No Image
العرب والعالم

«الناتو»: إرسال قوات كورية شمالية إلى أوكرانيا يشكّل «تصعيداً كبيراً»

21 أكتوبر 2024
موسكو تؤكد: التحالف مع بيونج يانج ليس موجها ضد سول
21 أكتوبر 2024

عواصم " وكالات ": اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته اليوم الإثنين أن إرسال كوريا الشمالية جنودا للقتال الى جانب القوات الروسية في أوكرانيا سيشكّل "تصعيدا كبيرا".

وكتب روته على منصة إكس "تحدثت مع الرئيس الكوري الجنوبي (يون سوك يول) بشأن الشراكة الوثيقة بين الناتو وسول والتعاون الصناعي الدفاعي والأمن المترابط لمنطقة أوروبا الأطلسي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين اليوم الاثنين:"كوريا الشمالية هي دولة جارة وشريكة ونحن نقوم بتعزيز العلاقات في كل المجالات وهذا حقّنا السيادي. سنواصل تعزيز هذا التعاون بشكل إضافي"، ممتنعا عن الإجابة على سؤال بشأن ما اذا كانت روسيا تستعين بجنود كوريين شماليين.

وبحسب وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبي، فقد قررت كوريا الشمالية إرسال حوالى 12 ألف جندي لمساعدة روسيا. ويوجد حوالى 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية في شرق روسيا للتأهيل، على أن يتوجّهوا قريبا إلى الجبهة، وفقا للمصدر ذاته.

وكان روته قال الجمعة ردا على سؤال بهذا الشأن، إنه لا يمكنه أن يؤكد "في هذه المرحلة" نشر قوات من قبل كوريا الشمالية في روسيا، مضيفا "لكن الأمر قد يتغير بالطبع".

ومع تدهور العلاقات بين بيونج يانج وسول في الأشهر الأخيرة، تتقرّب كوريا الشمالية التي تملك سلاحا نوويا، من موسكو حليفة نظامها منذ إنشائه بعد الحرب العالمية الثانية. وتتهم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الزعيم الشمالي كيم جونغ أون بإرسال أسلحة وذخائر لروسيا تُستخدم في أوكرانيا.

وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة إلى بيونج يانج في يونيو، وقع خلالها البلدان معاهدة دفاع مشترك لم يتم الكشف عن تفاصيلها. وقد أثار ذلك تكهّنات بشأن عمليات نقل أخرى للأسلحة، الأمر الذي ينتهك سلسلة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على روسيا وكوريا الشمالية.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الإثنين أنها استدعت سفير موسكو في سول للاحتجاج على نشر كوريا الشمالية جنودا في روسيا لدعم الأخيرة في حرب أوكرانيا.

كما سبق لسول وحلفاء غربيين داعمين لكييف، أن اتهموا بيونج يانج بإرسال أسلحة وذخائر لصالح الجيش الروسي.

وأفادت الخارجية الكورية الجنوبية بأن نائب الوزير كيم هونغ-كيون أعرب عن قلق بلاده "العميق جراء إرسال كوريا الشمالية حديثا قوات الى روسيا، وطلب بحزم سحب القوات الكورية الشمالية بشكل عاجل ووقف التعاون" في هذا المجال بين موسكو وبيونج يانج.

وأبلغ المسؤول السفير الروسي بأن دعم كوريا الشمالية لموسكو في الحرب بالعديد والأسلحة "يشكّل تهديدا مهما ليس فقط لأمن كوريا الجنوبية، بل للمجتمع الدولي"، مشددا على أن "خطوات كهذه تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي وشرعة الأمم المتحدة".

وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية نهاية الاسبوع الماضي أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا. ونشرت صورا تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لفرقة النخبة في القوات الخاصة الكورية الشمالية.

وعقد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اجتماعا أمنيا طارئا في نفس الاسبوع. ووصف دعم بيونج يانج المتزايد لروسيا في حرب أوكرانيا "الذي يتخطّى نقل العتاد العسكري إلى نشر جنود على الأرض" بأنه "تهديد أمني ليس لبلادنا فحسب بل أيضا للمجتمع الدولي".

