29 شهيدا في غزة والمقاومة تطلق وابلا من الصواريخ على إسرائيل
عواصم «وكالات»: قال مسعفون إن غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنحاء غزة أودت بحياة 29 فلسطينيا على الأقل اليوم، كما دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل بعد تجدد إطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني.
وتشير الهجمات الصاروخية الجديدة إلى أن حركات المقاومة بقيادة حماس في غزة لا تزال قادرة على إطلاق القذائف على إسرائيل على الرغم من الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي المستمر منذ عام والذي حول مساحات شاسعة من القطاع إلى حطام.
وقال جيش الاحتلال اليوم إن صفارات الإنذار دوت في جنوب إسرائيل للمرة الأولى منذ نحو شهرين.
وأضاف، في إشارة إلى الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود وأشعل فتيل الحرب على غزة، «بعد مرور ما يقرب من عام على السابع من أكتوبر، لا تزال حماس تهدد مدنيينا وسنواصل عملياتنا ضدهم».
أما في الضفة الغربية، فقد استشهد قيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في قصف الاحتلال لمخيم طولكرم فجر اليوم.
ووصفت الحركة قصف الاحتلال الإسرائيلي مقهى في المخيم بأنه «مجزرة»، كما قالت إن الهجوم «تصعيد خطير لن يثني عزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته»، داعية سكان الضفة الغربية للخروج بمسيرات غضب جماهيرية في كل المحافظات، وتصعيد المواجهة في كل المناطق.
وتظهر الأنقاض بمقهى في مدينة طولكرم بالضفة الغربية قوة الضربة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد 18 فلسطينيا.
ووقعت الضربة في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، أحد أكثر المخيمات كثافة سكانية في الضفة الغربية وحطمت تماما المقهى في الطابق الأرضي. ووجد عمال الإنقاذ أنفسهم يبحثون وسط أكوام من الأنقاض الخرسانية وسط رائحة الدماء التي ما زالت تفوح في الهواء. وتظهر حفرتان في مستوى علوي المكان الذي اخترق فيه الصاروخ المبنى المكون من ثلاثة طوابق قبل أن يصل إلى المقهى، الذي يعمل به حفار لإزالة الأنقاض.
وتعد الضربة التي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية الأكبر في الضفة الغربية حتى الآن في العمليات التي تصاعدت بشدة منذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريبا، وتعد أيضا واحدة من أكبر الهجمات منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقدين.
وقال نمر فياض، صاحب المقهى الذي قتل شقيقه في الضربة: «سمعنا صوت انفجار قوي جدا غير معتاد بالنسبة للأصوات التي سمعناها من درونات وصواريخ مسيرة، فتوجهنا مباشرة لمكان القصف فشوفنا مشهد اللي حضرتك شوفتيه المشهد الدامي، طبعا ما كان هيك كان مشهد الجثث والأشلاء على الأرض... سمعنا صوت صاروخ غير معتاد صوت انفجارات متتالية، انفجاران أو ثلاثة متتاليات واشتعلت النيران وصارت تطلع الدخنة (الدخان)»
وأضاف «إحنا معتادين على أصوات المسيرات وعلى أصوات المسيرات الانتحارية طبعا. كان الصوت كثيفا جدا وشديدا وقوة الانفجار ما اعتدنا عليها، من 2002 ما سمعنا انفجارا بهذا الزخم. طبعا الصواريخ استهدفت مبنى سكنيا لناس مدنيين آمنين عائلة كاملة مسحت من السجل المدني. بأي ذنب؟ ايش ذنبها؟ عائلة نائمة ومطمئنة في منزلها. أصبح لا يوجد أمان للشعب الفلسطيني ومن حق الشعب الفلسطيني تشريع المدافعة عن نفسه».
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن 18 شخصا على الأقل لقوا حتفهم من بينهم عائلة مؤلفة من خمسة أفراد في شقة في نفس المبنى.
وقال فيصل سلام، رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم «ما حصل في طولكرم هو صورة مصغرة لما يجري في غزة من استهداف المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ وقتلهم بدم بارد بالقصف بطائرات أف 16».