No Image
العرب والعالم

تشيميزوف حليف بوتين: الغرب يخاطر بإشعال حرب عالمية..وأوكرانيا تشن إحدى أكبر الهجمات على موسكو

21 أغسطس 2024
تصويت "تاريخي" في البرلمان الأوكراني للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية
21 أغسطس 2024

عواصم " وكالات": قال سيرجي تشيميزوف الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يخاطرون بإشعال حرب عالمية إذا استمرت واشنطن في "التحريض" على الصراع في أوكرانيا والسماح لكييف بمهاجمة الأراضي الروسية.

جاء ذلك في تصريحات لرويترز تقدم لمحة نادرة عن طريقة التفكير في دائرة بوتين المقربة عقب توغل أوكراني مفاجئ في منطقة كورسك الروسية، وهو توغل توعد بوتين بتوجيه رد "مناسب" عليه، لكنه لم يفصح بعد عما سينطوي عليه ذلك الرد.

وقال تشيميزوف الرئيس التنفيذي لشركة روستيخ، التي تورد كثيرا من أسلحة روسيا في الحرب، إن موسكو تشعر بالثقة ولديها ما يكفي من الأسلحة بعد مرور أكثر من عامين على بدء ما يصفها الكرملين بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.

وأكد موقف الكرملين المتمثل في أن الصراع معركة بين الغرب وروسيا.

وأضاف تشيميزوف في ردود مكتوبة على سؤال في مقابلة "في موقف يحرض فيه الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، على الحرب، لا بد أن نكون مستعدين". وتابع "العام الثالث من العملية الخاصة جار، تشعر روسيا بالثقة".

وذكر أن لا أحد سيقدم إطارا زمنيا للتوقيت الذي قد تنتهي فيه الحرب، واتهم واشنطن بتأجيج الصراع من خلال توريد أسلحة إلى كييف والسماح بشن هجمات في عمق روسيا.

بوتين يتفقد قواته في زيارة مفاجئة للشيشان

في هذه الاثناء، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الشيشاني رمضان قديروف تفقدا قوات ومتطوعين شيشانيين يستعدون لمحاربة أوكرانيا، في أول زيارة لبوتن منذ 13 عاما إلى الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز.

تأتي الزيارة التي لم يُعلن عنها مسبقا إلى الجمهورية ذات الأغلبية المسلمة، والتي تعد جزءا من روسيا، في الوقت الذي تقاتل فيه موسكو لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك بعد أسبوعين من اقتحامها للحدود في أكبر تدخل لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال بوتين للقوات في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان، وفق نص على موقع الكرملين على الإنترنت، "ما دام لدينا رجال مثلكم، فلن نقهر على الإطلاق".

وأضاف "إطلاق النار في ميدان الرماية هنا شيء، وتعريض حياتك وصحتك للخطر شيء آخر. لكن هناك حاجة داخلية للدفاع عن الوطن والشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار". وأبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قديروف في 2020 بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان وفي 2022 فيما يتعلق بتعبئة قوات شيشانية لمحاربة أوكرانيا.

وفي إشارة إلى التوغل الأوكراني المفاجئ في الأراضي الروسية ومنطقة دونباس الأوسع في جنوب شرق أوكرانيا، والتي تسيطر عليها القوات الروسية جزئيا، قال بوتين "مثلما حاربنا الإرهابيين، يتعين علينا اليوم محاربة الذين يرتكبون جرائم في منطقة كورسك، في دونباس".

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الأربعاء إلى تحقيق "السلام" قبل توجّهه إلى أوكرانيا التي انتقدته قبل أسابيع لمعانقته الرئيس فلاديمير بوتين أثناء زيارة إلى روسيا، حليفة بلاده التقليدية.

وسيزور مودي البالغ 73 عاما بولندا قبل التوجّه إلى أوكرانيا غدا الجمعة.

وقال على وسائل التواصل الاجتماعي "كصديق وشريك، نأمل بعودة مبكرة للسلام والاستقرار في المنطقة".

وسعى رئيس الوزراء جاهدا للتوفيق بين المحافظة على علاقات الهند الوديّة تاريخيا مع روسيا والعمل على إقامة شراكات أمنية وثيقة مع البلدان الغربية في مواجهة الصين، خصم بلاده الإقليمي.

تصويت "تاريخي" في البرلمان الأوكراني

وفي خطوة تاريخية ، صوّت البرلمان الأوكراني اليوم الأربعاء على انضمام كييف إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد سنوات من المماطلة وعلى الرغم من معارضة الجيش، وذلك على أمل معاقبة روسيا على جرائم الحرب المفترضة المرتكبة في أوكرانيا، حسبما أعلن نواب.

