المحافظات

حصن السويق.. معلم تاريخي يفتقد إلى الاستثمار

11 يونيو 2024
11 يونيو 2024

يعد حصن السويق واحدا من أبرز المعالم السياحية في ولاية السويق في سلطنة عمان، ويقع الحصن في موقع استراتيجي على تلة مرتفعة، مما يجعله نقطة رؤية مثالية لمراقبة المنطقة المحيطة.

يتميز حصن السويق بتصميمه الرائع والدقيق، ويضم عددا من الأبراج والأسوار المنيعة، كما يوجد داخل الحصن متحف صغير يعرض العديد من القطع والآثار التاريخية التي تعكس تاريخ ولاية السويق وحضارتها، وبفضل موقعه السياحي الاستثنائي وجماله المعماري يعد حصن السويق وجهة سياحية مفضلة للزوار الذين يتطلعون إلى استكشاف تاريخ وثقافة عمان، ويوفر الحصن فرصة رائعة للاستمتاع بإطلالات خلابة على المناطق المحيطة به والتمتع بجو من الهدوء والسكينة.

خلال زيارتنا للحصن أجرينا حوارا مع أحد موظفي الحصن للحديث عن الحركة السياحية في الحصن، فأجاب، أن الحصن شهد مؤخرا زيادة في عدد الزوار ويرجع الفضل في ذلك إلى الجهود التي بذلتها وزارة التراث والسياحة في تأهيل متحف الحصن وترميم أجزاء منه، مؤكدا حرصهم على إيجاد أفكار جديدة تنعش الحركة السياحية في الحصن.

مقترحات وأفكار

وقدّم جمال بن صالح البلوشي اقتراحه بأهمية إضافة مكتبة عامة تاريخية أو شاملة في الحصن، ويرى أن إنشاء مكتبة في الحصن سيشجع سكان الولاية على ممارسة القراءة وبالتالي تعزيز ثقافتهم التاريخية، كما تسهم المكتبة في تنشيط الحركة بالحصن، ويقترح أيضا تخصيص إحدى قاعات الحصن لإقامة الندوات والمحاضرات والاجتماعات والبرامج التثقيفية برسوم مخفضة. ويرى أمجد بن خالد السعدي ضرورة فتح المجال للاستثمار التجاري للشباب العماني في الحصن، مثلا افتتاح مقهى في أحد أركانه، وذلك على غرار حصن الخابورة وقلعة مطرح، خصوصًا أن حصن السويق يمتلك إطلالة بحرية ساحرة.

أما أحمد بن علي بن عبدالله البلوشي فحلّق بعيدا بخياله وأتى بفكرة مختلفة ومبتكرة، الفكرة تتمثل في نقل أحد المكاتب الحكومية الخدمية إلى الحصن، فيكون مقر هذا المكتب بالحصن، فإن أراد المراجعون إنهاء معاملتهم فعليهم أن يزوروا المكتب الذي يقع بالحصن، وبهذه الطريقة نضمن تدفق المراجعين على الحصن وتعرفهم عليه وعلى إرث أجدادهم، ونكون بذلك أضفنا طابع الحيوية والحياة إليه بدلا من الركود.

من جهتها تقول منى الشكيلية: هناك عدة مقترحات يمكن اعتمادها لاستثمار حصن السويق ثقافيًا وتاريخيًا وسياحيًا، منها ترميم وصيانة الحصن من خلال إجراء أعمال الترميم والصيانة اللازمة لحفظ هذا الموروث التاريخي واستعادة عناصره المعمارية الأصلية، إضافة إلى إنشاء متحف تاريخي في الحصن تعرض فيه آثار وتاريخ الولاية وسلطنة عمان بشكل عام، مما يثري تجربة السائح ويعمّق معرفته بالتاريخ، وتطوير البنية الأساسية السياحية ويأتي ذلك من خلال تحسين الطرق والممرات وتوفير خدمات الإرشاد والمرافق السياحية بما يُحسن من تجربة الزيارة.

وأضافت: أقترح أن تتم إقامة فعاليات ثقافية واحتفالات تراثية تعرّف بالتراث والتاريخ المرتبط بالحصن، وتنظيم حملات توعوية وبرامج تعليمية للمجتمع المحلي والزوار لنشر المعرفة بأهمية الحصن، وتشجيع الشراكات البحثية والأكاديمية لدراسة وتوثيق تاريخ الحصن وتطوير برامج سياحية ثقافية، بالإضافة إلى ذلك أقترح تطوير منتجات تذكارية وحرفية تعكس الطابع التاريخي والثقافي للحصن، مؤكدة أنه إذا تم تطبيق هذه المقترحات سيتمكن حصن السويق من إبراز قيمته التاريخية والثقافية وتعزيز جاذبيته كوجهة سياحية مميزة.الجدير بالذكر أن حصن السويق بني بالطوب «الطفال» والجص والخشب والحصى، وسقف بسعف النخيل وخشب الساج الآسيوي والإفريقي وأخشاب الخيزران والقصب الهندي، وقسم الحصن الجنوبي متقدم في البناء على القسم الشمالي، وكلاهما يعود بناؤه إلى الفترة من بداية إمامة سلطان بن سيف اليعربي عام ١٦٤٩م إلى نهاية إمامة حفيده سلطان بن سيف بن سلطان عام 1719م، ويبلغ طول الحصن حوالي٦٠م وعرضه حوالي٤٢م، حيث ينقسم إلى جانبين جنوبي وشمالي، ويأخذ المدخل الرئيسي للحصن شكلًا مستطيلًا وبه بئر وبرجان، وفي الحصن قاعتان للعرض: قاعة التاريخ البحري، وقاعة السويق.