«أوشن كلين آب» تُبحر لتنظيف المحيط الهادي من البلاستيك
سان فرانسيسكو «أ.ف.ب»:- غادرت سفينة مزوّدة بجهاز مبتكر لتنظيف المحيطات من النفايات البلاستيكية سان فرانسيسكو أمس الأول في رحلة تجريبية قبل أن تتّجه إلى البقعة الهائلة من البلاستيك المقدّر وزنها بثمانين ألف طن في المحيط الهادي.
ويرمي هذا البرنامج الطموح جدا، الذي تقوم به منظمة «أوشن كلين آب» الهولندية غير الربحيّة إلى إزالة نصف النفايات البلاستيكية التي تشكّل ما يعرف بمنطقة النفايات الكبرى في المحيط الهادي لإعادة تدويرها، وذلك في السنوات الخمس الكبرى حين يصبح جهاز التنظيف مستعدا تماما للمهمة.
وتحت سماء صافية، عبرت السفينة «مايرسك لونشر» جسر البوابة الذهبية (جولدن جايت بريدج) الذي يصل خليج سان فرانسيسكو بالمحيط الهادي، يرافقها أسطول من المراكب الشراعية والقوارب. وتحمل هذه السفينة جهازا ضخما يبلغ طوله 600 متر أطلق عليه اسم «سيستم 001»، وهو مصمم لالتقاط النفايات البلاستيكية التي تطفو على سطح البحر لجمعها وإعادة تدويرها. ويتكوّن هذا الجهاز من جزء يطفو على السطح بطول 600 متر يمنع البلاستيك من الإفلات، وجزء بعمق ثلاثة أمتار يمنعه من الإفلات إلى الأسفل، وهكذا يلتقط الجهاز ما يصادفه من نفايات بلاستيكية، بحسب الشرح الذي نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني. وستّتجه السفينة إلى مكان يقع على بعد 240 ميلا بحريا قبالة سواحل كاليفورنيا، في رحلة تجريبية تستغرق أسبوعين. بعد ذلك، تتجّه إلى مهمّتها الأولى، في البقعة الهائلة من النفايات البلاستيكية العائمة في المحيط الهادي، والتي تقدّر مساحتها بضعف مساحة فرنسا، وهي تقع تحديدا في منتصف المسافة بين كاليفورنيا وهاواي.
وقال بويان سلات المسؤول في هذه المهمة لوكالة فرانس برس «هدفنا الأساس أن نثبت أن جهازنا يعمل، ونأمل أن نسحب الكمية الأولى من البلاستيك إلى الشاطئ في الأشهر القليلة المقبلة، وسيكون ذلك إثباتا لكفاءة تقنيتنا». وفي حال تمّ ذلك فعلا، تتّجه المنظمة إلى إنشاء أسطول قوامه ستين جهاز تنظيف. وتتألف بقعة التلوّث البلاستيكي في المحيط الهادي من ثمانين ألف طن من النفايات، بحسب لوران ليبرتون عالم المحيطات المشرف على المشروع.
ويقول لوكالة فرانس برس «يتراكم البلاستيك في المحيطات منذ الخمسينيات من القرن العشرين».
ومعظم هذه النفايات مصدرها اليابسة، تحملها الأنهار إلى البحار، لكن بعضا منها أيضا مصدرها السفن وأنشطة الصيادين، كما يقول. قبل أيام، أطلق البابا فرانسيس نداء لحماية المحيطات التي صارت مهدّدة بسبب الكميات الكبيرة جدا من النفايات البلاستيكية الملقاة فيها.
وجاء هذا النداء بعد تقارير كثيرة تتحدّث منذ سنوات عن المخاطر التي تلقيها هذه الظاهرة على الحياة البحرية. وتقول الأمم المتحدة إن 9 % فقط من البلاستيك المنتج سنويا في العالم، وقدره تسعة مليارات طن، يُعاد استخدامه، فيما يحرق 12 % منه، أما الباقي فينتهي في الطبيعة أو البحار، ويستغرق آلاف السنوات ليتحلّل. وتعوم في المحيطات والبحار مليارات القطع البلاستيكية بأحجام مختلفة في ظلّ إلقاء 320 مليون طن سنويا في البحر من الحقائب والزجاجات وشباك الصيد وغيرها من القطع البلاستيكية التي تتجمّع في بقع بفعل التيارات. وفي حال استمرّ إنتاج البلاستيك واستخدامه بالوتيرة الحالية، يتوقّع أن تعجّ المحيطات بالنفايات البلاستيكية بحلول العام 2050.