الكامل والوافي .. كنز زراعي وإرث تاريخي يجذب السيّاح

تحظى ولاية الكامل والوافي بمقومات سياحية وتراثية تجعلها وجهة مثالية للسياح، وتتميز بتنوع طبيعي فريد يجمع بين الصحراء والجبال والسهول، مما يوجد مناخا متنوعا يوفر فرصا متعددة للسياحة طوال العام، بما في ذلك منطقتا سيق وسبت وطهوة الجبلية، التي تعد من الوجهات الرئيسية لمحبي الطبيعة والمغامرة، كما تتميز الولاية بتاريخ عريق ومواقع أثرية تعكس عمق الحضارة العمانية.

المحاصيل الزراعية

تشتهر الولاية بزراعة النخيل، حيث تعد التمور من أهم المحاصيل الزراعية وتُعد الزراعة جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد المحلي وتُسهم في دعم الأمن الغذائي في الولاية وتعد واحدة من الولايات الرائدة في إنتاج الخضروات والفواكه، حيث تتميز بظروف مناخية ملائمة وتربة خصبة مما يجعلها موطنًا مثاليًا لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، وتتيح الظروف المناخية المناسبة لولاية الكامل والوافي إنتاج تين بجودة عالية وكميات وافرة، مما يجعلها وجهة مفضلة للمزارعين، حيث تم تقديم الدعم الفني والمادي اللازمين لزراعة التين وإنتاجه الذي يشمل توفير الشتلات ذات الجودة العالية، وتقديم الإرشادات الزراعية حول أفضل الممارسات لزراعة التين، وقامت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بتشجيع المزارعين وإلحاقهم بدورات زراعية مكثفة متخصصة في زراعة المحاصيل مع التركيز على تبني التقنيات الحديثة في الزراعة، مما سيسهم في زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل، كما أن هذه المبادرة ضمن استراتيجية سلطنة عمان لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الاعتماد على المنتجات المحلية في إطار رؤية «عمان 2040» التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة في مختلف القطاعات.

الطرق

تم تطوير شبكة الطرق الرئيسية في ولاية الكامل والوافي وتُعد من أبرز المشاريع التنموية التي تستهدف تعزيز البنية الأساسية وتحسين الاتصالات بين الولاية وبقية ولايات المحافظة، تلعب الطرق الرئيسية دورًا حيويًا في دعم النقل والتجارة وتسهيل حركة السكان والبضائع، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، ويتم إنشاء وتوسيع الطرق الرئيسية الحالية وبناء طرق جديدة لربط الولاية بالمناطق الأخرى في المحافظة وتحسين البنية الأساسية لتوفير طرق معبدة وآمنة للمركبات والمشاة، وإنشاء وتحديث الجسور والأنفاق لتسهيل عبور الطرق الرئيسية عبر الأنهار والأودية والتضاريس الطبيعية الصعبة، كما سيتم تنفيذ وتصميم التقاطعات الفعّالة لتحسين تدفق حركة المرور وتقليل ازدحام الطرق، وتجري الآن أعمال دراسة وتنفيذ الطريق السريع الكامل والوافي- الجوابي الذي يربط الولاية بولايات قطاع جعلان، حيث تجري أعمال الطريق وفق الطرق الفنية المرسومة من قبل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وتهدف مثل هذه المشاريع إلى تعزيز التواصل والتنمية الشاملة في ولاية الكامل والوافي، وتعزيز دورها كمركز اقتصادي واجتماعي مهم داخل المحافظة وخارجها.

الرعاية الصحية

تعد الرعاية الصحية أحد أهم الجوانب التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة ورفاهية المواطنين وفي ولاية الكامل والوافي، وتتمثل المشاريع الصحية في بناء وتطوير المراكز الطبية، حيث تشمل هذه المشاريع إنشاء وتجهيز المراكز الصحية وتوسيع المرافق الطبية القائمة بهدف زيادة القدرة الاستيعابية وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، كما يتم توفير التجهيزات الطبية والتقنيات الحديثة من حيث تنفيذ مشاريع لتوفير التجهيزات الطبية المتطورة والتقنيات الحديثة في المراكز الصحية، مما يسهم في تحسين التشخيص والعلاج وتقديم الرعاية الصحية بشكل أكثر فعالية وفاعلية، كما يتم العمل على توسيع شبكة الرعاية الأولية في الولاية من خلال إنشاء مراكز صحية في المناطق البعيدة عن مركز الولاية بهدف توفير الرعاية الصحية الأولية للمواطنين، كما يتم الاهتمام بالمشاريع التي تستهدف تثقيف وتوعية المجتمع حول قضايا الصحة العامة والوقاية من الأمراض والنظافة الشخصية، من خلال حملات توعية وندوات تثقيفية وأنشطة تواصل اجتماعي، حيث تلعب المشاريع الصحية الرئيسية دورًا حيويًا في تحسين صحة المواطن ورفاهيته، حيث تسهم في توفير الرعاية الطبية الجيدة والوصول العادل إليها. بفضل هذه المشاريع، يتم تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية، وتقليل الانتظار، وتحسين جودة العناية المقدمة، مما يعزز الشعور بالأمان والرضا لدى المواطنين.