وتعد هذه المسألة حساسة للغاية في أوكرانيا، حيث يخشى كثيرون أن تصبح قواتها المسلّحة التي تقاتل ضدّ الجيش الروسي مستهدفة بدورها من قبل المحكمة الجنائية الدولية، التي تتمثّل مهمّتها في محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والعدوان.

ورحّب وزير الخارجية دميترو كوليبا بـ"قرار تاريخي". وكتب على منصة إكس، "كانت رحلة طويلة ومليئة بالتحديات والأساطير والمخاوف. ولم يكن أي منها صحيحا. واليوم وصلنا".

في المجموع، أيد 281 نائبا المصادقة على نظام روما الأساسي وهي المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، علما أنه كان مطلوبا 226 صوتا على الأقل كي تصبح أوكرانيا العضو ال125 في المؤسسة الدولية.

وقالت النائبة عن الحزب الرئاسي يفغينيا كرافتشوك على فيسبوك إنّ هذا القرار سيفتح الباب امام "إمكانات كبيرة لمعاقبة الروس وتعزيز عزلة روسيا".

وأضافت أن أوكرانيا استندت إلى المادة 124 من نظام روما الأساسي الذي يسمح بإعفاء أي أوكراني، مدني أو عسكري، لمدّة سبع سنوات، من أي محاكمة على جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت النائبة أنّ المصادقة على هذه الوثيقة التي قدّمها الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى البرلمان هي جزء من التزامات كييف تجاه الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنّه "إجراء ضروري، مبرّر وآمن بالكامل".

من جهتها، قالت النائبة عن المعارضة إيرينا غيراتشينكو التي لم تؤيّد هذا النص، مثل حزبها التضامن الأوروبي، إنّ التصويت في البرلمان سبقته "مناقشات صعبة".

وأضافت عبر تلغرام أنّ "الجيش طالب بتأجيل المصادقة حتى انتهاء الأحكام العرفية".

وأشارت إلى أنّ "أحدا لم يشرح ما سيحصل لاحقا" بعد السنوات السبع المنصوص عليها في المادة 124.

وبعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في العام 2022، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين وعدّة مسؤولين روس من مدنيين وعسكريين للاشتباه بارتكابهم جرائم في أوكرانيا.

وأكد كوليبا أنّ كييف "تعمل بالفعل" مع المحكمة الجنائية الدولية "لضمان المساءلة العالمية عن جميع الفظائع الروسية" في أوكرانيا، موضحا أنّ "هذا العمل سيكون الآن أكثر فعالية".

أوكرانيا تشن هجمات بالمسيرات على موسكو

وعلى صعيد الاعمال القتالية الميدانية، قال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو إن أوكرانيا شنت اليوم الأربعاء إحدى أكبر هجمات الطائرات المسيرة على موسكو، وأسقطت وحدات الدفاع الجوي الروسية 11 طائرة مسيرة كانت تحلق صوب العاصمة.

وأضاف سوبيانين أن بعض الطائرات المسيرة دُمرت فوق مدينة بودولسك، التي تقع في منطقة موسكو على بعد نحو 38 كيلومترا إلى الجنوب من الكرملين.

وقال عبر تطبيق تيليجرام للتراسل في الساعة 4:43 صباحا بالتوقيت المحلي (0143 بتوقيت جرينتش) "هذه واحدة من أكبر المحاولات على الإطلاق لمهاجمة موسكو بطائرات مسيرة".

ويأتي الهجوم في وقت تحاول فيه روسيا دفع القوات الأوكرانية خارج منطقة كورسك، وذلك بعد أسبوعين من اقتحامها للحدود الغربية لروسيا في أكبر توغل داخل البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وتتقدم القوات الروسية في الوقت نفسه في شرق أوكرانيا.

وقال سوبيانين إنه بناء على المعلومات الأولية، لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار في أعقاب الهجوم.

وكانت أوكرانيا تستهدف موسكو في الأشهر القليلة الماضية بطائرة مسيرة أو اثنتين، دون التسبب في أضرار بالغة.

ويبدو أن هجوم اليوم الأربعاء أكبر من هجوم مايو 2023 عندما جرى تدمير ما لا يقل عن ثماني طائرات مسيرة فوق العاصمة في هجوم قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه محاولة من كييف لترهيب واستفزاز موسكو.

ونادرا ما يكشف المسؤولون الروس عن حجم الهجمات بالضبط، إذ يكتفون فقط بذكر عدد الطائرات المسيرة التي تدمرها وحدات الدفاع الجوي.

ولا تكشف أيضا كل من أوكرانيا وروسيا إلا نادرا عن الضرر الكامل لهجماتهما ما لم تلحق أضرارا بالبنية لتحتية السكنية أو المدنية أو تودي بحياة مدنيين.

وهجوم اليوم على موسكو هو جزء من هجوم أوسع نطاقا شنته أوكرانيا على روسيا بطائرات مسيرة، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 23 طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك الحدودية.

