"عاشت الحرية!".. إصدارٌ جديد للباحث محمد شوقي الزين
الجزائر "العُمانية": صدر للباحث الجزائري، د. محمد شوقي الزين، عن دار ابن النديم (الجزائر)، بالتعاون مع الروافد الثقافية ناشرون (لبنان)، كتابٌ بعنوان "عاشت الحرية!.. فلسفة الوردة البيضاء". يحاول هذا الكتاب الإجابة عن جملة من التساؤلات، أبرزُها ما معنى الحرية في حالة تاريخيّة خاصّة وليس مجرّد خطاب طوباوي أو وعظي؟ وكيف تمارَس الحرية في سياق قسري من الاستبداد والحرب؟ وكيف يتشكّل الوعي الطُلابي عن القضايا الإنسانية الكبرى وتُجاه أسئلة الحرية، والاستبداد، والحرب؟ وما معنى النّضال والمقاومة؟ ولماذا يُضحّي البعض بأعزّ ما لديهم من جاه وشباب من أجل مثالات وقيم روحية سامية؟ ويحكي الكتاب، بحسب ما أشارت إليه المقدّمة، أوديسَّا الحرية عبر جماعة من طُلاب جامعة ميونيخ تحت إرشاد أستاذهم في الفلسفة والموسيقى، والتي لقَّبت نفسها بـ "الوردة البيضاء"، جابهت الطغيان في ظروف الحرب الصَّعبة، وسعت لأن توقظ الرأي العام والضمير الحيّ من سباته، وتفتح عيونه على جُملة الانهيارات في الأخلاق، والقيم، والإنسانية، وعلى مخاطر القوَّة، والتَّرهيب، والجور، وكان ذلك سنة 1942 عندما أسّس هانس شول، طالب الطب بجامعة ميونخ، وأخته سوفي شول وكرستوف بروبست وويلي غراف وألكسندر شمورل حركة "الوردة البيضاء"، وهي إحدى الفرق القليلة الألمانية التي علّقت جهارًا على سياسة النازيين. وتؤكّد المقدّمة أنّ هذا الكتاب ليس مجرَّد تأمُّل نظري عن مسائل فلسفية وتاريخيّة، بل يتتبّع أمكنة الذاكرة من حركتها في الجامعة إلى زوالها في السجن بالإعدام، مرورًا بمحاكمتها في القضاء. ويتوقَّف كذلك، عبر الحوارات والمراسلات والأعمال السينمائية عند "الوردة البيضاء"، على قيم الصداقة، والإنسانية، والخير، والجمال، والتَّضحية من أجل المثالات السامية في أزمنة كئيبة لا نزال نتكبَّد مفاعيلها في استبداديات العصر وحروبه وقساوته. وقد ارتأى الباحثُ الجزائريُّ، د. محمد شوقي الزين، الاعتماد على منهجيّة تقوم على ثلاثة فصول، هي "الوردة البيضاء في السّينما والفلسفة"، و"قراءة فلسفيّة في منشورات الوردة البيضاء.. ترجمة وتأويل"، و"الوردة البيضاء وآفاق إنسانيّة". يُشار إلى أنّ، د. محمد شوقي الزين، مؤلّف هذا الكتاب، باحثٌ وأكاديميٌّ جزائريٌّ، حاصلٌ على دكتوراه في الدراسات العربية الإسلامية، تخصُّص فلسفة وتصوُّف، من جامعة بروفونس (فرنسا). وهو حاصلٌ أيضًا على دكتوراه ثانية في الفلسفة حول المفكر الفرنسي ميشال دوسارتو، جامعة آكس – مرسيليا (فرنسا). من مؤلفاته: "تأويلات وتفكيكات" (2002)، و"سياسة العقل" (2005)، و"الثقاف في الأزمنة العجاف" (2013). وله أيضا ترجمات، منها "فلسفة التأويل" لغادامير، و"ابتكار الحياة اليومي" لميشيل دوسارتو.