No Image
المحافظات

معلمون يصفون معاناة مشقة الوصول إلى مدرسة السليل وعناء المهنة

12 ديسمبر 2023
ما بين المنحدرات الجبلية الخطيرة والصعدات المتعرجة
12 ديسمبر 2023

يشتكي المعلمون والمعلمات -في مدرسة السليل للتعليم الأساسي بولاية دماء والطائيين- من صعوبة الطريق المؤدي إلى مقر المدرسة ومشقته، حيث يستغرقون ساعتين مصحوبة بالمخاطر والتحديات، ما يعرض حياتهم للخطر، وفي الكثير من الحالات قد يحول دون وصولهم إلى المدرسة أو العودة خاصة في فصل الأمطار. ووفق رأي المعلمين، فإنهم يعانون من قطع مسافة بطول 20 كيلومترًا من خلال طريق جبلي وعر وخطر، حيث تقع مدرسة السليل في جبل «مقطع» بالجبل الأبيض الذي يقع ضمن نطاق ولاية دماء والطائيين، وهي منطقة تمتد من محافظة شمال الشرقية إلى محافظة جنوب الشرقية، وتضم قرى متناثرة. وتم افتتاح المدرسة في العام الدراسي ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ لتخدم الطلبة والطالبات من المرحلة الأولى إلى ما بعد الأساسي. وتبعد المدرسة عن المديرية، التي تتبع لها إداريًا، مسافة ٧٧ كيلومترًا.

ويعاني المعلمون والمعلمات من التعب والإرهاق الجسدي والنفسي بسبب طول وشدة الطريق، وهم يشعرون بالقلق من تأثير الأحوال الجوية على سلامتهم واستمراريتهم في العمل. ويؤثر هذا الوضع سلبًا على جودة التعليم والتعلم في المدرسة، ويقلل من حافز المعلمين والمعلمات على الإبداع والتميز.

وللتعرف عن قرب على التحديات التي تواجه معلمي مدرسة السليل ومعاناتهم مع الطريق الجبلي، أجرت «عمان» مقابلات مع عدد من المعلمين والمعلمات، وجمعت آراءهم وتعليقاتهم حول هذه المشكلة، فقالت شذى بنت حمود المغيرية -معلمة في مدرسة السليل- إنها تعاني من تعب وإرهاق نفسي وجسدي بسبب طول ووعورة الطريق المؤدي إلى المدرسة. مؤكدة أنها تشعر بالقلق والتوتر من انقطاع الطريق أو انحباسها في الجبل بسبب الأمطار أو السيول التي تهطل بصورة مفاجئة داعية الجهات المختصة إلى تهيئة الطريق وتحسينه وجعله سالكا للناس، وتقديم حوافز تشجيعية للعاملين في المدرسة، لزيادة دافعيتهم وتحفيزهم على العمل.

وأشارت المغيرية إلى أن الطريق يمتد لمسافة 20 كيلومترًا، ويمر بمناطق جبلية وعرة، مما يجعله خطرًا للغاية في فصل الأمطار، ويعد انقطاع الطريق بسبب الأمطار أو السيول أمرًا شائعًا في المنطقة، مما يتسبب في انحباس المعلمين والمعلمات في الجبل لعدة أيام. وهذا الوضع يؤثر سلبًا على حياتهم وسلامتهم. كما أن الطريق يتطلب من المعلمين والمعلمات قطع مسافة طويلة في كل اتجاه، مما يجعلهم يعانون من الإرهاق والتعب المضاعف.

