الرجل الثاني في طالبان في كابول لتشكيل "حكومة شاملة".. وفوضى عارمة في عمليات الإجلاء
كابول - وكالات: بعد ستة أيام على دخول طالبان إلى كابول، وصل الرجل الثاني في الحركة الملا عبد الغني برادر إلى العاصمة الأفغانية لتشكيل "حكومة شاملة" بينما ما زال عشرات آلاف الأفغان يسعون إلى الفرار من بلدهم عبر جسر جوي "صعب" اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لا يضمن "نتائجه".
وكان الملا برادر عاد إلى أفغانستان السبت بعد يومين على إحكام طالبان سيطرتها على البلد، قادما من قطر حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة.
وقال قيادي كبير في طالبان لوكالة فرانس برس إن برادر "حضر إلى كابول للقاء قادة وسياسيين من أجل تشكيل حكومة شاملة".
وبرادر كان أول قيادي كبير في الحركة يعود علنا إلى أفغانستان منذ أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة طالبان من الحكم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي تصريح صحفي، قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية السبت إن الاتحاد الأوروبي لم يعترف بحركة طالبان ولا يجري محادثات سياسية معها.
وأدلت رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد بالتصريحات بعد زيارتها مركز استقبال في مدريد لموظفين أفغان لدى مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي جرى إجلاؤهم من كابول.
وقالت فون دير لاين إنها ستقترح زيادة المساعدات الإنسانية التي خصصتها المفوضية لأفغانستان هذا العام وهي 57 مليون يورو مؤكدة أن الأموال مرهونة باحترام حقوق الإنسان وحسن معاملة الأقليات واحترام حقوق النساء والفتيات.
سويسرا تؤجل رحلة إجلاء وسط تدهور الوضع الأمني في مطار كابول
قالت وزارة الخارجية السويسرية السبت إن سويسرا أرجأت رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان المجاورة، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني على الأرض مما أعاق الوصول إلى مطار كابول.
وأضافت الوزارة في بيان "تدهور الوضع الأمني حول مطار كابول بشكل كبير خلال الساعات الماضية. هناك عدد كبير من الأشخاص أمام المطار وأحيانا تعوق المواجهات العنيفة الوصول إلى المطار في كابول".
جرى إجلاء آلاف الأجانب والأفغان العاملين لدى السفارات ومنظمات الإغاثة الدولية من مطار كابول منذ دخول مقاتلي طالبان العاصمة قبل أسبوع. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الجمعة إنه تم إجلاء حوالي 13 ألفا على متن طائرات عسكرية أمريكية منذ 14 أغسطس.
وقالت سويسرا إنها نظمت رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان لدعم عمليات الإجلاء من أفغانستان.
بريطانيا تسعى لإقناع بايدن بتمديد عمليات الإجلاء من أفغانستان
كشفت تقارير صحفية في بريطانيا أن الحكومة البريطانية تسعى إلى إقناع الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد عمليات الإجلاء من أفغانستان لما بعد نهاية أغسطس الجاري.
جاء ذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تايمز" البريطانية السبت، استنادا إلى مصادر في الحكومة البريطانية.
يذكر أن الولايات المتحدة تعتزم إتمام انسحاب قواتها من أفغانستان بحلول 31 أغسطس، ولم يفصح بايدن في حديثه أمس الجمعة عما إذا كان من الممكن تمديد مهمة الإجلاء لما بعد هذا التاريخ.
وقال بايدن إنه يفترض أن من الممكن إتمام عمليات الإجلاء بحلول نهاية أغسطس، ولكنه أضاف أنه سيتخذ قرارا بهذا الشأن في وقت لاحق.
ووفقا لما ذكرته المصادر الحكومية البريطانية للصحيفة، من الممكن لهذا الموعد النهائي أن يعني اضطرار آلاف في أفغانستان ممن لهم الحق في الإنقاذ أن يبقوا هناك، وأضافت المصادر أن هذا الأمر سيؤثر بالدرجة الأولى على موظفين محليين أفغان عملوا لصالح القوات الغربية.
ميركل تشكر الجنود الألمان في أفغانستان على "العملية المعقدة"
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن "شكرها العميق" لجنود الجيش الألماني في أفغانستان على جهودهم لإنقاذ الألمان والعمال المحليين الذين تعاونوا معهم.
