شركات ناشئة تحول أفكارها المبتكرة لأعمال ومنتجات تجارية ناجحة
يسعى مركز الابتكار الصناعي من خلال برنامج الابتكار في الشركات الناشئة إلى تحويل الأفكار الابتكارية إلى منتجات والمتاجرة بها، وتنمية قدرات رواد الأعمال العمانيين على الابتكار، ودعم رواد الأعمال لتمكين منتجاتهم من اختراق الأسواق المحلية والدولية، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تحقيق عوائد اقتصادية مجزية، وبناء شبكة من رواد الأعمال الصناعيين المبتكرين.
ويساهم المركز في تحويل أفكار الشركات الناشئة المبتكرة إلى أعمال تجارية على أرض الواقع، والتي بدورها ستساهم أثناء نموها على إيجاد فرص وظيفية والمساهمة في الاقتصاد الوطني.
أفكار جديدة ومبتكرة
تقوم شركة "تجريد" لرئيسها التنفيذي محمد الحجري بصنع منتجات فريدة من عبق الحرف التقليدية، وتعمل على استغلال مخلفات الرخام والخشب والمعادن لابتكار وتصنيع منتجات مثل الأثاث المنزلي والهدايا التذكارية وغيرها.
تعد الشركة إحدى المؤسسات التي عمل مركز الابتكار الصناعي على تأسيسها ضمن برنامج تأسيس شركات ابتكارية ناشئة، حيث عمل البرنامج على دعم وتمويل ومتابعة تأسيس الشركة.
ويقدم المختصون في برنامج الشركات الناشئة التابع للمركز مختلف الخدمات للشركة مثل الاستشارات المالية، والبرامج الابتكارية الأمر الذي يعزز من استمرارية الشركة وتقدمها، وعمل المركز على ربط عدد من الخبراء والاستشاريين مع شركة تجريد، والذي ساعد الشركة في الحصول على مشاريع حكومية وخاصة.
وأتاح البرنامج للشركة الحصول على التمويل المناسب للمعدات المستخدمة في الورشة وتغطية التكاليف التشغيلية.
وتتنوع منتجات شركة "تجريد" بين طاولات الطعام، وطاولات القهوة، والطاولات الجانبية، وطاولات المطبخ، وتجهيزات الإضاءة، والرفوف، والخزائن وديكورات الحائط، وتلقى الحرفيون في شركة تجريد تدريبيا كافيا بالتعاون مع مركز الابتكار الصناعي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة: "حصلنا على فرصة عظيمة حقا من مركز الابتكار الصناعي؛ إذ كان هذا البرنامج مصدر إلهام لنا لنخرج بأفكار جديدة ومبتكرة، وساعدنا على الاستفادة من قوة الابتكار لجعل هذه الأفكار واقعا ملموسا، وقد كان بمثابة العون لنا لتحقيق هذا النجاح في شركتنا".
الانطلاق للأسواق العالمية
ويعد مشروع بحر المسرة للرئيسة التنفيذية فرحة الكندية أحد المشاريع التي تأسست عام 2019، ويعمل على إنتاج منتجات بحرية بطريقة مبتكرة تجمع بين النكهة التقليدية، واللمسة العصرية لتلبي احتياجات المستهلك المحلي والخارجي.
وقالت المهندسة فرحة الكندية: "بحكم خبرتي العملية في قطاع الصناعات السمكية، واستغلالا للموارد البحرية التي تتمتع بها السلطنة التي لم تستغل الاستغلال الأمثل، ورغبة مني في توفير فرصة عمل للعديد من المجتمعات النسائية، قررت العمل على مشروع بحر المسرة بدعم ومتابعة وإشراف من مركز الابتكار الصناعي".
وأصافت: "عمل المركز أولا على تأهيلي وتدريبي وتخرجت كأخصائية ابتكار صناعي، ثم أرسلني إلى ماليزيا التقيت هناك ببيوت خبرة ماليزية متخصصة في قطاع الصناعات السمكية، بعد ذلك عمل المركز على دعوة فريق ماليزي متخصص في المجال زارني للمصنع لمدة أسبوع، وعمل على تدريبنا أنا وعدد من النساء العمانيات على عمليات التصنيع، ونحن نعمل اليوم بهذه القاعدة المعرفية العميقة على منتجات سمكية بقيمة مضافة، كما نقوم بتدريب عدد من الكوادر النسائية العمانية، على أمل أن ننطلق قريبا بمنتجاتنا للأسواق العالمية، وفي طور تحويل المصنع لحاضنة مركزية متخصصة في الصناعات السمكية يعمل عليها المركز لتكون متاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة".
مشيرة إلى أن المشروع يقدمم عددا من المنتجات كالمالح العماني المطور، وبرجر السمك، ومخلل الحبار، والسمك المدخن.
