شمال الباطنة تشهد نقلة نوعية نحو التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي
العُمانية: تسعى محافظة شمال الباطنة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي، مما أسفر عن إنجازات بارزة في مختلف القطاعات خلال عام 2024، وتستند جهود المحافظة إلى رؤية وأهداف مستلهمة من رؤية "عُمان 2040" للارتقاء بالمحافظة إلى مستوى الطموح المستهدف.
وأكد سعادة محمد بن سليمان الكندي، محافظ شمال الباطنة، أن المكتب يراجع باستمرار الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والمخطط القطاعي للمحافظة، ويراعي ترتيب أولويات المشروعات وفق أهميتها وتطلعات المجتمع المحلي، ويجري تنفيذ المشروعات بانتظام وشفافية ضمن إطار "بنك المشروعات"، الذي يضم المشروعات الجاهزة للتنفيذ وفقًا للظروف المناسبة
قال سعادته: إن هناك العديد من المشروعات تم الإعلان عنها، مشيرًا إلى مشروع "الدرة" الذي فازت به محافظة شمال الباطنة بجائزة أفضل مشروع إنمائي لعام 2024. ويعزز المشروع التراث ويدعم النمو الاقتصادي من خلال تطوير المركز التاريخي في ولاية الخابورة، حيث يتضمن إنشاء 95 محلًّا تجاريًّا، و15 محلًّا لبيع الأسماك، و10 مطاعم ومقاهٍ، ومراكز تدريب حرفي، ومركز زوار سياحي، ومرفأ لمراكب الصيد وفندق. كما تشمل منطقة المارينا أسواقًا تراثية ومسارات مشاة، مما سيوفر 372 وظيفة مباشرة و750 وظيفة غير مباشرة، ويعزز الاستدامة الثقافية والاقتصادية ويوفر فرصًا استثمارية جديدة.
ووضح سعادتُه أن دراسة مشروع إعادة تطوير وتأهيل مركز المدينة بولاية شناص تعدّ مشروعًا استثنائيًّا في الولاية الحدودية الواعدة اقتصاديًا، حيث تصل مساحة منطقة الدراسة إلى أكثر من 8 ملايين متر مربع، كما أوضح إن من أهم المشروعات التي يجري تطويرها في ولاية الخابورة هو مشروع تطوير ضفاف الخور الواقع بين قصبية الزعاب وقصبية الحواسنة.
وأكد سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة تشهد نقلة نوعية فيما يتعلق بالمشروعات الاستراتيجية القادمة، حيث يعد ميناء صحار والمنطقة الحرة قاطر العملية التنموية والاقتصادية من خلال مختلف المشروعات اللوجستية والصناعية فيهما، وتجاوز حجم الاستثمار فيهما أكثر من 11.5 مليار ريال عُماني بما يعادل 30 مليار دولار أمريكي، ويتم العمل على استقطاب العديد من المشروعات ذات البعد الاستراتيجي مثل مشروع تزويد السفن بالغاز المسال "مرسى" المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة الذي سيعتمد على الطاقة الكهربائية المولدة من الألواح الشمسية بإجمالي استثمارات تصل إلى 615 مليون ريال عُماني (1.6 مليار دولار أمريكي) وعلى مساحة 44.5 هكتار، إضافة إلى مشروع إنشاء مصنع يونايتد سولار للبولي سليكون بالمنطقة الحرة بقيمة تتجاوز 500 مليون ريال عُماني (1.3 مليار دولار أمريكي) وبطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا ومن المتوقع افتتاحه في العام القادم.
وقال سعادتُه: إن هناك عددًا من المشروعات المرتبطة بالقطاع الصناعي سواء في المنطقة الحرة أو في مدينة صحار الصناعية، كما سيتم إنشاء مدينة السويق الصناعية التي من المتوقع بتكاملها مع ميناء السويق أن تكون داعمًا للحركة الاقتصادية في المحافظة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام.
وأشار سعادتُه إلى أن من المشروعات ذات البعد الاستراتيجي التي يتم العمل عليها في محافظة شمال الباطنة، مشروع سكة الحديد العُمانية الإماراتية (صحار- أبوظبي) باستثمارات تصل إلى مليار و150 مليون ريال عُماني (3 مليارات دولار أمريكي) بطول 238 كم، كما أن العمل جارٍ على استكمال المرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي من ميناء صحار إلى خطمة ملاحة، والجزء المتبقي بين ولايتي بركاء والسويق، إضافة إلى إنشاء جسر علوي بدوار السويق ليصل حجم الاستثمارات في القطاعات المختلفة إلى أكثر من 2.5 مليار ريال عُماني عبر مشروعات متعددة.
