معرض الكتاب بالسلطان أحمد.. روحــانيـات رمضان بيـن السطـــور
إسطنبول «الأناضول»: لأكثر من 3 عقود، يتوافد سكان إسطنبول وزائروها على معرض الكتاب بساحة السلطان أحمد وسط المدينة العريقة، طوال أيام شهر رمضان المبارك، في أجواء روحانية يغلب عليها العلم والإيمان. المعرض فتح أبوابه أول مرة عام 1981، وخلال 28 عاما جرى تنظيمه في ساحة السلطان أحمد، لكنه انتقل إلى ميدان بيازيد المجاور لمدة 7 سنوات، ليعود في العامين الأخيرين إلى مكانه القديم.
وطوال كل هذه السنوات، كان معرض الكتاب مقصدا للصائمين والزائرين من محبي الثقافة والعلوم، وأحد أبرز رموز ساحة السلطان أحمد الأشهر في إسطنبول، خلال أيام الشهر الفضيل.
وفي حديث للأناضول، قال منسق المعرض، صدر الدين يوجي، إن «المعرض ينظم بشكل متواصل من 38 عاما، وجرت العادة على إقامته بميدان السلطان أحمد، فيما استضافه ميدان بيازيد لعدة سنوات، ومحبي المعرض طالبوا بأن يعود إلى السلطان أحمد مجددا».
وأضاف أن «المعرض يحتوي على كتب مناسبة لروحانيات رمضان، منها كتب عربية، إضافة إلى كتب وطنية وعلمية وفلسفية، فضلا عن روائع أشهر الأدباء والمفكرين».
وتوزعت الأجنحة على جانبي المعرض لدور نشر تركية رسمية وأخرى خاصة، وتنوعت الكتب المعروضة، وكان للأطفال نصيب كبير منها، وخاصة فيما يتعلق بالتربية والتعليم. وأوضح يوجي أن مئات الطلبات وصلت من دور نشر عديدة إلى الجهة المنظمة من أجل المشاركة في المعرض لكن نظرا لطبيعة المكان لم تتم الموافقة على جميع الطلبات.
وأضاف أنه تمت الموافقة على مشاركة قرابة 250 دار نشر تركية متنوعة، تقدم كتب ثقافية وترفيهية إلى جانب كتب دينية. وأشار إلى أنهم يهدفون إلى استقبال 10 آلاف زائر يوميا، بعد تسجيل العام الماضي زيارات تراوحت بين 7-8 آلاف زائر يوميا.
وأقيم المعرض هذا العام إلى جانب جامع السلطان أحمد تماما، في الساحة التي تتوسطها المسلة الفرعونية، وذلك على شكل خط متواصل يمتد مئات الأمتار من مدخله حتى نهايته.
ويشكل المعرض محطة هامة لزائري المنطقة؛ حيث يمكن لهم التجول بين الكتب، فضلا عن أداء الصلاة بجامع السلطان أحمد. ويشهد المعرض إقبالا كثيفا في الفترة بين صلاة العصر وصلاة المغرب. كما يتوجه بعض الصائمين الذين يتوافدون إلى ساحة السلطان أحمد للتمتع بالأجواء الروحانية، وتناول وجبة الإفطار في حدائقه، إلى المعرض بعد الإفطار، وقبل الانتقال لصلاة التراويح.
ويتنوع زائرو المعرض ما بين أسر وأصدقاء وطلاب، فضلا عن أطفال من مختلف الأعمار، يبحثون عما يلبي حاجتهم، ويسد شغفهم في العلم والقراءة، ما يفيد وقتهم ويملأ فراغهم، مستفيدين من الأجواء الرمضانية الخاصة في المنطقة.
صدقي صابرا، وهو طالب ماجستير يزور المعرض قال للأناضول: «المعرض افتتح مؤخرا، واليوم يشهد إقبالا كبيرا، وتنظيمه بشكل سنوي يجعل الجميع يحرصون على نيل فرصة التجول فيه، والاستفادة منه قدر الإمكان».
وأضاف متحدثا عن أهمية المعرض في رمضان: «شهر رمضان لا يمنع زيارة الوافدين للمعرض، كما يساهم في تنوع الكتب ودور النشر ويتيح فرص لعرض كتب جديدة، وعلى المستوى الشخصي، المعرض يلبي طلبي». أما عبد الملك كسكين وهو طالب جامعي، قال إن «المعرض جميل جدا، ويلقى اهتماما كبيرا، وتواجد كتب ثقافية متنوعة فيه أمر مهم جدا».
وأضاف للأناضول أن تنظيم المعرض في رمضان شجعه أكثر على زيارته، نظرا لاهتمامه الخاص بالقراءة في الشهر الفضيل. وعن الأجواء الرمضانية المرافقة للمعرض، أفاد كسكين بأن المعرض يحمل فرحة رمضان وأجوائه الجميلة تنعكس عليه. وأردف أن الكتب الموجودة بالمعرض تساهم في الارتباط برمضان، ومحاولة فهمه أكثر، وهو أمر يتماشى مع أهداف المعرض من تنظيمه خلال الشهر الفضيل، وهذا أمر جميل جدا.
ومع هذا التنوع الكبير في المعرض، وموقعه المتميز، وزواره من مختلف الشرائح والفئات، فإن المعرض يكون قد حقق أهدافه بجمع الجانب الروحي مع الجانب العلمي، إضافة إلى الجانب السياحي، ليضرب مثلا للفعاليات التي ترافق الشهر الفضيل في تركيا.
وأعرب جميع الزائرين الذين تحدثوا للأناضول عن أمنياتهم أن يستمر المعرض في السنوات المقبلة بساحة السلطان أحمد التاريخية.