وأضافت الوزارة أن وحدات الدفاع الجوي دمرت ست طائرات مسيرة فوق بيلجورود، وهي منطقة روسية أخرى على الحدود مع أوكرانيا، وثلاثا فوق منطقة كالوجا، التي تحد منطقة موسكو من الشمال الشرقي، واثنتين فوق منطقة كورسك.

وقال ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك على تيليجرام إنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في أعقاب الهجوم على المنطقة الحدودية الواقعة في جنوب غرب روسيا.

وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأنه جرى تدمير طائرتين مسيرتين فوق منطقة تولا التي تحد منطقة موسكو من الشمال.

وفي إطار منفصل، قال فاسيلي جولوبيف حاكم منطقة روستوف في جنوب غرب روسيا، إن قوات الدفاع الجوي دمرت صاروخا أطلقته أوكرانيا فوق المنطقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ولم يرد الهجومان على منطقتي تولا وروستوف في بيان وزارة الدفاع الروسية عن تدمير أسلحة جوية.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير. ولم يصدر تعليق من الجانب الأوكراني بعد.

وكثفت كييف في الأشهر القليلة الماضية هجماتها الجوية على الأراضي الروسية، قائلة إن هدفها هو تدمير البنية التحتية الأساسية لجهود موسكو الحربية. كما تقول إن هجماتها رد على الضربات الروسية المستمرة على الأراضي الأوكرانية.

من جهة ثانية، قال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء إنه قصف منظومة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات في منطقة روستوف الواقعة في جنوب روسيا.

وذكرت هيئة الأركان في كييف أن الهجوم وقع قرب منطقة نوفوشاختينسك السكنية، وأن روسيا تستخدم صواريخ إس-300 لشن هجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

وأضافت في بيان "تم رصد انفجارات في نقاط معينة مُستهدفة... ويجري تقييم دقة الضربة".

وقال فاسيلي جولوبيف حاكم روستوف إن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخا أطلقته أوكرانيا على منطقته لكن وزارة الدفاع الروسية لم تذكر الواقعة في بيانها اليومي عن تدمير أسلحة جوية.

روسي تؤجل الانتخابات المحلية في سبع من مناطق

في سياق مختلف، أعلنت مفوضية الانتخابات الروسية اليوم الأربعاء أنها ستؤجّل الانتخابات المحلية في سبع بلديات في منطقة كورسك حيث باشرت القوات الأوكرانية هجوما قبل أكثر من أسبوعين.

وأفادت المفوضية على تلجرام بأن الانتخابات ستجري في تلك المناطق عندما يصبح من الممكن "ضمان أمن الناخبين بالكامل"، لكنها أضافت أن الانتخابات لاختيار الحاكم المحلي والتي ستبدأ الأسبوع المقبل ستمضي قدما كما هو مخطط لها في باقي أرجاء المنطقة.

ومن المقرر أن يبدأ التصويت المبكر لاختيار حكام المناطق في 28 اغسطس وينتهي في الثامن من سبتمبر.

وبعد عامين ونصف العام على انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، استعادت كييف زمام المبادرة عبر إرسال قوات إلى منطقة كورسك في السادس من اغسطس.

وتفيد كييف بأنها سيطرت على عشرات البلدات والقرى في المنطقة فيما تشير روسيا إلى أن أكثر من 120 ألف مدني اضطروا للفرار منها.

كما أعلن الجيش الروسي اليوم الأربعاء أن قواته سيطرت على قرية جديدة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث تتقدّم رغم الهجوم المضاد الذي تنفّذه كييف في الأراضي الروسية.

وأفادت وزارة الدفاع في إيجازها اليومي بأن القوات الروسية سيطرت على قرية جيلان الواقعة بين مدينتي دونيتسك وبوكروفسك، وهو جزء من الجبهة يشهد أعنف المعارك في إطار النزاع المتواصل منذ عامين ونصف العام.

وتفيد روسيا بأنها سيطرت على مجموعة من البلدات والقرى في منطقة دونيتسك في الأسابيع الأخيرة.

وأعلنت امس أن قواتها سيطرت على بلدة نيويورك التي تعد موقعا لوجستيا مهما والواقعة على بعد حوالى 30 كيلومترا شرق جيلان.

وتتقدّم القوات الروسية في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية التي أمر مسؤولون في وقت سابق هذا الأسبوع العائلات التي تضم أطفالا بإخلائها.

تقع جيلان على بعد حوالى 20 كيلومترا (جنوب شرق) في منطقة دونيتسك الصناعية.

ويُعتقد بأن كييف كانت تأمل بأن تجبر عمليتها المباغتة عبر الحدود في منطقة كورسك في غرب روسيا، موسكو على إعادة نشر جنودها من أجزاء أخرى من الجبهة.

لكن لا توجد مؤشرات تذكر حتى اللحظة على تراجع حدة المعارك في شرق أوكرانيا.