وقالت ميركل في الحملة الانتخابية لحزبها المسيحي الديمقراطي اليوم السبت في برلين إن هذه "مهمة معقدة للغاية"، وأضافت: "في هذه الساعات ما يهم هو إنقاذ الناس".
ووصفت ميركل التطورات في أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة بأنها "مأساة"، مضيفة أن الجيش الأفغاني "انهار بوتيرة خاطفة للأنفاس".
وقالت ميركل إنه بعد عملية الإنقاذ، سيكون هناك حديث عما تم في أفغانستان وما لم يتم.
وأضافت أنه على الرغم من أن أفغانستان لا تشكل حاليا تهديدا إرهابيا خطيرا، كان نهج المشاركة الغربية هناك على نطاق أوسع من هذا الهدف.
وتابعت "أردنا تمكين أكبر عدد ممكن من الناس في أفغانستان ليعيشوا حياة حرة وجيدة ومحددة من الذات... علينا فقط أن نقول: لم ينجح الأمر بهذه الطريقة".
حاصر آلاف من المواطنين الأفغان مداخل مطار العاصمة كابول، والذى يمثل شريان الحياة الرئيسي لهم، وللأجانب الذين يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور.
وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتم إطلاق الرصاص بشكل شبه مستمر خارج مجمع المطار، المدجج بالسلاح.
وتم نقل آلاف الأشخاص عبر المطار منذ سيطرة حركة طالبان على كابول يوم الأحد الماضى. والمطار هو المكان الوحيد بالعاصمة الذى تسيطر عليه القوات الدولية.
ويخشى كثير من الأفغان الذي يشعرون باليأس بعدما عملوا مع القوات الدولية على مدار عقدين من الزمان، أو في مجالات مثل حقوق الإنسان، على حياتهم بعد عودة طالبان، ويسعون إلى دخول المطار لإنقاذ أنفسهم وأفراد عائلاتهم.
وحذر تقرير أعد للأمم المتحدة الجمعة من أن طالبان تقوم بعمليات بحث مستهدفة عن متعاونين يعتقد أنهم عملوا مع النظام السابق، وأنها تهدد أفراد أسرهم بالانتقام، رغم تأكيدات الحركة لن تسعى إلى الانتقام.
وذكر التقرير، الذي جاء في أربع صفحات والذي أعده المركز النرويجي للتحليلات العالمية، واطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية: "إن الأفراد الذين يشغلون مناصب رئيسية في الجيش والشرطة ووحدات التحقيق معرضون للخطر بصورة خاصة".
بايدن:"لا أستطيع أن أعد بما ستكون النتيجة النهائية"
وبين الطرق المغلقة بالحشود واقتحام طائرات الشحن والأطفال الذين ألقى بهم آباؤهم فوق الأسلاك الشائكة، تعزز صور الفوضى في مطار كابول كل يوم الانطباع بأنه لم يجر الاستعداد لعملية الإجلاء.
واعترف بايدن في كلمة في البيت الأبيض كانت ثاني خطاب متلفز له خلال بضعة أيام "لا أستطيع أن أعد بما ستكون النتيجة النهائية" ولا أنه لن يكون هناك "خطر وقوع خسائر" بشرية، مؤكدا أن حلفاء واشنطن لا يشككون في "المصداقية" الأميركية في هذه العملية.
وأعلن أنه تم إجلاء 13 ألف شخص من قبل الجيش الأميركي منذ 14 أغسطس. واستقل آلاف آخرون طائرات خاصة قدمت من دول أوروبية وبريطانيا.
تخطط الولايات المتحدة وحدها لترحيل ثلاثين ألف شخص.
ومعظم الذين تم إجلاؤهم رعايا أمريكيون سمحت لهم طالبان بالدخول. لكن العديد من الأفغان وخصوصا الذين عملوا لحساب الولايات المتحدة ويحملون تأشيرات هجرة خاصة (اس آي في) لأنفسهم ولأقاربهم لا يستطيعون الوصول إلى المجمع الذي يتولى ضمان أمنه أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي.
واضطر الجيش الاميركي الجمعة لنشر ثلاث مروحيات لنقل 169 اميركيا لم يتمكنوا من الوصول الى المطار من فندق في كابول.