سلامة المعلمين والطلبة

من جانبه، أبدى سالم بن سلطان الذخري، مدير مساعد بمدرسة السليل للتعليم الأساسي رأيه، قائلا: في البداية، لا يسعنا إلا أن نشكر الحكومة على بناء هذا الصرح العلمي المنير، الذي رفع معاناة الطلبة الذين كانوا يتكبدونها بشكل يومي للوصول إلى مدارس بلدة إسماعية بولاية دماء والطائيين. كما نقدم شكرنا للمديرية العامة للتربية والتعليم، وعلى رأسهم المديرة العامة علياء الحبسية، التي بذلت كل جهدها في الاهتمام الكبير بالمدرسة وتسخير كافة الإمكانات لتشغيلها بالوقت المحدد. وأضاف: من أبرز التحديات التي تواجه المعلمين والمعلمات في طريق المدرسة أنها وعرة وظروفها الجبلية الشاقة. هذا الطريق يمتد لمسافة 20 كيلومترًا، ويمر بمناطق جبلية شديدة الارتفاع، مما يجعله خطرًا للغاية في فصل الأمطار، كما أن الطريق يتطلب من المعلمين والمعلمات قطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة، مما يتسبب لهم في التعب والإرهاق، وتؤثر هذه التحديات سلبًا على المعلمين والمعلمات، حيث تؤدي إلى انخفاض دافعيتهم للعمل، وزيادة الشعور بالمسؤولية والخوف من عدم إكمال المناهج والدروس وفق الخطة الزمنية للفصول الدراسية، ناهيك عن معاناة بعض المعلمين، فقد أصيب بعضهم بأمراض صحية نتيجة صعوبة الطريق والحركة المرورية فيه. وأوضح الذخري قائلا: المدرسة تضم أكثر من 200 طالب وطالبة، ويدرس فيها أكثر من 40 معلمًا ومعلمةً، كما أن جميع هؤلاء المعلمين والمعلمات يضطرون إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة. لذا نطالب الجهات المعنية بتحسين طريق المدرسة، وجعله سالكًا في جميع الأحوال الجوية، كما نطالب بإنشاء جسور على الأودية والشعاب لمنع انقطاع الطريق، وتركيب حواجز أمان على جانبي الطريق لمنع سقوط السيارات. ونأمل أن تقوم الجهات المعنية بتحسين طريق المدرسة في أقرب وقت ممكن، لضمان سلامة المعلمين والمعلمات والطلبة.

معاناة يومية

وتحدث محمد بن سلطان الحجري -معلم في مدرسة السليل- قائلا: هناك العديد من الحلول المقترحة لتحسين طريق السليل الجبلي، ومن أبرز هذه الحلول: تعبيد الطريق بالكامل لجعله سالكًا أمام حركة السيارات في الاتجاهين. وإنشاء جسور على الأودية والشعاب لمنع انقطاع الطريق في الحالات الجوية، وتركيب حواجز أمان على جانبي الطريق لمنع سقوط السيارات. وتوفير وسائل نقل مناسبة للمعلمين والطلبة. مضيفًا الحجري: إن تعبيد الطريق بالكامل هو الحل الأمثل لتحسين الطريق، وجعله آمنًا للمعلمين والطلبة والمواطنين. كما أن إنشاء جسور على الأودية والشعاب سيمنع انقطاع الطريق، وتركيب حواجز أمان على جانبي الطريق سيمنع سقوط السيارات. وطالب الحجري الجهات المعنية بتنفيذ هذه الحلول المقترحة في أقرب وقت ممكن، لضمان سلامة الجميع.

وقالت إيمان بنت خميس الراشدية -معلمة بمدرسة السليل-: مما لا شك فيه أن وعورة الطريق وظروفه الجبلية الشاقة جدًا، تؤثر بشكل مباشر على دافعية المعلم في أداء عمله بالشكل المطلوب؛ كما أن الطريق الشاق الوعر يؤدي إلى وصول المعلم لمدرسة وهو في حالة إرهاق وتعب شديدين وكذلك في حالة عودته لمنزله، هذا الروتين اليومي من المشقة والمعاناة النفسية التي يمر بها المعلم؛ إضافة إلى أن بعض المعلمين بدأوا يعانون من آلام الظهر، وذلك بسبب وعورة الطريق الجبلي الشاق جدًا، ما ينتج عنها استياء المعلمين وشكواهم المتكررة.