قال ناصر بن سعيد المرهوبي مشرف الخدمات الإدارية بالكامل والوافي مقرر اللجنة الصحية: «إن الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة من أجل تعزيز جودة الخدمات الصحية يعد جهدا مقدرا، حيث إنه من خلال الشركات المساهمة وصاحبة الشراكات المجتمعية تم بالولاية توسعة مركز الكامل الصحي وإنشاء عيادات مساعدة مثل عيادة الحوامل وعيادة الأطفال وعيادة التحصين التي تم إنشاؤها بالتعاون مع الشركة العمانية الهندية للسماد اوميفكو والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال».

الحصن القديم

يحافظ الحصن القديم على تراث سلطنة عُمان العريق وهو أحد المعالم السياحية في المحافظة، حيث يجسّد بأناقته وبساطته رحلة عبر الزمن، ويضم الحصن متحفا تاريخيا يتضمن مجموعة واسعة ومتنوعة من القطع الأثرية والموروثات الشعبية التراثية من بينها الأدوات اليدوية التقليدية، والمجوهرات الفريدة والمخطوطات القديمة. ويتجلى الجمال في عرضه الفني المتقن الذي يبرز تطور الحياة في المنطقة عبر العصور.

وقال خلفان بن خميس الهاشمي صاحب الحصن والمشرف العام عليه: «يشكل الحصن القديم محطة لا غنى عنها لمن يتطلعون لاستكشاف غنى التاريخ والثقافة العُمانية وأنها واحة تجسّد الروح الأصيلة للماضي وتنبض بالحياة في الوقت الحاضر، مما يجعلها وجهة سياحية مثالية لكل الزوار المحليين والدوليين».

حديقة السليل الطبيعية

تتميز ولاية الكامل والوافي بوجود حديقة السليل الطبيعية بالولاية التي تزخر بالعديد من المقومات السياحية، وتبلغ المساحة الكلية للحديقة 220 كيلومترا مربعا.

يقول محمد بن علي البلوشي أخصائي نظم بيئية بالحديقة: «في الحديقة يوجد مركز إكثار للغزال العربي ويعد من أكبر مراكز الإكثار في سلطنة عمان، حيث تضم الحديقة أكثر من 280 رأس غزال عربي، وهناك توجهات لدى هيئة البيئة في هذا الجانب منها إطلاق أعداد منها للبرية بعد عمليات تأهيلها»، موضحا أن فريق الحماية يعمل بنظامين صباحي ومسائي في اليوم الواحد، كما توجد بمحمية السليل الطبيعية قاعة ومعرض لعرض الأعمال الميدانية للموظفين وإرشاد الزوار، كما تضم الحديقة مركزا لإكثار النباتات البرية، ويوجد بالمحمية مشتل ينتج حوالي 56 ألف شتلة وتوزع هذه الشتلات بالمجان على المواطنين والشركات والجهات الحكومية لتنفيذ مبادرة عشرة ملايين شجرة لزيادة الرقعة الخضراء ومحاربة التصحر، وهناك خطة لإقامة مشاريع سياحية متنوعة تخدم الحديقة.

تربية الخيل والجمال

يشكل الاهتمام بتربية الخيل والجمال في ولاية الكامل والوافي انعكاسًا لعمق التقاليد والممارسات الثقافية التي تميز المجتمع العماني، ويسهم في إبراز الهُوية الوطنية والمحافظة على التراث الشعبي للأجيال القادمة، وعبر حمد الراسبي أحد ملاك الخيل بالولاية والمهتمين برياضة ركوب الخيل عن فخره بهذا الإرث الثمين، وقال: إننا نؤكد عزمنا على استمرارية ممارسة رياضات الخيل وتربية الخيل والجمال ونقلها للأجيال القادمة، ليظل هذا التراث حيا في قلوبهم ومثالا يحتذى به في الحفاظ على الهُوية الوطنية.

من جهته أكد مزهود بن حمد المعمري وهو أحد المهتمين برياضة الخيل وصاحب مدرسة تعليم رياضة الفروسية على أهمية هذه الهواية في تعزيز الهُوية الوطنية والحفاظ على العادات والتقاليد القديمة، وتُعد ولاية الكامل والوافي مثالا يحتذى به في التوازن بين الحفاظ على التقاليد والتراث وبين التطور والنماء الذي يشهده العصر الحديث، مما يجعلها وجهة مثالية لمن يبحث عن الأصالة والتاريخ العريق.