200 فلسطيني يتنفسون الحرية مقابل 4 مجندات إسرائيليات
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات":
أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح أربع مجندات إسرائيليات من بين الرهائن لديها اليوم مقابل الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وذلك تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في غزة.
وصعدت الجنديات الإسرائيليات الأربع اللواتي سلمتهن حماس السبت في إطار اتفاق الهدنة، على منصة في مدينة غزة، ورفعن أيديهن بالتحية باسمات، وسط حشد شعبي وانتشار مسلّح، في استعراض قوة جديد للحركة الفلسطينية.
وخرجت الرهائن الأربع من مركبات بعضها أبيض والآخر أسود رُكنت وسط ميدان فلسطين، إحدى ساحات المدينة، وقد أحاط بهن مقاتلون فلسطينيون شكّلوا حاجزا بينهن وبين الحشود التي تجمّعت في المكان. كن يحملن على أكتافهن حقائب خفيفة عليها شعار حركة حماس، فيها "هدايا".ولوّحن بأيديهن للحشود، ورفعن إبهاماتهن وسط تصفيق حار وهتافات.
كان واضحا أن حماس أرادت هذه المرة رؤية أوضح خلال عملية التسليم، بعد تسليم ثلاث رهائن الأسبوع الماضي في ساحة أخرى من غزة،بين الحشود فأقامت المنصة لعرض المجندات بلباسهن العسكري.
وبعد إنزالهن عن المنصة، سُلّمت الشابات الأربع الى الصليب الأحمر الدولي الذي كان ينتظر بسياراته البيضاء في المكان.
وكان عشرات المسلحين الملثمين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وصلوا إلى ميدان فلسطين بالزي العسكري في سيارات دفع رباعي ودراجات نارية. وتوزعوا وسط الميدان الذي حوّلت الحرب أرضيته إلى أتربة.وكان بعضهم يحملون رايات الحركتين الإسلاميتين ويعصبون رؤوسهم بالأوشحة الخضراء.
واستقبلتهم الحشود بالهتافات لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ورشّت عليهم امرأة الزهور، بينما كان عدد منهم يلتقط الصور بكاميرات كبيرة، فيما الناس يصوّرون بهواتفهم.
وقالت مصادر من الحركتين إنهما نشرتا نحو 200 مقاتل من كتائب عز الدين القسام، وسرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، لتأمين ميدان فلسطين.وصعد العشرات بينهم أطفال فوق تلة من ركام الأبنية للتفرّج على عملية التسليم.
وقرب شاحنات صغيرة محمّلة بأسلحة ثقيلة، جلس أحد موظفي الصليب الأحمر الذي كان يرتدي سترة حمراء على كرسي وأمام مكتب جهزه المقاتلون، إلى جانب مقاتل في حماس عصب رأسه بشارة الحركة الخضراء.وخلفهما، أكوام من الحجارة من آثار القصف وعلم كبير لفلسطين.
ووقع الرجلان على وثيقة الإفراج عن الرهائن.ورُفعت في المكان لافتة بالعبرية كتب عليها "الصهيونية لن تنتصر".
وتمّ اقتياد كل من دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي خلال هجوم حماس من قاعدة مراقبة عسكرية في تجمّع ناحل عوز السكاني، حيث كن يشاركن في مراقبة المنطقة.
وأمضت الجنديات 477 يوما من الاحتجاز في قطاع غزة.
وفي تل أبيب، تجمّع حشد من الإسرائيليين لمواكبة الإفراج عن الرهائن الأربع. وكانت شاشات عملاقة تنقل مباشرة عملية التسليم الى الصليب الأحمر في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الرهينات التقوا مع أسرهن بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحهن.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا ظهرت فيه الرهينات وهن يحتضن آباءهن بشدة بينما علت الابتسامة وجوههن.
وشوهدت حافلات تقل الفلسطينيين المفرج عنهم وهي تغادر سجن عوفر العسكري في الضفة الغربية المحتلة، بعد وقت قصير من إطلاق سراح الرهينات. وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنه تم إطلاق سراح جميع المحتجزين وعددهم 200.
وأظهرت قائمة نشرتها حماس أن من بين المفرج عنهم مدانين يقضون عقوبة السجن المؤبد.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه سيتم ترحيل نحو 70 من المفرج عنهم إلى مصر و16 إلى غزة والباقين إلى الضفة الغربية.
وعملية التبادل التي تتم غداً هي الثانية منذ بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد الماضي. وشملت العملية الأولى الإفراج عن ثلاث رهينات إسرائيليات مقابل 90 سجينا فلسطينيا.
ووافقت حماس على الإفراج عن 33 رهينة من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والجرحى خلال المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر ستة أسابيع مقابل مئات المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بينما تنسحب القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في قطاع غزة.
وفي المرحلة التالية، سيتفاوض الجانبان على تبادل باقي الرهائن ومن بينهم الرجال في سن الخدمة العسكرية، وعلى انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي دمره القتال والقصف الإسرائيلي في حرب دامت 15 شهرا.