ولا يزال هناك كثيرون عالقون بين نقاط التفتيش التابعة لطالبان والأسلاك الشائكة التي أقامها الجيش الأميركي بانتظار رحلة بيأس.
وبين الشهادات المؤثرة التي لا تعد ولا تحصى، يظهر في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي أفغان يدفعون طفلا يبكي فوق حشد من الناس في المطار ويعطونه إلى جندي أميركي. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه تمت معالجته وإعادته إلى والديه.
وفي مواجهة الانتقادات والخلافات التي تهز الولايات المتحدة منذ الانتصار الخاطف لطالبان، تولى الجيش الأميركي الإعلان عن أخباره الجمعة بنشر مختارات من الصور تظهر جنوده يعتنون بأطفال أفغان رضع وصغار في المطار. وشدد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي على "تعاطف" الجنود.
وتم تعليق عمليات إجلاء المدنيين لساعات الجمعة بسبب امتلاء القواعد الأميركية في الخليج وخصوصا في قطر حيث يتواجد آلاف اللاجئين.
وحصلت الولايات المتحدة على ضوء أخضر من برلين لإرسال بعض الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا حيث تملك واشنطن العديد من القواعد العسكرية بما في ذلك قاعدتها الكبيرة في رامشتاين ومستشفاها العسكري المهم.
الاتحاد الدولي للصحافيين:تلقينا "مئات طلبات المساعدة"
قال الاتحاد الدولي للصحافيين الجمعة إن "الذعر والخوف" يسودان بين الصحافيين الأفغان خصوصا بين النساء، مشيرا إلى أنه تلقى "مئات طلبات المساعدة" من متخصصين في مجال الإعلام في أفغانستان.
وحذرت المنظمة الدولية التي أنشأت صندوقا خاصا لمساعدة هؤلاء، من أن مراقبتها "للوضع على الأرض، والطلبات الكثيرة (للحصول على) دعم طارئ، تكشف عن حالة من الذعر والخوف داخل مجتمع الإعلام الأفغاني".
وقال جيريمي دير نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين في بيان "تلقينا المئات من طلبات المساعدة إما للإجلاء وإما لمساعدة مَن انتقلوا من مقاطعة أفغانية إلى أخرى هربا من التهديدات"، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الصحافيين الذين يحاولون الفرار من البلاد هم من النساء.
وأقدم عناصر من طالبان يبحثون عن صحافيّ يعمل لحساب "دويتشه فيله" ويقطن حالياً في ألمانيا، على قتل أحد أفراد عائلته بالرصاص الأربعاء في أفغانستان وإصابة فرد آخر بجروح بالغة، وفق ما ذكرت الوسيلة الإعلامية الألمانية على موقعها الإلكتروني.
من جهتها قالت لجنة حماية الصحافيين وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك، الأربعاء إن طالبان فتشت هذا الأسبوع منازل "أربعة صحافيين وعاملين" في قطاع الإعلام. وأشارت اللجنة إلى وقوع أعمال عنف ضد العديد من الصحافيين الذين كانوا يغطون تظاهرة في جلال اباد في ولاية ننغرهار (شرق).
من جهتها، طلبت "مراسلون بلا حدود" السبت من الرئيس الأميركي جو بايدن "خطة خاصة لإجلاء صحافيين أفغان" بحسب بيان صادر عن المنظمة غير الحكومية.
وجاء في البيان "تطالب مراسلون بلا حدود البيت الأبيض بخطة خاصة لإجلاء صحافيين أفغان (ومدافعين عن حقوق الإنسان)". خطط الإجلاء "التي أعدتها دول أخرى (خصوصا الأوروبية) أعيقت إلى حد كبير بسبب إجراءات الوصول إلى الطائرات" وفق المنظمة.
وقال الأمين العام لمراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار "نتلقى العشرات والعشرات من طلبات الإجلاء الطارئة. مشكلتنا اليوم ليست في الحصول على تأشيرات أو مقاعد في الطائرات، بل في تمكين هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى الطائرات".
ودعت مراسلون بلا حدود إلى "تيسير وصول الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المدرجين في قوائم الدول والمنظمات المختلفة" بالإضافة إلى "ممر إنساني ومحيط مخصص" لهم.
ومن أجل تحقيق ذلك، تطالب مراسلون بلا حدود أيضا بـ"تأجيل موعد انتهاء العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان إلى ما بعد الموعد المقرر.