موسكو تشترط تنازل كييف عن "أراضي الضم" قبل أي محادثات سلام تعهدات بمؤتمر باريس لمنح أوكرانيا مليار يورو لمواجهة أزمة الشتاء
موسكو"أ ف ب": أكد الكرملين اليوم أن على أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية، في رده على اقتراح فولوديمير زيلينسكي بتنظيم "قمة صيغة السلام العالمي".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحفي اليومي إن "على الجانب الأوكراني أن يدرك الحقائق التي جرت في الميدان".
وأوضح أن "هذه الحقائق تظهر أن روسيا الاتحادية تملك أراض جديدة" مشيراً إلى "استحالة أي تقدم" دبلوماسي طالما أن كييف "لا تأخذ هذه الحقائق في الاعتبار".
وفي نهاية سبتمبر،أعلنت روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها بالفعل في عام 2014، دون بسط سيطرتها الكاملة عليها، في قرار رفضه المجتمع الدولي على نطاق واسع.
وتطالب أوكرانيا، من جانبها، روسيا بسحب قواتها وإعادة جميع الأراضي التي تحتلها.
واشار بيسكوف إلى أن سحب روسيا لقواتها من أوكرانيا قبل عيد الميلاد أمر "غير وارد"، في رده على طلب آخر قدمه زيلينسكي خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مجموعة السبع.
وجدد الرئيس الأوكراني الاثنين خطته للسلام المكونة من 10 نقاط والتي قدمها في منتصف نوفمبر وتتناول استعادة وحدة الأراضي ومصير السجناء والأمن الغذائي.
من جهة أخرى أتاح مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا استضافته باريس، جمع هبات بحوالى مليار يورو لمساعدة السكان في تحمّل فصل الشتاء بعد أن دمرت الضربات الروسية منشآت الطاقة فيها، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم.
وقالت كولونا في مستهلّ المؤتمر إن قيمة "المساعدات تبلغ وحتى تفوق مبلغ 800 مليون يورو" الذي طلبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي. وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال "في الواقع أنا سعيدة لإعلان أننا نتجاوز هذا الرقم ونقترب من المليار يورو".
وأوضحت الوزيرة الفرنسية أن من أصل مبلغ المليار يورو، ستُخصص 415 مليونًا لقطاع الطاقة و25 مليونًا للمياه و38 مليونًا للغذاء و17 مليونًا للصحة و22 مليونًا لوسائل النقل فيما لم يتمّ تقسيم المبلغ المتبقي ويبلغ 493 مليونًا، مضيفةً أنها ذلك يشمل تبرّعات عينية أو نقدية.
والمؤتمر الذي شارك فيه 70 وفدًا من دول ومنظمات دولية، يهدف إلى "مساعدة الأوكرانيين على الصمود خلال هذا الشتاء"، وفق ما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفتتحًا الاجتماع.ويركز المتحدثون في المؤتمر على خمسة مجالات أساسية: الطاقة والمياه والغذاء والصحة والنقل لتمكين أوكرانيا من الحفاظ على تشغيل البنية التحتية الأساسية.
وأعلن ماكرون عن مساعدة إضافية فرنسية بقيمة 76,5 مليون يورو لقضاء الشتاء في مطلع 2023 "في مجالي الكهرباء والطاقة" لا سيما من أجل شراء مصابيح. تضاف الى 48,5 مليون يورو سبق أن تم الإعلان عنها في مايو يجري صرفها حاليا.
من جهتها قالت وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك إن برلين ستصرف 50 مليون يورو في إطار هذا المؤتمر.
وأفادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "يمكننا تسريع دعمنا" مذكرة بان الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم مساعدة مالية لكييف بقيمة 18 مليار يورو خلال سنة 2023.
وأكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم على هامش المؤتمر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على إرسال فرق دائمة إلى محطات البلاد النووية بما فيها زابوريجيا الخاضعة للسيطرة الروسية وحيث تدور معارك، وذلك بعد لقائه مدير الوكالة رافاييل غروسي.
وقال مصدر دبلوماسي إن الصين الغائب الأكبر عن المؤتمر. في المقابل يحضر سفراء دول الخليج والهند كرمز للتضامن الذي يتم التعبير عنه خارج حدود أوروبا أو أمريكا الشمالية.
وستتواصل أعمال المؤتمر بعد ذلك في مركز المؤتمرات بيار منديز-فرانس في وزارة الاقتصاد وستأخذ طابع "محادثات ثنائية من أجل صمود أوكرانيا وإعادة إعمارها".الهدف هو حشد الشركات الفرنسية لإعادة الإعمار.
وتمت دعوة حوالى 500 شركة فرنسية من الشركات العملاقة في CAC 40 إلى الشركات الناشئة الرقمية لاجراء محادثات تركز هذه المرة على المرحلة الطويلة الأمد.
وأوضح قصر الاليزيه أنه بالرغم من عدم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وعدم وجود أي أفق لإنهاء الحرب، "طلب الأوكرانيون بحث إعادة الإعمار".
وذلك لأن مناطق معينة من البلاد التي تعرضت لأضرار منذ بدء الحرب هي الآن في وضع إعادة إعمار. بالاضافة الى ذلك، ستستغرق الورشة التي تنتظر أوكرانيا سنوات.
وكلفة الحرب بالنسبة لأوكرانيا باهظة.