين لإحداثه من خلال المانديلا؟ وكيف يحدث ذلك و يتحقق خاصة بما يتعلق بالعلاج والتأمل والديكور؟

أسعى إلى إحداث تأثير عميق يتجاوز الجمال البصري ليصل إلى تحقيق حالة من الهدوء والتوازن الداخلي. المانديلا لديها قدرة خاصة على جذب النظر وتوجيه العقل نحو التأمل والتركيز. من خلال التفاصيل المتكررة والأشكال المتناظرة لذلك يعد هذا الفن وسيلة فعالة في العلاج بالفن، حيث يمكن للأفراد التعبير عن مشاعرهم والتواصل مع أنفسهم على مستوى أعمق من خلال رسم المانديلا أو مجرد النظر إليها. وأطمح إلى نشر فن المانديلا محليا ودوليا، مع التركيز على تعزيز هويتي الفنية وتوسيع نطاق تأثيرها. من خلال هذا الفن، أهدف إلى مساعدة الناس على استكشاف أبعاد جديدة من الإلهام والجمال والتأمل.

أما من ناحية الديكور، فالمانديلا تضفي لمسة فنية وروحانية على المكان. وجودها في مساحات المعيشة أو العمل يوفر جوا من الصفاء والتناغم، ويعزز الطاقة الإيجابية في المحيط. الجمع بين الفن والعلاج والتأمل يجعل من المانديلا أداة متعددة الأبعاد لها تأثير ملموس على الجسد والروح والمكان.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ما التحديات التي تواجهينها عندما تعملين على التفاصيل الدقيقة في الدائرة؟ وكيف تتعاملين مع هذه التحديات؟

عند العمل على التفاصيل الدقيقة في فن المانديلا، أواجه عدة تحديات. من أبرزها الحفاظ على التوازن والدقة في الأشكال والخطوط المتكررة، حيث إن أي انحراف بسيط يمكن أن يؤثر على التناغم الكلي للتصميم. كما أن العمل على التفاصيل الدقيقة يتطلب تركيزًا كبيرًا وصبرًا، خاصة عند التعامل مع أجزاء معقدة أو تكرارات تحتاج إلى دقة متناهية. للتعامل مع هذه التحديات، أعتمد على عدة تقنيات. وأهم شيء هو التحلي بالصبر وقبول الأخطاء كجزء من العملية الإبداعية. في بعض الأحيان، يمكن لهذه الأخطاء أن تفتح الباب لإبداع جديد أو تعديل يجعل التصميم أكثر تميزًا.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المانديلا والأزياء يمكن أن يتكاملا بشكل رائع لإبداع تصاميم فريدة تعبر عن الروح والجمال

أدخلت الفنانة فردوس شافي تصاميم المانديلا خاصتها في الأزياء والملابس، وعن كيف بدأت بدمج المانديلا في تصميم الأزياء؟ وما الذي جذبها لهذا الدمج؟

تقول: بدأت بدمج المانديلا في تصميم الأزياء من خلال أحد التعاونات مع Hanan & Zevanna Bridal، وهو متجر متخصص في تصميم فساتين الزفاف في عمان. صاحبة المتجر أ. حنان العيسرية كانت تؤمن بفن المانديلا الخاص بي منذ البداية وتعتبره فناً فريداً. هذا الإيمان دفعنا إلى تقديم أول سارٍ هندي مزين بالمانديلا هذا العام، بالتعاون مع مجموعة Osara، لتعكس العلاقة بين الثقافة العمانية والهندية.

قبلت تحدي دمج فن المانديلا مع تصميمات الأزياء لأنني كنت أؤمن بقدرة الفن على توسيع آفاقه وتطويره. أرى في فن المانديلا وسيلة فريدة لربط الناس بمشاعرهم الداخلية وتعزيز ارتباطهم بالثقافات المختلفة. إن دمج هذا الفن في مجالات متنوعة مثل الأزياء والديكور، إلى جانب أعمالي الفنية التقليدية، يعكس إرادتي في تقديم تجربة إبداعية تتجاوز الأفق وتصل إلى جمهور أوسع. إنني ملتزمة بنقل هذا الفن إلى مستويات جديدة، مع إيمان راسخ بأهمية تأثيره الإيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات.

فكانت فرصة فريدة لي لتجربة كيفية تفاعل التفاصيل الدقيقة للمانديلا مع الأقمشة والتصاميم، مما يعزز من جمالية الملابس ويضفي عليها طابعا ثقافيا غنيا. هذا الدمج لم يكن مجرد تحدٍ فني بل كان أيضاً فرصة لتعزيز التواصل بين الثقافات وتقديم شيء مبتكر ومميز في عالم الأزياء.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تعزز المانديلا من جمالية التصاميم وتضيف عنصرًا رمزيًا أو روحيًا للأزياء، كيف تصفين ذلك؟

تعزز المانديلا من جمالية التصاميم بإضافة عنصر رمزي وروحي يعكس التوازن والتناغم في القطعة. الدائرة المركزية في المانديلا تمثل الكون والوحدة، وهذا يعطي التصاميم بعدًا روحيا عميقًا، مما يجعلها أكثر من مجرد قطع أزياء، بل تحفز الشعور بالسلام الداخلي والطاقة الإيجابية عند ارتدائها.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هل هناك تحديات معينة تواجهينها عند دمج المانديلا في الأزياء؟ وكيف تعاملت مع هذه التحديات؟