وأضاف سعادتُه أنه من المتوقع العمل على مشروع مدينة صحار المستقبلية بمساحة تصل إلى 7.12 مليون متر مربع، ليوفر المشروع خيارات سكنية متعددة إضافة إلى العديد من الأنشطة التجارية والترفيهية وليكون مركزًا تجاريًّا جديدًا في ولاية صحار، ويتم العمل حاليًّا على المخطط الرئيس لمدينة صحم الزراعية لتعزيز قطاع الأمن الغذائي وإيجاد فرص الأعمال لأبناء المحافظة.
ووضح سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة تعمل على تعزيز الأنشطة الاقتصادية المختلفة في المحافظة عبر استقطاب عدد من مشروعات الاستثمار البلدي في الأنشطة التجارية والترفيهية، إذ يصل حجم المشروعات الاستثمارية الجاري العمل عليها قرابة 14 مليون ريال عُماني.
وأكد سعادةُ محافظ شمال الباطنة على أن القطاع البلدي له دور كبير في النهوض بمستوى الخدمات المقدمة في المحافظة من خلال الصلاحيات التي مُنحت له في المشاركة الفاعلة في تنمية المحافظات وتطويرها، وسبل الاستثمار والاستدامة فيها، وحماية مصالح الدولة والأملاك العامة.
أشار سعادته إلى التعاون المستمر بين محافظة شمال الباطنة ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني من خلال اجتماعات وحلقات عمل لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية العمرانية بالمحافظة، ويقوم مكتب المحافظ بمراجعة 441 مشروعًا ضمن هذه الاستراتيجية، وتقييم فعاليتها وإمكانية تنفيذها بمشاركة جميع الأطراف المعنية من مؤسسات عامة وخاصة.
وقال سعادتُه: إنه تم الإعلان عن مشروع "حي مجد" بمنطقة مويلح بولاية صحار، الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة، ويضم أكثر من 1000 وحدة سكنية على مساحة أرض تزيد على 400 ألف متر مربع، ويتميز بمرافق تعزز جودة الحياة، كما يجري العمل على إعداد مشروع "المدينة الزراعية" بولاية صحم، الذي يسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في تطوير القطاع، وتعزيز الاستدامة والرفاه الاجتماعي مما يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
ووضح سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة شهدت تنظيم العديد من المهرجانات والفعاليات التي أحدثت حركة سياحية كبيرة وأسهمت في الترويج للتراث والتاريخ والطبيعة والمقومات السياحية المتنوعة في المحافظة، حيث تم تنظيم عدة مهرجانات في المحافظة كان لها دور كبير في تعزيز السياحة الداخلية وجذب الزوار من مختلف محافظات سلطنة عُمان وخارجها، حيث أظهرت نتائج إيجابية إلى تزامننا مع المخيمات الشتوية، مما أسهم في رفع مؤشر نمو القطاع السياحي في العام 2023 إلى 7.4 بالمائة.
فيما يخص المشروعات التراثية والسياحية، ذكر سعادته إنجاز المرحلة الرابعة من الحفريات الإنقاذية في منطقة صحار الحرة، حيث تم الكشف عن 44 مدفنًا أثريًا. كما تم الإشراف على بعثات من جامعة السلطان قابوس وجامعة درهام في قلعة صحار، وبعثة هولندية من جامعة لايدن في وادي الزهيمي. وتم توقيع اتفاقية إدارة حصن شناص وتطوير متنزه حميراء، بينما انتهت أعمال ترميم سور المغابشة في ولاية السويق، مع استمرار الترميم في سور آل هلال، بالإضافة إلى تنظيم "مخيم صحار الشتوي".
وحول استراتيجية العمل الاجتماعي بمحافظة شمال الباطنة قال سعادتُه: إنه يعمل مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمحافظة لتحقيق محاور رؤية "عُمان 2040"، وتحديدًا فيما يتعلق بمحور الإنسان والمجتمع، حيث تم تنفيذ عدد من الفعاليات الهادفة إلى الارتقاء بفئات المجتمع المختلفة.
