No Image
العرب والعالم

مودي يفوز بولاية ثالثة في انتخابات الهند بأغلبية ضئيلة لحزب بهاراتيا

04 يونيو 2024
المعارضة تحقق مكاسب وتزيد مقاعدها في البرلمان
04 يونيو 2024

نيودلهي"وكالات": حقق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فوزه الثالث في الانتخابات التشريعية اليوم.وقال مودي على موقع التواصل الاجتماعي إكس بشأن ائتلافه "وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي". واضاف "إنها واقعة استثنائية في تاريخ الهند".

وأظهرت قنوات تلفزيونية أن تحالف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فاز بأغلبية خلال فرز الأصوات في الانتخابات العامة اليوم، لكن الأرقام أقل بكثير من الفوز الكاسح الذي توقعته استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع.

لكن المعارضة اعتبرت أنها "عاقبت" الحزب الحاكم لإرباك التوقعات وتقليص غالبيته البرلمانية.

ولطالما توقّع المراقبون والاستطلاعات أن يحقق مودي فوزا ساحقا، علما بأن حملته الساعية لكسب تأييد الأغلبية الهندوسية أثارت قلق المسلمين الذين يتجاوز عددهم 200 مليون، ما فاقم المخاوف المرتبطة بحقوق الأقليات.

وللمرة الأولى منذ عقد فشل حزب "بهاراتيا جاناتا" في ضمان غالبية مطلقة بمفرده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.

ويتوقع أن يضاعف حزب المؤتمر المعارض الرئيسي تقريبا عدد مقاعده في البرلمان، في تحوّل لافت مدفوع إلى حد كبير بالاتفاقات الرامية لتقديم مرشحين بشكل منفرد في مواجهة "بهاراتيا جاناتا".

ومع فرز أكثر من 99 بالمئة من الأصوات، بلغت حصة "بهاراتيا جاناتا" من الأصوات 36,7 بالمئة، وهي نسبة أقل بقليل من تلك المسجلة في آخر انتخابات عام 2019.

وأعيد انتخاب مودي عن دائرته الانتخابية التي تمثل مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس بفارق 152300 صوت مقارنة بنحو نصف مليون صوت قبل خمس سنوات.

وأظهرت أرقام مفوضية الانتخابات أن "بهاراتيا جاناتا" وحلفاءه احتلوا الصدارة مع فوزهم ب291 مقعدا على الأقل من مجموع المقاعد البالغ 543، ما يكفي للحصول على غالبية برلمانية.

لكن "بهاراتيا جاناتا" نفسه لم يحصل غير على 239 مقعدا، مقارنة مع 303 مقاعد فاز فيها قبل خمس سنوات، بينما فاز حزب المؤتمر بـ99 مقعدا مقارنة مع 52 في الانتخابات الماضية.

ومن بين النواب المستقلين المنتخَبين، اثنان يمضيان عقوبة في السجن هما الداعية الانفصالي من السيخ أمريتبال سينغ المثير للجدل، والشيخ عبد الرشيد وهو من الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير والذي أوقف بتهمة "تمويل الإرهاب" وغسل الأموال في 2019.

وقد تؤدي فترة حكم ثالثة لمودي بأغلبية ضئيلة لحزب بهاراتيا جاناتا، أو اضطراره للاعتماد على التحالف الوطني الديمقراطي لتوفير الأغلبية اللازمة، إلى بعض الغموض في الحكم إذ حكم مودي بسيطرة موثوقة على الحكومة طوال العقد الماضي.

ولأول مرة منذ عقد، يفشل حزب "بهاراتيا جاناتا" في ضمان أغلبية إجمالية لوحده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.

وقال زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي إن "الناخبين عاقبوا بهاراتيا جاناتا" مضيفا "كنت على ثقة بأن شعب هذا البلد سيعطي الجواب الصحيح".

وبدأت الاحتفالات في مقر حزب "بهاراتيا جاناتا" قبل الإعلان الكامل عن النتائج.وسادت أجواء احتفالية أيضا في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.

وقال النائب في الكونغرس راجيف شوكلا للصحافيين إن "بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بأغلبية كبيرة وحده.. إنها هزيمة معنوية بالنسبة لهم".

وتراجعت الأسهم اثر التوقعات بأن تعرقل الأغلبية الأقل قدرة "بهاراتيا جاناتا" على المضي قدما بتنفيذ إصلاحات.

وتراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة في البورصة من "أداني انتربرايزس" المملوكة لغواتام أداني، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25 في المئة.

وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافسة.

وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأميركي هذا العام بأن حزب "بهاراتيا جاناتا" استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين".

والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.

واعتُقل كيجريوال (55 عاما) في مارس بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.

وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه "عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهّدا مواصلة "الكفاح" من خلف القضبان.

ويزداد قلق العديد من أفراد الأقلية المسلمة حيال مستقبلهم في الدولة العلمانية دستوريا.

وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال الحملة إذ وصف المسلمين بـ"المتسللين".

وتعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها إذ أدلى 642 مليون ناخب بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي جبال الهيمالايا.