وأشارت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية في بيان منفصل إلى أنّها "رصدت بين 8 و13 أكتوبر إرسال كوريا الشمالية قوات خاصة إلى روسيا على متن سفينة نقل بحرية روسية، مما يؤكد بدء المشاركة العسكرية لكوريا الشمالية" في الحرب.

وبحسب المصدر عينه، أنجزت سفن روسية نقل الدفعة الأولى من الجنود الكوريين الشماليين الذين يتمركزون حاليا في قواعد عسكرية في أقصى شرق روسيا.

وذكرت أجهزة الاستخبارات أنّ هذه القوات "ستنتشر على الجبهة" بعد تلقيها التدريبات المناسبة، موضحة أنها زودت بالزي العسكري الروسي وبأسلحة روسية الصنع.

واعتبرت أنّ هذه الخطوة "محاولة لإخفاء حقيقة أنهم جنود كوريون شماليون من خلال جعلهم يبدون كجنود روس".

ورجّحت أجهزة الاستخبارات أن يتم إرسال مزيد من القوات قريبا، مشيرة إلى أنها تتوقع أن ترسل كوريا الشمالية نحو 12 ألف جندي في المجموع.

واعتبر مدير استراتيجية شبه الجزيرة الكورية في معهد سيجونغ للدراسات تشيونغ سيونغ-شانغ بأن "احتجاج كوريا الجنوبية لدى روسيا لن يغيّر شيئا بالنسبة الى تعاون موسكو عسكريا مع الشمال".

وأشار الى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "يسعى للحصول على تقنيات عسكرية تراوح من الأقمار الاصطناعية للتجسس الى الغواصات" لقاء إرسال جنود لدعم روسيا في أوكرانيا.

ورجح أن ينتشر هؤلاء الجنود قريبا على خطوط الجبهة، على أن يتم في مراحل لاحقة تحديد مدى تأثيرهم في الحرب.

الى ذلك، تعد بيونج يانج وموسكو حليفتان منذ تأسيس كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعززت علاقاتهما منذ التدخل الروسي في أوكرانيا عام 2022، إذ تزعم سول وواشنطن منذ فترة طويلة أن كيم جونغ أون يرسل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة إلى بيونج يانج في ونيو الفائت. ووقّع البلدان اتفاقية دفاعية، في خطوة عززت التكهنات بشأن زيادة عمليات نقل الأسلحة، وهو ما ينتهك مجموعة كبيرة من عقوبات الأمم المتحدة على البلدين.

وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يمثل تصعيدا جديدا في حرب موسكو العدوانية ضد بلاده.

وأضاف زيلينسكي:"يجب أن نرد ونتصدى. لا يجب أن نسمح للشر بالتزايد أكثر".

وقال:"إذا بقي العالم صامتا الآن، وواجهنا جنودا كوريين شماليين على الجبهة بنفس القدر الذي نتصدى فيه للمسيرات، فلن يعود ذلك بالنفع على أي أحد في العالم وسيتسبب هذا في تمديد الحرب فقط".

ويشمل التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية علاقات عسكرية وثيقة وكذلك المساعدة المتبادلة في حال تعرض أي منهما لهجمات خارجية.

ويمكن نشر هؤلاء الجنود في الدفاع عن منطقة كورسك الروسية، التي تعرضت للاجتياح من قبل أوكرانيا. ومنذ بداية أغسطس، وسيطرت كييف عشرات المواقع في منطقة كورسك.

وأشار زيلينسكي إلى هذا التعاون على أنه "تحالف خبيث" و"تعاون خطير" بين روسيا وكوريا الشمالية. وأوضح أن مستوى عدم الاستقرار والتهديد قد يزيد بشكل كبير بمجرد أن تتعلم كوريا الشمالية تكتيكات الحرب الحديثة.

وحث زيلينسكي حلفاء أوكرانيا على أن يكون لديهم رد جاهز، حيث إن دخول دولة أخرى في الحرب يمثل تهديدا جديدا. وحتى الآن، استخدم بوتين بشكل أساسي دولة بيلاروس المجاورة كمنطقة إنطلاق لحربه.

وأكد زيلينسكي أن الحرب يجب أن تنتهي بشكل عادل وبأسرع ما يمكن. وتتصدى أوكرانيا للحرب العدوانية الروسية بمساعدة عسكرية غربية لمدة تقارب الألف يوم.