وفيما يتعلق بقطاع النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بمحافظة شمال الباطنة، بيّن سعادتُه أن المحافظة شهدت تطورات مهمة وعززت البنية الأساسية، وربطت مختلف المناطق بشكل أفضل، حيث قاربت ازدواجية وصلة شناص التي تربط طريق الباطنة العام بالطريق السريع من الانتهاء وبلغت نسبة الإنجاز فيها 99.9 بالمائة، فيما وصلت نسبة الإنجاز في ازدواجية وصلة الخابورة التي تربط الطريق السريع إلى 95.29 بالمائة، إضافة إلى ذلك تستمر الأعمال في ازدواجية وصلة لوى لتحسين الربط بين طريق الباطنة والطريق السريع.
كما أفاد سعادة محافظ شمال الباطنة بتنفيذ تحسينات على طريق وادي حيبي وإصلاح البنية الأساسية في المناطق المتضررة من الحالة المدارية "شاهين"، مع استكمال 91% من أعمال نفق الصبيخي وضيان البوارح، كما يتم العمل على تصميم وتنفيذ وصلات طرق في ولاية شناص، واستكمال المرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي، وصيانة 1801.2 كيلومتر من الطرق الترابية في المحافظة.
وفي إطار دعم جهود التحول الرقمي، وضّح سعادتُه أن مكتب محافظ شمال الباطنة نظّم بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حلقات عمل في مجال التحول الرقمي الحكومي؛ لدعم المعرفة بالبرامج التنفيذية للاقتصاد الرقمي، وتسريع عمليات التحول الرقمي في الخدمات الحكومية.
وحول المسيرة التعليمية في محافظة شمال الباطنة أكد سعادتُه على أنها تشهد تطورًا ملموسًا حيث يتم التركيز على البحث العلمي والابتكار والنهوض بالقدرات الوطنية وفقًا لأهداف رؤية "عُمان 2040".
وفي إطار جودة التعليم في المحافظة عملت المديرية العامة للتربية والتعليم وفقًا لرؤية وزارة التربية والتعليم التي تنص على "تعليم عالي الجودة مدمج بالتقانة، متعدد المسارات، يعزز الابتكار وريادة الأعمال، ويبني المهارات"، وهو ما يتماشى بشكل وثيق مع أولويات رؤية "عُمان 2040".
وأشار سعادته إلى أن إجمالي المدارس الحكومية في محافظة شمال الباطنة بلغ 235 مدرسة، في حين بلغ عدد المدارس الخاصة 201 مدرسة حتى عام 2024م، كما بلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة بالمحافظة للعام الدراسي (2023/2024) نحو 156 ألفًا و535 طالبًا وطالبة، وبلغ عدد المعلمين العُمانيين بالمحافظة 11 ألفًا و079 معلمًا ومعلمة.
وذكر سعادته أن محافظة شمال الباطنة حققت إنجازات مميزة خلال العام الدراسي 2023/2024، منها الفوز بالمركز الأول في المؤتمر الدولي للمركبات غير المأهولة، وتأهل شركة "وارف" الطلابية لتمثيل عُمان في المسابقة الإقليمية لإنجاز العرب 2024، وحصول شركة "يل أو يانا" على المركز الثاني كأفضل شركة طلابية ضمن برنامج "عُمان وجهتي".
أوضح سعادته أن مؤسسات التعليم العالي تسهم في تأهيل الكفاءات البشرية، ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال، وتعزز مكانتها عالميًا عبر الشراكات الدولية. كما تعمل على تسهيل الخدمات إلكترونيًا، وتربط القطاع الأكاديمي بالصناعي من خلال منصة "إيجاد" الرقمية لتحقيق تكامل "رؤية عُمان 2040" ودعم تطوير رأس المال البشري وتوفير فرص تعلم للشباب.
وذكر سعادتُه أنه يعمل باستمرار وبتنسيق دائم مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمتابعة خططها في تطوير رأس المال البشري، وتوفير الفرص لجيل الشباب لاكتساب المعرفة والمهارات الضرورية لتنمية البلاد، مع التركيز على تعزيز البحث العلمي والابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، وإيجاد ثقافة التعلم مدى الحياة وبحث تطوير الكليات المهنية في محافظة شمال الباطنة.