رجل يدفع دراجة هوائية أثناء سيره وسط الأنقاض في المنطقة المدمرة المحيطة بمستشفى الشفاء في غزة.
رجل يدفع دراجة هوائية أثناء سيره وسط الأنقاض في المنطقة المدمرة المحيطة بمستشفى الشفاء في غزة.
العرب والعالم

جرام الإحتلال مستمرة في غزة .. ولا راحة حتى للموتى مع نبش المقابر

05 أغسطس 2024
كتائب القسام تعلن قتل وجرح 9 جنود إسرائيليين جنوب القطاع
05 أغسطس 2024

غزة القاهرة "رويترز" "د ب أ": قال سكان في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة إن الجنود الإسرائيليين نبشوا مقابر بني سهيلا عدة مرات ليحرموا حتى الموتى من الراحة.

ودفن بلال القهوجي العديد من أفراد عائلته، بينهم شقيقان له، بهذه المقابر في نوفمبر بعد مقتلهم في غارة جوية إسرائيلية، لكن لم يعد بإمكانه إيجاد جثثهم.

وقال القهوجي "نحن سكان هذه المنطقة الذي حفرها الاحتلال، دمرها بشكل متكامل في المرحلة الأولى من التوغل على قطاع غزة، في المرحلة الثانية لم نجد أي جثة، فحفرها مرة أخرى، مرة ومرتين وثلاثة، فلا يوجد أي جثة".

وأضاف في إشارة إلى أقاربه القتلى "فشهدائي كُليتهم موجودين في هذه المنطقة، لم أجدهم".

وينص نظام روما التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن انتهاك حرمة الموتى يشكل جريمة حرب.

وأصبح الوصول إلى المقابر الرئيسية في غزة أمرا خطيرا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وبالتالي تدفن العائلات المكلومة موتاها في مقابر غير رسمية تحفرها في مناطق خاوية مع شدة الحصار.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 39 ألف شخص في القطاع وحولت معظمه إلى أنقاض منذ هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر.

وذكر سكان أن العديد من الفلسطينيين فروا من القطاع بحثا عن مكان آمن. وبعد مرور عشرة أشهر على بدء الصراع، لحقت أضرار عدة مرات بالمقابر في خان يونس بسبب الغارات الجوية والعمليات البرية التي تشنها إسرائيل هناك.

ومع امتلاء ثلاجات المستشفيات بالجثث التي تصل باستمرار من مواقع القصف، تبحث الأسر مضطرة عن أماكن أخرى لدفن موتاها.

وقالت أحلام فرحان، وهي واحدة من سكان غزة قُتل ابنها في الحرب، "كل الدمار هذا، كل يوم وإحنا (نخرج) في الشوارع. عار عليكم، ولادنا استشهدوا، الميتين مسلموش من اليهود، وين نروح؟ قولولنا".

ويأتي تدمير المقابر في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون نقصا في الماء والغذاء والدواء والوقود والمستشفيات العاملة. ولم يتمكن الوسطاء، وهم قطر والولايات المتحدة ومصر، من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في القطاع، وبالتالي من المتوقع أن تستمر أعداد القتلى في ازدياد.

وقال القهوجي إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى يجب أن تساعد في إعادة الجثث التي دُفنت هناك.

لكن الفلسطينيين مضطرون في الوقت الحالي إلى التعامل مع الركام والأشلاء بمفردهم، ويضع أفراد الدفاع المدني في خان يونس الجثث في أكياس على الأرض وينقلونها إلى شاحنات.

وقال يامن أبو سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس "هذه هي جريمة الحرب بعينها أن يقوم (الإسرائيليون) بنبش قبور لها ما يقارب أكثر من 50 عاما، هذا يدل على بشاعة هذا الاحتلال وبشاعة قادته وجنوده في نبش هذه المقابر".

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين وثلاثة من قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب غزة.

وبينما يعاني الأحياء من أزمة إنسانية وضربات جوية، يبحث بعض الفلسطينيين عن سبب انتهاك حرمة الموتى.

وتساءل أبو سليمان "هل كان ينتقم من الأموات وهم في قبورهم بنبشهم وإخراجهم إلى العراء؟".

قتل وجرح 9 جنود

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس إيقاع قوة إسرائيلية من تسعة جنود بين قتيل وجريح جنوب قطاع غزة .

وقالت كتائب القسام ، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا ) على منصة إكس ، إن "مجاهديها تمكنوا من الاشتباك بشكل مباشر مع قوة صهيونية راجلة قوامها تسعة جنود من نقطة الصفر وإيقاعهم بين قتيل وجريح شرق منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع".

وأفادت بتفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة اسرائيلية تحصنت داخل مبنى وإيقاعهم بين قتيل وجريح، ولاتزال الاشتباكات مستمرة مع القوات المتوغلة شرق منطقة الفرحين، مشيرة إلى استهداف جرافة عسكرية من نوع دي 9 بقذيفة الياسين 105 في نفس المنطقة.

ولفتت القسام إلى تفجير عبوتين مضادتين للأفراد والآليات في قوة هندسية إسرائيلية وإيقاعهم بين قتيل وجريح بمنطقة زلاطة شرق رفح جنوب القطاع .

إعادة جثث 80 فلسطيني

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل أعادت جثث أكثر من 80 فلسطينيا قتلوا خلال هجومها العسكري المتواصل على قطاع غزة في حين أودت الضربات الجوية الإسرائيلية أمس بحياة 18 على الأقل.

وقال يامن أبو سليمان مدير إدارة الدفاع المدني في خان يونس بجنوب قطاع غزة إن من غير الواضح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد انتشل الجثث من مقابر في أثناء الهجوم البري أم أنها "لمعتقلين تم تعذيبهم وقتلهم".

وأضاف "الاحتلال لم يزودنا باي معلومات لا عن الأسماء ولا الأعمار ولا شي، هذه جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية".

وسيتم فحص الجثث لمعرفة أسباب الوفاة وتحديد الهويات، ومن المقرر دفنها لاحقا في مقبرة جماعية بالقرب من مستشفى ناصر بخان يونس.

وأوضح أبو سليمان أن عدد الجثث يبلغ 84 وأنه جرى تسليمها في أكثر من 15 حقيبة، إذ كان كل منها يحتوي على عدة جثث.

ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي بشأن إعادة الجثث. وسبق أن قالت إسرائيل إنها أعادت جثثا بعد التحقق من أنها ليست لإسرائيليين رهائن احتجزتهم حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل.

لا اتفاق لوقف إطلاق النار

تساءل منتدى أسر الرهائن في إسرائيل عن سبب سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليم جثث الفلسطينيين دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.

وقال المنتدى في بيان "لماذا تعيد (إسرائيل) الجثث خارج إطار اتفاق شامل؟ مثل هذا الاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن الأحياء لتأهيلهم مجددا والمتوفين لدفنهم بصورة لائقة".

وفي جنوب شرق خان يونس، قال سكان إن إسرائيل شنت قصفا جويا ومدفعيا خلال الليل شمل مناطق أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها وعزا ذلك إلى شن مسلحين هجمات منها.

وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل ثمانية فلسطينيين داخل سيارة على الطريق قرب خان يونس أمس.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 39550 فلسطينيا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المقاتلين والمدنيين.

ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن معظم القتلى من المدنيين.

وتقول إسرائيل، التي فقدت نحو 330 من جنودها في غزة، إن نحو ثلث القتلى الفلسطينيين من المقاتلين.