No Image
العرب والعالم

ربع مليون فلسطيني ينزحون من خان يونس.. والعدو يؤكد صعوبة المعارك

02 يوليو 2024
عشرات الشهداء والجرحى في تواصل للقصف الصهيوني على أنحاء القطاع
02 يوليو 2024

غزة «وكالات»: قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم قطاع غزة بعد أن أمر المدنيين بالإخلاء ما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح من عدة مناطق في جنوب القطاع الذي تقترب الحرب فيه من شهرها التاسع.

واستشهد ثمانية أشخاص جراء قصف جيش الاحتلال في خان يونس ورفح، فيما نُقل أكثر من ثلاثين جريحا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، على ما ذكر مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني ومصدر طبي.

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس وشهود بوقوع عدة غارات إسرائيلية صباح اليوم استهدفت خان يونس ومحيطها.

وكان جيش الاحتلال قد أمر الاثنين من جديد بإخلاء أحياء عدة في محافظتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة من حيث نزح مئات آلاف الفلسطينيين هربا من المعارك قبل عدة أسابيع.

وروى شهود لوكالة فرانس برس أن كثرا فروا من هذين القطاعين وأن نازحين، بينهم أطفال ومسنون، ناموا في العراء على الأرض.

وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم أن الأمر بالإخلاء يشمل نحو ربع مليون شخص.

وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج للصحفيين عبر الفيديو من غزة: «رأينا ناسا ينتقلون إلى أماكن أخرى وعائلات تنتقل إلى أماكن أخرى وأشخاصا بدؤوا بحزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة هذه المنطقة»، مضيفة إن الوكالة «تقدّر أن نحو 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر».

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة اليوم إن 1.9 مليون شخص هم اليوم نازحون في القطاع، مضيفة إنها «تشعر بقلق عميق» إزاء التقارير التي صدرت عن أوامر إخلاء جديدة في خان يونس.

وقالت سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «لقد تم تهجير أكثر من مليون شخص مرة أخرى، وهم يبحثون يائسين عن المأوى والأمان، هناك اليوم 1.9 مليون شخص نزحوا في جميع أنحاء غزة، أشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن أوامر جديدة بالإخلاء صدرت في منطقة خان يونس».

«معركة صعبة»

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس عائلات نازحة في خان يونس، تسير بين الأنقاض أو أفرادها مكدسين على عربات.

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أمام حكومة الحرب بأن الجيش يخوض «معركة صعبة» في القطاع الفلسطيني، بعد نحو تسعة أشهر من اندلاع الحرب إثر هجوم السابع من أكتوبر.

وقال الاثنين: «إننا نتقدم نحو الانتهاء من مرحلة القضاء» على حماس بعد أن شدد الأسبوع الماضي على أنّ «المرحلة العنيفة من المعارك ضدّ حماس على وشك الانتهاء».

وعلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «لقد سمعنا الإسرائيليين يتحدثون عن انخفاض كبير في عملياتهم في قطاع غزة، ما زلنا ننتظر ذلك».

بعدما أطلق هجوما بريا في شمال غزة في 27 أكتوبر، تقدّم جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجيا نحو الجنوب حيث أصدر في كل مرة أوامر للسكان بإخلاء المناطق التي يستهدفها.

وفي 7 مايو، شن جيش الاحتلال عملية برية في رفح على الحدود مع مصر وُصفت بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد حماس، ما دفع مليون فلسطيني إلى الفرار، وفقا للأمم المتحدة.

لكن في الأسابيع الأخيرة، اشتد القتال مجددا في العديد من المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السيطرة عليها وخاصة في الشمال، بينما يتواصل الهجوم في رفح.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين الاثنين وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد جنوده الذين قتلوا منذ 27 أكتوبر إلى 319 جنديا.

«لا مكان نأوي إليه»

جاءت أوامر الإخلاء لعدد من المناطق في جنوب القطاع بعد ساعات من إعلان سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن «قصف» مواقع إسرائيلية «في غلاف قطاع غزة برشقات صاروخية مركّزة.

وشمالا، يواصل جيش الاحتلال عملياته التي بدأها في 27 يونيو في حي الشجاعية في مدينة غزة.

وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا قتلوا اليوم عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.

وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض.

وقال فلسطيني لجأ إلى غرب مدينة غزة: «لقد هربنا من الشجاعية، الوضع صعب للغاية، لا يوجد مكان نلجأ إليه، نحاول العثور على الماء، لكننا لا نجده».

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات 25 شهيدا و81 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح اليوم.

وأفرج جيش الاحتلال الاثنين عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية الذي قال في مستشفى ناصر إن «الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب، الكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق»، وقال أبو سلمية إنه لم توجه له أي تهمة خلال اعتقاله.

وأمر نتانياهو بالتحقيق في عملية الإفراج.

وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة وسط شح في المياه والغذاء وحيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مرارا عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطيرة وخطر المجاعة الذي جلبته الحرب والحصار الإسرائيلي لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.