No Image
العرب والعالم

إسرائيل ترفض مقترح هدنة مع حزب الله .. وتتوعد بمواصلة هجماتها على لبنان

26 سبتمبر 2024
إستشهاد 15 فلسطينيا في غارة على مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة
26 سبتمبر 2024

بيروت غزة "أ ف ب": رفضت إسرائيل اليوم مقترح هدنة مع حزب الله طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى "النصر"، مع مواصلة جيشها شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان، يردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو شمال إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية. كما أكد شن "ضربات دقيقة" على ضاحية بيروت الجنوبية، أفاد مصدر مقرّب من الحزب وكالة فرانس برس أنها استهدفت قائدة وحدة المسيّرات فيه محمد سرور الملقّب "أبو صالح"، من دون أن يتّضح مصيره.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارة خلّفت قتيلين و15 جريحا.

وهذا الهجوم الإسرائيلي الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعدّ معقلا للحزب.

في المقابل، واصل الحزب إطلاق رشقات صاروخية نحو شمال إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيانين أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخا الخميس من لبنان، تمكّن من "اعتراض بعضها".

وأعلن حزب الله أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمال مدينة حيفا "بصليات من الصواريخ".كما أعلن قصف كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة "بصليات من صواريخ فلق 2".

وأتت هذه التطورات الميدانية إثر دعوة دول عدّة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان بينهم العديد من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الوزارة اليوم بمقتل عشرين شخصا بينهم 19 سوريا جراء غارة طالت ليلا بلدة يونين الواقعة في محافظة البقاع (شرق) الحدودية مع سوريا.

وتعرّضت هذه المنطقة لضربات جوية مكثّفة ليل الأربعاء الخميس.

وقالت فادية رفيق ياغي (70 سنة) وهي مالكة متجر في مدينة بعلبك، "أمضينا ليلة لا توصف، من أقسى الليالي التي مرت علينا. يخال المرء أن ثمة لحظة واحدة بين الحياة والموت".

وأضافت "لا أعرف كيف أصف الرعب الذي عشناه. ثمة ما يمر فوق رأسك ولا تعرف إذا كان سيسقط عليك أم لا".

أدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد، وسوريا.

وقال مصدران أمنيان سوريان لفرانس برس الخميس إن أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع.

وبحسب السلطات اللبنانية، يستضيف لبنان نحو مليوني سوري، قدمت غالبيتهم بعد اندلاع النزاع في بلادهم في العام 2011.

ترجيب بالهدنة

ورحّبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالدعوة إلى هدنة، معتبرة أنها تسمح "بمساحة للدبلوماسية للنجاح". وعوّلت على "دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة".

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الخميس إن الأخير "لم يرد حتى" على "المقترح الأمريكي الفرنسي"، مؤكدا أنه أمر الجيش "بمواصلة الضرب بكل قوة".

وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".

كما رفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل "سحق" حزب الله.

وأعلنت إسرائيل التي تخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف سبتمبر أنها تنقل "مركز ثقل" عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.

وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا وحوالى 3000 مصاب، وحمّل الحزب إسرائيل مسؤولياتها.

وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان النخبوية إبراهيم عقيل.

ويؤكّد حزب الله أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي "العدوان على غزة" حيث اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب إسرائيل.

من جهتها أكّدت قطر، وهي إحدى دول الوساطة لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، عدم وجود رابط مباشر بين هذه المباحثات وتلك الهادفة لوقف التصعيد بين إرائيل وحزب الله اللبناني.

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي في الدوحة الخميس "لست على علم بوجود صلة مباشرة، لكن من الواضح أن الوساطتين متداخلتان بشكل كبير عندما تتحدث عن نفس الأطراف التي تشارك، في الغالب في هذا" المسار الدبلوماسي.

غارة على مدرسة

أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم إستشهاد 15 شخصا في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في شمال القطاع، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين من حركة حماس.

وتسببت الحرب المتواصلة منذ قرابة عام بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بنزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ تعدادهم 2,4 مليون نسمة لمرة واحدة على الأقل. ولجأ كثيرون إلى المدارس كمبان آمنة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل "حتى اللحظة، طواقمنا انتشلت 15 شهيدا منهم أطفال ونساء" مشيرا إلى وجود عشرات المصابين بعد قصف إسرائيلي على مدرسة الفالوجا في مخيم جباليا بشمال القطاع.

وتعرضت العديد من مدارس غزة في الأشهر الأخيرة للاستهداف من الجيش الإسرائيلي الذي يتهم حماس باستخدام هذه المباني كمراكز قيادة لعناصرها، الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية.

وفي 11 سبتمبر، أثار قصف طاول مدرسة الجاعوني التي تديرها الأمم المتحدة في وسط القطاع، ردود فعل غاضبة داخل المجتمع الدولي بعد إعلان وكالة الأونروا أن ستة من موظفيها من بين الضحايا الذين بلغ عددهم 18 قتيلا.