معرض العسل والتمور الدولي يفتح آفاق الاستثمار والتوسع التجاري
- المعرض قلل الفجوة بين الشركات وساهم في تحسين الإنتاج والجودة
شهد معرض العسل والتمور الدولي إقبالا واسعا من الزوار ومشاركة متنوعة من رواد الأعمال والحرفيين والمصانع المحلية والدولية، حيث استعرض المشاركون تجاربهم وخبراتهم في تطوير صناعاتهم ومنتجاتهم في مختلف المجالات مثل تصنيع وتغليف التمور، والحرف اليدوية، وإنتاج الأغذية، وأكد مشاركون لـ"عمان" أن المعرض كان منصة ساهمت في تعزيز التعاون والتبادل التجاري، ودعم الابتكار، إلى جانب تمكنهم الاستفادة من التقنيات الحديثة وتوسيع قاعدة عملائهم محليًا ودوليًا، وأشاروا إلى أهمية المعرض في تعزيز الروابط بين الجهات الإنتاجية المحلية والدولية، وكان للمعرض دور بارز في الصناعات التحويلية والتسويقية وتوفيره فرصا لترويج المنتجات.
ويعد علي بن يعقوب السيابي، صاحب مصنع تمور سمائل من المشاركين البارزين في المعرض، إذ أشار إلى أن المصنع تأسس في عام 1994 بجهود ذاتية، مردفا أن منذ ذلك الحين شهد المصنع تطورات ملحوظة في مجال الإنتاج والتسويق، مضيفا أن المصنع يعمل بطاقة إنتاجية تتراوح بين 500 إلى 1000 طن سنويًا، مؤكدا على تطوير المعدات والمنتجات بشكل مستمر، وخلال مشاركته في معرض العسل والتمور الدولي ذكر أهمية الصناعات التحويلية التي يقوم المصنع بإنتاجها مثل دبس التمر، ومربى التمر، وعجينة التمر، وقهوة النوى، مضيفا أن المصنع يعمل ويخطط لابتكار منتجات جديدة مثل زيت نوى التمر.
وأوضح أن المشاركة في المعرض تشكل جزءا أساسيا من استراتيجية المصنع لتطوير عملية الإنتاج من النخيل، وأكد على الاستفادة من مشاركة الآخرين في المجال بتقنيات حديثة ومعدات متاحة في المعارض تسهم في تحسين عمليات الإنتاج، كما وقع اتفاقية مع شركة بيت النخلة لتسويق أحد المزارع المملوكة للمصنع، لافتا إلى أن المشاركة تضفي تعزيز التعارف وتبادل الأفكار مع الشركات اللوجستية، والجهات الحكومية، وشركات التغليف والمعدات، والتي بدورها تقلل الفجوة بين الشركات وتساهم في تحسين الإنتاج والجودة، والبحث عن فرص جديدة للتعاون والتصدير، مضيفا أن منتجات المصنع متاحة في مختلف المراكز التجارية في سلطنة عمان، مضيفا أن المصنع يصدر إلى الأسواق الخارجية منذ أكثر من 20 عاما، موضحا أنه يصدر نسبة 70% من الإنتاج بشكل سنوي إلى دول شرق آسيا وأوروبا، في حين يسوق للاستهلاك المحلي ما نسبته 30% من المنتجات، كما أوضح أن الأصناف الفاخرة من التمور تباع كخام، بينما يتم استخدام الأصناف الأخرى في الصناعات التحويلية.
"نضيد للتمور"
أما عمر بن بدر السيابي، صاحب المشروع المنزلي "نضيد للتمور" استعرض في المعرض تجربته الناجحة من خلال تحويل مشروع منزلي صغير إلى علامة تجارية لاقت إقبالاً واسعاً، حيث بدأ المشروع في عام 2017م، ويتميز بخلطاته الخاصة من التمور ومعمول التمر والطحينة، ونجح في بناء قاعدة عملاء كبيرة من خلال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الهدف من مشاركته في المعرض هو الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع وتعزيز الوعي بعلامته التجارية، ويرى أن المعرض كان فرصة مهمة للتفاعل المباشر مع العملاء وللترويج لمنتجاته بشكل أكثر فعالية، كما أكد لحصوله على مذكرات تعاون في التسويق.
"باسقات العز"
في حين أوضح ياسر بن حميد الحارثي، صاحب مصنع "باسقات العز" لتغليف التمور أن مشاركته كانت لأول مرة في المعرض، مشيرا إلى أنها كانت فرصة كبيرة لاكتساب الخبرة والمعرفة، وبناء علاقات مع شركات توفر له مكائن ومعدات بأسعار منافسة، وأكد أن المعرض ساهم في زيادة عدد المسوقين لمنتجاته، من بينهم أصحاب محلات في محافظة مسقط ومحافظتي الباطنة والشرقية، إلى جانب توقيع اتفاقيات لتوزيع منتجات التمور، مما وسع قاعدة عملائه في مختلف محافظات سلطنة عمان، كما زاد من ثقته لتطوير المصنع بأحدث التقنيات لنشر منتجات المصنع محليا ودوليا، وأوضح الحارثي أن بداية مشروعه كانت بشراء مكائن لتغليف التمور، ثم عمل على تطويره لاحقًا بإضافة مكائن لفرز النوى، وعجن التمور، وفرن خاص للتمور، وذلك منذ حوالي ثلاث سنوات، كذلك استطاع الاعتماد على الأيدي العمانية بتوظيفها في المصنع، كما بذل جهدا كبيرا في تسويق منتجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
"السعفيات "
من جهتها قالت طريفة بنت جميل الراشدية، من ورشة السعفيات بشمال الشرقية: إن الهدف الأساسي من مشاركتهم في المعرض هو التعريف بمنتجاتهم الحرفية وتسويقها بشكل أوسع، مشيرة إلى أن المشاركة في مثل هذه المعارض تحقق نتائج ملموسة على مستوى التسويق وزيادة الإقبال على منتجاتهم، وأضافت أن المعرض يعتبر وسيلة فعالة للتعريف بالمنتجات والترويج لها بين جمهور واسع، كما تتيح فرصة للتفاعل مع عملاء محتملين من الدول المشاركة من خارج سلطنة عمان.
