No Image
الاقتصادية

وادي عربوت.. كنز طبيعي وملاذ للحياة البرية بمحافظة ظفار

04 سبتمبر 2024
الأشجار المزهرة تضفي ألوانًا زاهية على المشهد
04 سبتمبر 2024

تجاوزت الساعة الثالثة عصرًا عندما أوقفنا سيارتنا ذات الدفع الرباعي على إحدى القمم المطلة على وادي عربوت من الجهة الغربية. بدأنا، أنا ومرافقي سعيد تبوك، رحلتنا التي استغرقت حوالي أربع ساعات مشيًا على الأقدام، مستخدمين العصي للتوازن خلال الانزلاقات الطينية، ومررنا عبر الغابات الكثيفة والحشائش المنتشرة في المنطقة. كان هذا يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا بسبب صعوبة الطريق وكثرة التشعبات بين الصعود والهبوط.

تجولنا في بعض أرجاء وادي عربوت لالتقاط صور تعكس جماله وشلالاته المتدفقة بغزارة، ولإظهار الأماكن السياحية البكر في محافظة ظفار. كان النزول إلى الوادي شاقًا، خاصة في فصل الخريف بسبب تبلل الطين وصعوبة المشي عليه، مما يزيد من خطر الانزلاق والإصابات.

عندما وصلنا إلى قاع الوادي، استقبلتنا قنوات مائية طبيعية تتدفق من عيون مائية، تشبه الترع، لكنها كثيرة العدد ومسطحة، مما يخلق منظرًا يدهش الناظرين. تمتد هذه القنوات على طول الوادي حتى تصل إلى قمة الشلال، حيث تزداد جمالًا وكثافة، وكأنها تعزف ألحانًا مائية ممزوجة بأصوات الطيور والعصافير.

يتميز وادي عربوت، الواقع في منطقة قيرون حيريتي بولاية صلالة، بأنه من المواقع الطبيعية البكر في محافظة ظفار، حيث يصعب وصول المركبات إليه، مما يحافظ على طبيعته ويمنع العبث به. تتواجد هنا أشجار نادرة وكثيفة، وتمتد المساحات الخضراء على مد البصر، بينما تبرز الصخور العملاقة بتكويناتها الجغرافية كتحف نحتتها الطبيعة.

في أعماق الوادي، يمكن رؤية أنواع مختلفة من الحيوانات البرية مثل النمر العربي وحيوان الوبر، بالإضافة إلى طيور وفراشات ملونة. نحن في محمية طبيعية، حيث تنظر إلينا هذه الكائنات باستغراب قبل أن تختفي بين الصخور، بينما تضفي الأشجار المزهرة ألوانًا زاهية على المشهد.

كما يتمتع الوادي بعدد من الكهوف الجبلية التي كانت تستخدم سابقًا كأماكن آمنة للأهالي وحيواناتهم خلال الأنواء المناخية الشديدة التي تتعرض لها المحافظة.