حارة الرمل بولاية عبري.. أيقونة سياحية غير مستثمرة
نقوش ورسومات لا تزال موجودة على أسقف وجدران منازل الحارة -
عمرها حوالي 300 عام وتمتاز بموقعها على قمة جبل المطل على ضفاف وادي عبري -
تعد حارة الرمل التاريخية والأثرية واحدة من أعرق وأقدم الحارات التاريخية بولاية عبري، وتم بناؤها وتشييدها منذ أكثر من 300 عام، وتقع على قمة وسفح الجبل المطل على ضفاف وادي عبري والبساتين وارفة الظلال.
وقال علي بن خميس السديري المدير المساعد بإدارة التراث والسياحة بمحافظة الظاهرة: «إن حارة الرمل بولاية عبري تعد من الحارات القديمة ذات الطابع العماني القديم وهي مبنية من الطين وما زالت بعض البيوت محافظة على شكلها، وبها بعض النقوش الأثرية ومسجلة بسجلات المعالم التاريخية والأثرية لدى وزارة التراث والسياحة، وبها سند تملُّك، وتقع الحارة على سفح جبل الشحشاح ويعلو الجبل حصن الشحشاح وتقع بالقرب من سوق عبري القديم وعلى جنبات واحات النخيل.
استثمار الحارة
وأضاف السديري «تم طرح حارة الرمل بعبري للاستثمار عدة مرات ولم يتقدم لها مستثمرون، ويمكن للشركات المحلية الراغبة في استثمار الحارة أن تتقدم إلى وزارة التراث والسياحة بطلب استثمار الحارة واستغلالها من خلال تقديم تصوُّر في كيفية استغلال الحارة وتوفير خدمات للزوار والسياح، ويجب أن يكون هناك دور للجهات الحكومية والخاصة في تحويل حارة الرمل إلى مزار سياحي من خلال دعم وتشجيع مشروعات الشباب من قبل القطاع الخاص والجهات الحكومية ذات الاختصاص وخاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة». موضحا أنه يمكن تنفيذ أنزال تراثية ومقاهٍ ومحالّ لبيع التحف والهدايا أو المنتوجات الحرفية، وساحة لعرض الفنون الشعبية وغيرها من المرافق ذات الطابع التراثي.
وتقدم إلى إدارة التراث والسياحية بمحافظة الظاهرة ثلاثة من الشباب العمانيين بطلب استغلال عدد من البيوت بحارة الرمل بعبري، وتم رفع الطلبات إلى لجنة الاستثمار في قطاع التراث بوزارة التراث والسياحة للنظر فيها، ويمكن لوزارة التراث والسياحة أن تقدّم دعمًا للمستثمرين بحارة الرمل بعبري من خلال تقديم الاستشارات الفنية من قبل المهندسين بالوزارة، ويمكن تقديم دعم من خلال بعض مواد البناء كالصاروج، وخشب الكندل وغيرها من المواد حسب الاتفاق مع الوزارة مع الإعفاء من القيمة الإيجارية لمدة ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الاتفاقية. واختتم السديري حديثة قائلا: «توجد بعض الصعوبات التي تواجه الشباب والمستثمرين بحارة الرمل بعبري المتمثلة في قلة الخبرة وكيفية استغلال المواقع التراثية».
موقع فريد
وقال سالم بن عبدالله المنظري: «إن حارة الرمل بولاية عبري تعتبر واحدة من أقدم وأعرق المواقع الأثرية بولاية عبري على وجه الخصوص وعلى مستوى سلطنة عُمان بشكل عام لما تتميز به من موقع فريد على سفح الجبل وذي الإطلالة الجميلة على بساتين النخيل ووادي عبري، وامتازت الحارة بنمط معمارها الفريد وفن صناعة الأبواب والنوافذ النادرة وممراتها الجميلة، وبسبب موقعها الفريد والمرتفع تعتبر الحارة بمثابة أمان من فيضانات الأودية، وبالرغم من مطالبات الأهالي بولاية عبري لوزارة التراث والسياحة بأهمية ترميم الحارة وذلك للاستفادة منها كمعلم أثري وسياحي لم تلق الاهتمام الكافي، ورغم ذلك لا يزال السائح الأجنبي والعربي يأتي لزيارة موقع الحارة على الرغم من خلوّها من الخدمات، ونتمنى من وزارة التراث والسياحة استثمار الحارة لتكون مزارا سياحيا». موضحًا دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في استثمار حارة الرمل وجعلها من أبرز المواقع السياحية من خلال دعم الحكومة ودعم الشباب الذين يرغبون في استثمار موقع الحارة، وتسهيل الإجراءات لتشجيع الشباب على فتح مشاريع سياحية بالحارة في المستقبل.
تسمية حارة الرمل
قال سالم بن حميد اليعقوبي «سميت حارة الرمل بهذا الاسم نسبة لتجمُّع الرمال على سفح الجبل الذي بنيت عليه، وتقع على جبل يعرف بجبل الشحشاح، وتمتاز الحارة بوجود بقايا من حصن الشحشاح والبيوت المتقاربة ومسجد السدرة المشهور بالحارة وتمتاز الحارة بوجود الممرات والنقوش والرسومات التي لا تزال موجودة على أسقف وجدران بعض المنازل بالحارة، ونرجو التعاون لتذليل الصعوبات والعراقيل التي قد تعترض المستثمرين والشباب بخصوص استثمار حارة الرمل بعبري مع تبسيط الإجراءات من قبل الجهات المعنية وتوفير الدعم المناسب لهم من قبل بنك التنمية العماني وشركات النفط والغاز». من جهته يعلّق سليمان بن محمد الهنائي بأن حارة الرمل تمتاز بأنها ذات طابع تراثي عريق للحارات القديمة التراثية العمانية الأصيلة، وذلك نظرا لتقارب البيوت وهذه ميزة قليلا ما نشاهدها في الأماكن التراثية. وقال: «يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين في تحويل الحارة كمقصد سياحي وذلك من خلال وضع خطط مدروسة. من جانبه قال محمد بن عوض السكيتي: «تعد حارة الرمل انعكاسا لعبقرية الهندسة المعمارية القديمة بسلطنة عُمان، وتمتاز الحارة بمستوى هندسي كبير تميزها الممرات والطرقات بين البيوت بل أن الحارة تتوسط سهل الجبل الشامخ بعبري، ونأمل أن تكون معلما سياحيا وتاريخيا بارزا بولاية عبري يقصده الزائرون والسياح من مختلف دول العالم».