وأوضحت أنها تدير الورشة بالتعاون مع 26 متطوعة للعمل حسب الطلب، كما أن الورشة متخصصة في إنتاج منتجات مصنوعة من السعف، مثل علب الحلويات والتمور، وصناديق الكلينكس، وحقائب يدوية، وغيرها من المنتجات التي تعتمد بشكل أساسي على السعف العماني التقليدي.
"الابتكار"
في حين أكد فهد بن مسعود الناعبي، الحرفي في مجال الأخشاب عن ورشة منزلية أن الهدف من مشاركته في المعرض هو الترويج لمنتجاته والتعرف على أسواق جديدة، مضيفًا أن المعرض يعد فرصة للتسويق والانتشار على نطاق أوسع، منوها أنه لو لم تكن هناك استفادة مادية مباشرة، فإن الفائدة المعرفية تكفي، لافتا إلى أن التسويق في منتجاته بشكل أساسي يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقوم الناعبي بالاستفادة من الأخشاب المحلية المتوفرة في سلطنة عمان وتحويلها من مواد الخام إلى منتجات مميزة مثل المسابح، والأقلام، والطاولات، والأبجورات، والساعات، التي تتميز جميعها بأنها مصنوعة من الخشب الطبيعي العماني، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان تزخر بأنواع متعددة من الأخشاب التي يتم التخلص منها عادة عبر الحرق أو الردم، مما يؤدي إلى تلوث بيئي، بينما هذا الابتكار يدعم التدوير والاستفادة من الأخشاب بطريقة حرفية.
"تعاون تجاري"
ومن الجانب الدولي، تحدث خالد القحطاني، مدير التواصل بغرفة الأحساء في المملكة العربية السعودية، عن مشاركة الغرفة من خلال مجموعة من المصانع والشركات المتخصصة في مجال التمور، وأشار إلى أن الهدف من المشاركة هو إتاحة الفرصة للمصانع السعودية للتعرف على المصانع من الدول المشاركة وتعزيز الروابط والعلاقات التجارية بين التجار.
وأوضح القحطاني أن المصانع المشاركة قدمت مجموعة متنوعة من المنتجات الحديثة المرتبطة بالصناعات التحويلية للتمور، وأكد على أهمية مثل هذه المعارض في تعزيز التعاون بين الدول وزيادة فرص التصدير والاستيراد.
"إقبال واسع"
في حين قال زياد بن مرهون الهنائي، صاحب مصنع "لذيذ للأغذية": إن الهدف من المشاركة في المعرض هو تعريف المستهلكين بمنتجاته وتعزيز الترويج للعلامة التجارية، وأشار إلى أن المصنع يتعامل مع شركات الألبان المحلية والمزارع لتوفير المواد الخام، مما يعزز من جودة المنتجات وتوافرها.
وقدم الهنائي تجربته في إنتاج السمن العماني بنكهتين، بالإضافة إلى منتجات اللبنة الطازجة التي تتميز بأربع نكهات مختلفة، وهي متوفرة في جميع محافظات السلطنة عبر المراكز التجارية الكبرى.
من جهتها أشادت بدرية بنت سعيد بن سيف المقبالية عن المشروع المنزلي "تمور الأسيل" من ولاية صحار بأهمية المعرض في مساعدتها على اكتشاف السوق المنافس، بالإضافة إلى زيادة إصرارها لتحويل مشروعها من منزلي إلى مصنع تجاري عند توفر التمويل، كما أعربت عن سعادتها بالإقبال الكبير من الزبائن الذين جربوا منتجاتها، ووجّهت شكرها للقائمين على المعرض لإتاحة الفرصة للمشاركة والاستفادة من الخبرات وتطوير المشروع.
وأوضحت أنها بدأت مشروعها المنزلي منذ 4 سنوات، حين اشترت علبة تمور من صديقة وبدأت بالترويج لها، مما ساهم في بناء قاعدة من الزبائن، ومع زيادة الطلب نالت اقتراح صديقتها بتعلم المهنة وبدأت في تطوير المشروع بزيادة عدد النكهات إلى 7 لتلبية مختلف الأذواق.
"ذوي الهمم"
وشارك فريق سفراء السعادة لذوي الهمم في المعرض بتغليف وبيع منتجات التمور، وأشار الفريق إلى أن المشاركة تهدف إلى تمكينهم من الحصول على فرص اقتصادية، والمشاركة في المعارض يعزز القدرات ويبرز المواهب، كما أن المشاركة تشجع ذوي الهمم على الاعتماد على أنفسهم لتحقيق دخل مادي مستقل.