طفل فلسطيني يحمل صينية بها خبز في مخيم المواصي في خان يونس بعد قصف إسرائيلي ليلي
طفل فلسطيني يحمل صينية بها خبز في مخيم المواصي في خان يونس بعد قصف إسرائيلي ليلي
العرب والعالم

تقرير: في قطاع غزة المدمّر ... إحصاء ضحايا الحرب يشكّل تحديا حقيقيا

07 أغسطس 2024
07 أغسطس 2024

غزة "أ ف ب": يشكّل إحصاء الضحايا تحدّياً يومياً في قطاع غزة الذي يتعرّض للقصف منذ أكثر من عشرة أشهر، ما يثير تساؤلات حول الطريقة التي تعتمدها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس لتحديد حصيلة القتلى التي بلغت حتى الآن حوالي 40 ألف شهيد.

بحسب مراسلي وكالة برس الذين زاروا مستشفيات غزة عدّة مرات، يتمّ التعرّف على الرفات إما من خلال العناصر التي عُثر عليها أو عبر أحد الأقارب. بعد ذلك، يتمّ إدخال المعلومات الشخصية للشهيد في قاعدة بيانات محوسبة تابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة، تتضمّن اسم المتوفّى وجنسه وتاريخ ميلاده ورقم بطاقة هويته.

عندما لا يتمّ التعرّف على الجثث بسبب تشوّهها أو عدم قدوم أحد للمطالبة بها، يقوم مقدّمو الرعاية الصحية بتسجيلها بأرقام ووفقاً لأكبر قدر ممكن من المعلومات التي جمعوها. يتمّ تصوير أيّ مجوهرات أو ساعات أو هواتف محمولة أو علامات خلقية كأدلّة.

"سجلّ مركزي"

شرحت وزارة الصحة في غزة في بيانات صادرة عنها تفاصيل العملية المتّبعة لإعداد حصيلة الضحايا. بالنسبة للمستشفيات "الحكومية" التابعة لحركة حماس، يتمّ إدخال "المعلومات الشخصية ورقم الهوية" لكلّ فلسطيني قُتل أثناء الحرب في قاعدة بيانات المستشفى المحوسبة بعد وصول الجثة أو بعد وفاة المصابين. بعد ذلك، يتمّ نقل هذه البيانات "يومياً" إلى "السجل المركزي للشهداء" التابع للوزارة.

بالنسبة للقتلى الذين ينقلون إلى مستشفيات خاصّة، تُسجّل المعلومات الشخصية حولهم في استمارة تُرسل "خلال 24 ساعة" إلى الوزارة لدمجها في قاعدة البيانات المركزية. يتولّى "مركز المعلومات"، وهو جهاز خاص بالوزارة، مسؤولية التحقّق من المعلومات المقدّمة من المستشفيات "الحكومية" والخاصّة "للتأكّد من عدم احتوائها على تكرار أو أخطاء"، قبل تسجيل الأسماء في قاعدة البيانات.

تدعو السلطات أهالي قطاع غزّة إلى الإبلاغ عن مقتل أحد الأقرباء عبر موقع وزارة الصحة التي تستخدم هذه البيانات لإجراء عمليات التحقّق.

"علاقة قوية"

أظهر تحقيق أجرته منظمة "إيروورز" (Airwars) غير الحكومية المتخصّصة في تأثير الحروب على المدنيين والتي قامت بتحليل حوالي ثلاثة آلاف اسم لأشخاص قُتلوا، "علاقة قوية بين البيانات الرسمية وما أفاد به مدنيون فلسطينيون على الإنترنت"، حيث أن 75 في المئة من الأسماء المعلنة عبر الإنترنت موجودة في قائمة وزارة الصحة.

مع تقدّم الحرب، أصبحت إحصاءات الوزارة "أقل دقّة"، نظراً للأضرار التي لحقت بالنظام الصحي مما جعل المهمة أكثر صعوبة. على سبيل المثال، من بين 400 جهاز كمبيوتر في مستشفى ناصر، لا يعمل سوى 50 جهازاً.

رغم أنّ السلطات الإسرائيلية تشكّك بإحصاءات حماس التي لا تتضمّن تفاصيل بشأن عدد القتلى من المدنيين والمقاتلين، إلا أنّ الجيش ورئيس الحكومة لا يشكّكان في حجم الخسائر الإجمالية. تشير تقديرات المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس إلى أنّ حوالي 70 في المئة من القتلى البالغ عددهم حوالي 40 ألفاً هم من النساء (حوالي 11 ألفاً) والأطفال (16300 على الأقل).

في إسرائيل، أسفر الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1198 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

مثير للجدل أحياناً

قوبلت حصيلة الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس أحياناً بالتشكيك، مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية الحرب. لكن بايدن أشار في مارس الماضي إلى مقتل "آلاف وآلاف" من المدنيين، من دون التعليق أكثر على صحّة إحصاءات الوزارة التي تسجّل أيضاً عدد الجرحى.

تستند غالبية المنظمات الدولية والعديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى الحصيلة الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة في بياناتها وتقاريرها، معتبرة أنها إحصاءات ذات مصداقية. في نهاية أكتوبر، قال المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني، "في الماضي، كانت الإحصاءات المتعلقة بجولات الصراع الخمس أو الست في قطاع غزة تعتبر ذات مصداقية. لم يشكّك أحد على الإطلاق بهذه البيانات".

قدّرت دراسة نشرتها مجلّة "لانست" الطبية البريطانية أن 186 ألف حالة وفاة يمكن إرجاعها إلى الصراع الدائر في قطاع غزة، بما في ذلك لأسباب غير مباشرة، مثل الوفيات المرتبطة بالأزمة الصحية.