خبرات دولية ومحلية
من جانبه اتبع معاذ الصبحي نهجا جديدا في صناعة أعلاف الحيوانات الأليفة من ثروة عمان السمكية، ويعد مصنع "رسين" إحدى الشركات الناشئة التابعة لبرنامج تأسيس شركات ابتكارية ناشئة، حيث عمل المركز على دعم وتمويل تأسيس الشركة التي يملكها المبتكر الصبحي، فالمنتج الأول من رسين عبارة عن أعلاف للقطط بإسم بسين، كما يعمل المصنع أيضا على إنتاج أعلاف الكلاب ومكملات الحيوانات الأليفة.
وتعمل الشركة على إنتاج منتج “بسين” من المصنع الكائن في المنطقة الصناعية في ولاية بركاء بوصفة فريدة ومبتكرة، تحتوي على 87% من البروتين من الأسماك العمانية، إضافة إلى احتوائها على الفيتامينات الحيوية والعناصر الغذائية الأساسية.
وعمل المركز كحلقة وصل بين شركة رسين وبين ما تحتاجه من خبرات دولية ومحلية في المجالات الفنية والتجارية والإدارية والمالية، في كل مرحلة من مراحل رحلة ابتكارات رسين، فجميع منتجات رسين عبارة عن علامات تجارية مسجلة؛ حيث تعمل الشركة على حماية منتجاتها المبتكرة بالتعاون مع مركز الابتكار الصناعي، وذلك عبر تسجيل ملكياتها الفكرة.
ويعد منتج بسين أول طعام مخصص للقطط بصناعة عمانية، وقد تمت في تصميمه مراعاة معايير التغذية اليومية التي توصي بها جمعية مسؤولي مراقبة الأعلاف الأمريكية، وحازت منتجات رسين على اهتمام واسع من جميع أنحاء المنطقة، وتطمح الشركة لدخول سوق التصدير قريبا.
وتحدث معاذ الصبحي قائلا: يمكن القول إن الدعم الذي يقدمه مركز الابتكار الصناعي دعم شامل ودقيق؛ لدرجة أنهم أرسلوني في رحلة بحثية إلى ماليزيا، هذه المرحلة من رحلة الابتكار تختلف اختلافا كبيرا عن برنامج الشركات الناشئة، وتعكس قوة الدعم المقدمة من مركز الابتكار الصناعي لتسريع تأسيس شركات مثل رسين".
التطور ومواكبة الابتكار
من جانب آخر تحدث عبدالرحمن الحجي مؤسس شركة رائد، قائلا: نقوم في الشركة بصناعة منتجات الروبوت والذكاء الاصطناعي، حيث تأسست الشركة في عام 2016، وانضممنا إلى برنامج الابتكار للشركات الناشئة التابع لمركز الابتكار الصناعي للحصول على المساعدة في إنشاء الشركة بالسرعة المناسبة، وقد حصلنا على دعم كبير من المركز ماليا وفنيا، مما سرع من عملنا وساعدنا على تحقيق نتائج عملية".
وأضاف: "اخترنا الانضمام إلى برنامج الابتكار للشركات الناشئة التابع لمركز الابتكار الصناعي لعدد من الأسباب، كمفهوم البرنامج وأهدافه، كما اخترناه لما لمسناه من جهود المركز للتطور ومواكبة الابتكار في جميع أنحاء العالم".
وتقوم الشركة بتقديم عدد من المناجات، كالروبوتات التعليمية، والدورات التقنية، والمعلومات التقنية، والحلول الهندسية للشركات، ونوادي الروبوتات للمؤسسات والمدارس، وأدوات مبتكرة للشركات والمدارس والنوادي والمؤسسات.
وقال الحجي: "طموحنا لا حدود له، ونسعى لجعل شركة رائد المؤسسة الرائدة في المنطقة للروبوتات والذكاء الاصطناعي، وأن نكون المرجع الأول في هذا المجال خلال السنوات الخمس القادمة، ونهدف إلى توفير نظام من الأدوات لإدخال الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مجتمعاتنا ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة".
تسريع وتيرة الابتكار
كما تقدم شركة كيندوز التي كانت بدايتها الفعلية عام 1997 عددا من الحلول للمشاكل التي تواجه الزبائن، كحلول الشبكات والاتصالات، وأنظمة الأمن والسلامة، والميكاترونكس، والمنازل الذكية وأتمتتها.
وقد تلقت الشركة تمويلا بنسبة 50% من مركز الابتكار الصناعي لتسويق المقترح الابتكاري للشركة، وساعد التمويل المقدم من المركز على تسريع وتيرة الابتكار في الشركة، وتحرك عملية التصنيع، وتمكنت من إدخال أنظمتها في السوق في أسرع وقت ممكن.
وتتميز الشركة عن منافسيها بأن نظامها مبرمج من الصفر بناء على المتطلبات المحلية، وقابل للتخصيص بالكامل وفقا لاحتياجات الزبائن، بالإضافة إلى ذلك فقد طورت الشركة نظامها بالكامل تحت برنامج واحد وإدارة واحدة، على عكس الأنظمة الأخرى في السوق التي هي عبارة عن مجموعة من أنظمة متعددة ذات واجهات إدارة مختلفة أو واجهات معقدة.