وتذكر الراشدية: هذا حالنا من المعاناة من الصباح الباكر وانطلاقنا قبل شروق الشمس لكون المدرسة في منطقة بعيدة، ويحتاج الطريق ما يقارب ساعتين والنصف يوميًا ذهابًا، وإيابًا يصل إلى خمس أو أربع ساعات، وهذا بلا شك يؤثر تأثيرًا سلبيًا على أداء المعلم لوظيفته على أكمل وجه، لذا نناشد الجهات المعنية تسريع عمل طرق معبدة، تسهيلًا للمعلمين وخدمة للمواطنين القاطنين في المنطقة، كون عددهم كبيرًا وكذلك لربط المحافظتين شمال الشرقية وجنوب الشرقية، حيث يعتبر الطريق مختصرًا وسياحيًا وبه مقومات جاذبة جدا.

شديد الخطورة

وقال سليم بن محمد العويسي -معلم بمدرسة السليل-: طريق ترابي طويل شديد الخطورة يسلكه معلمو ومعلمات مدرسة السليل بشكل يومي من بلدة إسماعية بولاية دماء والطائيين إلى قمم جبل مقطع، حيث مدرسة السليل التي افتتحت هذا العام بجهود جبارة بذلتها وزارة التربية والتعليم لتقديم خدمة التعليم لسكان جبل مقطع والمناطق المجاورة بالقرب من منازلهم حتى ينعموا بالراحة والهناء بعد عناء طويل خلال السنوات الماضية انتظروها بفارغ الصبر بعد أن كانوا يخرجون من منازلهم قبل الفجر ويعودون قرب غروب الشمس، فقد كانوا يقطعون ساعات طويلة تتجاوز الأربع ساعات ذهابا وإيابا. وبعد افتتاح المدرسة انقلبت المعاناة من الطلبة إلى المعلمين والمعلمات فمنهم كبار السن ومنهم المريض وحالات الحمل عند بعض المعلمات، الجميع يشعر بالإرهاق والتعب الشديدين خصوصا من أتى من بيئات مدنية متحضرة لم يعتد على مثل هذا الطريق، يصاب بألم نفسي وجسدي لا يوصف يشعر به من ذاق مرارة الطريق الرابط بين مدرسة السليل وقرية إسماعية الذي يبلغ طوله 20 كيلومترا، نصفه يمر في بطن الوادي بطبيعته الرملية والجبال المحاذية لجانبيه والمطبّات الترابية والمنعطفات المتتالية، والنصف الآخر بين المنحدرات الجبلية الخطيرة والعقبات الحادة والصعدات المتعرجة، يتكبد المعلمون والمعلمات هذه المخاطر.

في انتظار الحل !

ومن جانبه، قال سعادة عبدالله بن علي الحمحامي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية دماء والطائيين: ينتظر أهالي جبل مقطع نتائج زيارة معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، التي قام بها في يونيو الماضي، واستمع فيها إلى مطالبهم بتحسين الطريق وإيجاد حلول مستدامة لتسهيل حركة المواطنين والموظفين والطلبة. ويأملون في إعادة تخطيط مسار الطريق ورصفه بالخرسانة الإسمنتية، وأوضح الحمحامي أنه بعد التواصل مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لمتابعة تنفيذ الحلول التي طرحتها خلال زيارة معالي الوزير، التي تشمل الطرق الجبلية بصفة عامة، وطريق جبل مقطع بصفة خاصة، أنه تمت الموافقة على رصف عشرة كيلومترات من أجزاء الطريق الجبلي لطريق جبل مقطع بالخرسانة الإسمنتية وهي حاليا في مرحلة الإسناد للمقاول، وأضاف، إنه يسعى لتحقيق مصلحة أهالي الولاية وتلبية احتياجاتهم من الخدمات والمرافق بالتعاون مع أعضاء المجلس البلدي بالولاية. إن معاناة المعلمين والمعلمات في طريق السليل الجبلي هي مشكلة خطيرة تتطلب سرعة الحل. ويجب على الجهات المعنية، وخاصة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، العمل على تحسين الطريق.

Image