نعم، هناك تحديات واجتهها، وقد كان أبرزها هو التأكد من أن التفاصيل الدقيقة التي تميز فن المانديلا تظهر بشكل واضح ومتناسق عند طباعتها على الأقمشة. قد تؤثر طبيعة الأقمشة وألوانها على ظهور التفاصيل، مما يتطلب اختيارا دقيقا للألوان والخامات التي تبرز جمال التصاميم. للتغلب على هذه التحديات، أعمل بشكل وثيق مع المصممين والمختصين في الطباعة لضمان تحقيق أفضل نتيجة ممكنة، كما أنني أجري اختبارات أولية للطباعة لضمان توافق التصميم مع القماش المطلوب.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كيف توازنين بين التفاصيل المعقدة للمانديلا واحتياجات الأزياء من حيث الراحة والعملية؟

أوازن بين التفاصيل المعقدة للمانديلا واحتياجات الأزياء من حيث الراحة والعملية من خلال التركيز على تصميم المانديلا بحيث تكون جذابة بصريًا دون أن تؤثر على سهولة الحركة أو راحة الشخص الذي يرتدي القطعة. أختار أماكن محددة على الأزياء لوضع تفاصيل المانديلا بحيث تكون متناسقة مع التصميم العام وتراعي احتياجات الراحة. بالإضافة إلى ذلك، أعمل على التأكد من أن الأقمشة المستخدمة تسمح بظهور التفاصيل دون أن تصبح القطعة ثقيلة أو غير مريحة، مما يحقق توازنًا بين الجمالية والعملية.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هل تجدين أن المانديلا تساعد في إبراز رسالة معينة أو تعبير عن الذات من خلال الأزياء؟

نعم، أعتقد أن المانديلا تساعد بشكل كبير في إبراز رسالة معينة أو تعبير عن الذات من خلال الأزياء. فالمانديلا ليست مجرد نمط زخرفي، بل هي تعبير عن التناغم والانسجام الداخلي. عندما أدمج المانديلا في تصاميم الأزياء، أهدف إلى نقل إحساس بالسلام والروحانية، وهو ما يمكن أن يعكس شخصية من يرتدي القطعة. كل تصميم للمانديلا يحمل رمزية معينة، وبالتالي فإنه يساهم في تعزيز الرسالة التي تعبر عنها الأزياء، سواء كانت رسالة تعبر عن القوة، الجمال، أو حتى الترابط الثقافي كما كان الحال في دمج المانديلا في الساري الهندي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج الفن والتصميم يمكن أن يعكس الثقافة والهوية العمانية بشكل رائع. فعندما أستوحي تصاميمي من الأيقونات العمانية القديمة والثقافة الغنية التي تمتاز بها عمان، أتمكن من تحويل هذه العناصر إلى قطع فنية مبهرة. دمج المانديلا في الأزياء لا يعزز فقط الجانب الجمالي، بل يساهم في إبراز تراث سلطنة عمان وتقديمه بطريقة عصرية ومبتكرة، مما يجعل كل قطعة تحمل رسالة فنية وثقافية فريدة.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الدودل.. فن البساطة والعفوية

الدودل، رسم بسيط وعفوي لخربشات أو رسومات تجريدية أو أشكال عشوائية يتم رسمها بدون تخطيط مسبق يتم غالبًا بطريقة غير واعية أو عشوائية أثناء الانشغال أو التفكير، وفي السؤال: كيف تصنعين الإلهام اللحظي عند العمل على الدودل؟ وما هي المصادر التي تستلهمين منها أفكارك في رسم الدودل؟

عندما أعمل على رسم الدودل، يأتي الإلهام اللحظي من الحالة المزاجية التي أكون فيها في تلك اللحظة، ومن المحيط الذي أعيش فيه. غالبا ما أترك أفكاري تتدفق بحرية دون تخطيط مسبق، مما يتيح للعقل الإبداعي أن يقود العملية. بالنسبة للمصادر التي أستلهم منها أفكاري، فهي متعددة؛ أستمد الإلهام من الطبيعة، الثقافة العمانية الغنية، وحتى من التفاصيل اليومية الصغيرة التي قد تبدو عادية ولكنها تحمل جمالا خفيا. الموسيقى الكلاسيكية التي أستمع إليها خلال العمل تساعدني أيضا على الانسجام مع الأشكال والخطوط التي تظهر في رسوماتي.

​​​​​​​--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أين تجدين نفسك أكثر في المانديلا أو الدودل؟

أجد نفسي أكثر في فن المانديلا لأنه يعبر عن حالتي التأملية ويعكس شغفي بالتفاصيل الدقيقة والتناسق المتناغم داخل الدائرة. لكن في الفترة الأخيرة، بدأت أستكشف فن الدودل وأجد فيه مساحة للإبداع العفوي والتعبير عن الأفكار بطريقة غير تقليدية. لقد قمت بتجربة تطبيق الدودل على أسطح ووسائط متعددة كالأقمشة والورق وحتى الزجاج، مما فتح لي آفاقًا جديدة للإبداع. مؤخرًا، قمت بدمج كلا الفنين في عمل واحد، حيث حاولت التوفيق بين هيكل المانديلا وتلقائية الدودل، وأعتبر هذه التجربة خطوة نحو استكشاف إمكانيات فنية أعمق وأوسع. ومع ذلك أرى أن فن الدودل له دور فريد في التعبير الفني مقارنة بالفنون الأخرى، فهو يتميز بالعفوية والتحرر من القيود. يعطيني مساحة للتعبير عن الأفكار بشكل سريع وبسيط، دون الحاجة إلى التخطيط المسبق أو التركيز على التفاصيل المعقدة ويمكن رسمه على أي سطح، سواء كان ورقًا أو قماشًا أو حتى أشياء يومية، فإنه يعزز إبداعي ويتيح لي فرصة تحويل كل شيء حولي إلى فن. كما هو الحال في المانديلا.