No Image
العرب والعالم

الجيش الفنزويلي حليف واسع النفوذ للرئيس مادورو

04 أغسطس 2024
تقرير
04 أغسطس 2024

يعول رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو في صراعه مع المعارضة وقسم من الأسرة الدولية على خلفية التشكيك في صحة فوزه بولاية جديدة، على دعم الجيش القوي والوفي له.

وتحظى "القوات المسلحة الوطنية البوليفارية" بنفوذ سياسي واقتصادي في تزايد متواصل منذ 25 عاما، وهي مجهزة من روسيا وتعد ما يساوي عديد الجيش المكسيكي، رغم أن عدد سكان المكسيك يفوق تعداد سكان فنزويلا بأربع مرات.

وبعد يومين فقط من الانتخابات التي أعلن رسمياً فوز مادورو فيها، أكد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو ولاءه للرئيس.

وكتب بادرينو "نؤكد مجددا ولاءنا المطلق ودعمنا غير المشروط للمواطن نيكولاس مادورو موروس، الرئيس الدستوري وقائدنا الأعلى الذي أعيد انتخابه شرعا من السلطة الشعبية" مضيفا أن الجيش سيتحرك "بقوة" من أجل "الحفاظ على الانتظام الداخلي".

وفور خروج أولى التظاهرات الإثنين الماضي تنديدا بعمليات تزوير تخللت الانتخابات، شارك الحرس الوطني البوليفاري، القوة العسكرية المولجة الحفاظ على النظام العام، في قمع المحتجين.

وما زال العسكريون الفنزويليون إلى الآن يهتفون "تشافيز حيّ"، تكريما لهوغو تشافيز الرئيس الذي حكم البلاد من انتخابه عام 1999 وحتى وفاته عام 2013.

وعمل تشافيز، اللفتنانت كولونيل السابق، على تعزيز موقع الجيش فعهد إليه بمناصب محورية في الإدارة والاقتصاد ومنح العسكريين حق التصويت بموجب الدستور الجديد الذي أقر في 1999.

ومضى مادورو الذي اختاره تشافيز نفسه خلفا له، أبعد من ذلك فسمح للعديد من الضباط بجمع ثروات، وفق المعارضة وخبراء.

وتسيطر القوات المسلحة اليوم على شركات مناجم ونفط وشركات توزيع مواد غذائية، كما تمسك بالجمارك وبـ12 وزارة من أصل 34، من بينها وزارات مهمة مثل النفط والدفاع والداخلية والتجارة.

وأكد مادورو مجددا هذا الأسبوع أن "القوات المسلحة الوطنية البوليفارية تدعمني، إنها تشافيزية، إنها بوليفارية، إنها ثورية".

وسعى مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية إدموندو غونزاليس أوروتيا لاستمالة العسكريين في مطلع يوليو في رسالة مفتوحة دعا فيها إلى "احترام وفرض احترام الإرادة " لشعب فنزويلا.

وراهن أوروتيا على ما أفيد من تصدعات في دعم الجيش للسلطة، من أجل تغيير ميزان القوى، لكنه فشل في مسعاه.

وقالت لورا ديب مديرة برنامج فنزويلا في "مكتب واشنطن حول أميركا اللاتينية" للدراسات WOLA "من الصعب للغاية فهم" ما يجري في صفوف القوات المسلحة "لأنه كلما تمرد عنصر في الجيش على مادورو، واجه قمعا واضطهادا لا يرحمان".

وأضافت "نعرف جنودا تعرضوا للتعذيب. لجعلهم مثالا وتوجيه رسالة بأن هذا ما سيحلّ بهم إذا ما انقلبوا ضد الحكومة".

وتفيد المنظمات الحقوقية عن اعتقال عشرات العسكريين (149 حتى الأول من يوليو) لأسباب سياسية، وفي غالب الأحيان بتهمة التآمر، وقضى ثلاثة منهم في السجن.

وكانت القوات المسلحة الفنزويلية تعد 343 ألف عسكري عام 2000، بحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، وهو عديد الجيش المكسيكي.

وبعدما كان الجيش الفنزويلي مجهزا بمعدات أمريكية على مدى عقود، تبدل الوضع في عهد تشافيز وبات يتوجه إلى روسيا لإمداداته العسكرية ولا سيما طائرات سوخوي ورشاشات كلاشنيكوف.

وفي مطلع يوليو، رست سفينتان عسكريتان روسيتان في ميناء غوايرا في كراكاس.

وقال الجنرال المتقاعد أنتونيو ريفيرو المعارض للتشافيزية المقيم في المنفى في الولايات المتحدة إن "مادورو يفتقر بالأساس إلى الزعامة العسكرية. كسب تأييد القوات المسلحة بتوزيع المزايا والترقيات واستحداث المناصب الجديدة".

من جهتها لفتت ريبيكا هانسون الأستاذة في مركز الدراسات الأميركية اللاتينية في جامعة فلوريدا إلى أن "العسكريين الرفيعي المستوى باتوا يتمتعون بسلطة لا تصدّق... وبعضهم ضالع في أعمال غير مشروعة، لا بل يقودها" مضيفة أنهم "سيخسرون الكثير إن سقط مادورو".

وأدرج حوالى خمسين من كبار الموظفين بعضهم في منصبه وبعضهم متقاعد على قائمة العقوبات الأمريكية.

وأدرج أوائل الموظفين الرسميين على هذه القائمة في 2008 للاشتباه بارتباطهم بجماعات مسلحة كولومبية. واتهم آخرون لاحقا بتهريب المخدرات، ومؤخرا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.