هكذا يرى شي جين بينج العالم
ترجمة: أحمد شافعي -
خطا شي جين بينج إلى مقدمة المسرح وفي يده ورقته الاقتراعية، لم يكن من شك يحيط بالنتيجة، لكن المندوبين المجتمعين في قاعة الشعب الكبرى في بكين أقاموا طقوس التصويت برغم ذلك، كان ذلك في مارس من عام 2018 وقد طلب البرلمان الصيني بالتصديق على مقترح بحذف شرط تحديد الولاية الرئاسية ولم يكن من عائق دستوري سوى ذلك يحول دون بقاء الرئيس شي في السلطة مدى الحياة. تقدم هو أولا، وصفق كبار المسؤولين الجالسين من ورائه تصفيقا مرح اللحن بينما يدلي شي بصوته، ثم اصطفوا جميعا ليقوموا بمثل ما قام به.
استغرق الأمر محض دقائق لمحو أربعة عقود من التقدم باتجاه القيادة الجمعية في الصين، وتم التصديق على المقترح بتأييد 2958 صوتا في مقابل اعتراض صوتين وامتناع ثلاثة، إذ يحلو للحزب الشيوعي الصيني أن يحافظ على مظهر المعارضة، لا جوهرها، فلم يحدث بعد أن رفض البرلمان مشروع قانون واحدا. وتعد الرئاسة هي الأقل أهمية بين ثلاثة مناصب يحتلها شي بوصفه رئيسا للصين -بجانب الأمانة العامة للحزب الشيوعي الصيني ورئاسة اللجنة العسكرية المركزية- لكنه المنصب الوحيد الذي كان مصحوبا بتقييد رسمي لمدة توليه. وكان حذف تلك القيود هو أوضح إشارة حتى الآن على أن الرئيس شي لا ينوي التنحي، مثلما فعل سلفاه من قبله، بعد قضاء كل منهما ولاية السنوات الخمس مرتين. أما هو فقد فكك الضمانات القائمة منذ وفاة ماو تسيدونج سنة 1976.
مضى شي بثبات في تعزيز السيطرة السياسية خلال العقد الأول من توليه السلطة، مستبعدا خصومه ومركزا السلطة في يديه، أسبغ على فلسفته السياسية «فكر شي جين بينج في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد» الطابع الدستوري وبدأ المسؤولون يصفونه بـ «قائد الدفة»، مستعيدين أناشيد ماو الذي كان معروفا «بقائد الدفة العظيم». وتتنافس منابر الحزب الدعائية في كيل الثناء له واصفين إياه بـ«ربان النهضة العظيمة» (وهي إشارة أخرى من عهد ماو) أو يجمعون بين الوصفين في «الربان الأول على الدفة». فحاز شي ألقابا كثيرة للغاية ورأس شخصيا العديد من مجموعات العمل حتى بات يقال عنه «رئيس كل شيء».
قالت لي سوزان شيرك رئيسة مركز الصين للقرن الحادي والعشرين في جامعة كاليفورنيا سان دييجو ومؤلفة كتاب «التجاوز: كيف خرجت الصين عن مسار صعودها السلمي؟» إن «هناك الكثير من المخضرمين الذين روعتهم نهاية القيادة الجمعية والرجوع إلى حكم الفرد القوي، وهم شديدو الانتقاد لعودة العملية التعسفية في صنع القرار ولسوء تقديرات الرئيس» ونبهت سوزان شيرك إلى صعوبة قياس مدى انتشار هذه الأقوال لأن النقد العلني لشي بات شديد الخطورة في الصين. قالت: إن «كثيرا من نتائج الدراسات المسحية تشير إلى أنه حتى على المستوى الجماهيري، لا يشعر الناس بارتياح لإلغاء التداول السلمي للسلطة في مستواها الأعلى بعد ولايتين، غير أنهم يشعرون بقلة الحيلة والعجز عن عمل أي شيء».
ولد زعيم الحزب الشيوعي الصيني في ما يعادل أسرة ملكية داخل الحزب، فوالده شي شونجشن كان من الثوار الأصليين الذين قاتلوا إلى جانب ماو خلال الحرب الأهلية الصينية، وصار مسؤولا كبيرا في جمهورية الصين الشعبية الجديدة بعد الانتصار الشيوعي سنة 1949. والتحق شي بمدرسة داخلية للصفوة في بكين مع أبناء كبار القادة الآخرين ونعم بطفولة مرفهة نسبيا، ولكن تم تخفيض منزلة أبيه بعد فقدانه الحظوة لدى ماو فبعثه إلى مصنع جرارات في وسط الصين سنة 1965.
حينما أطلق ماو ثورته الثقافية في العام التالي، وهو يشجع أنصاره الشبان على تجديد روح الثورة وتخليص الصين من أعدائها الطبقيين المفترضين، أخذت الشبهات تحيط بأسرة شي. فاعتقل شي الأب. وسحب ابنه -وعمره 13 عاما- أمام حشد من الناس، وأدانته والدته، قبل أن يتم إرساله إلى الريف للعمل في الحقول والتعلم من المزارعين. وكان للرئيس المستقبلي أخت غير شقيقة انتحرت.
وبرغم ذلك كله انضم شي للحزب في عام 1974 بينما لم يزل والده في السجن، ودرس الهندسة الكيميائية في جامعة تسينجوا المرموقة في بكين من 1975 إلى 1979 باعتباره «طالبا جنديا مزارعا عاملا»، بمعنى أنه اختير لفضائله السياسية لا لسجله الأكاديمي. ثم بدأ العمل موظفا حزبيا، فشق طريقه بثبات عبر المراتب الحزبية. وقد اختار شي -بحسب ما نقلته برقية دبلوماسية أمريكية عن صديق له- طريق النجاة فأصبح «أكثر احمرارا من الحمر».
بعد أن مات ماو سنة 1976، أعيد تأهيل الكثير من المسؤولين الذين طردهم -ومنهم والد شي- ورحب بهم الحزب رسميا مرة أخرى في صفوفه، وفي السنوات التالية، كافح ورثة ماو في الحكم إرثه، فقد أرادوا الحفاظ على ذكراه وعلى شرعية الحزب، لكنهم أرادوا أيضا أن يضمنوا ألا يوضع قدر كبير من السلطة مرة أخرى بين يدي رجل واحد.
قالت المؤرخة رنا ميتر من جامعة أكسفورد إنه «في الفترة من 1966 إلى 1976، كان في الصين جوهريا حرب أهلية داخلية، وهي حرب أهلية أيديولوجية قلبت البلد رأسا على عقب، وكانت عقيدة عبادة الفرد مما يوحد تقريبا جميع القيادات العليا الذين اجتازوا 1976-1977، فضلا عن قبول فكرة أن الرئيس ماو قد استطاع أن يستولي لنفسه على كل السلطة ويطلق شيئا مثل الثورة الثقافية وأن هذا لن يحدث مرة أخرى».
أصدرت اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني وثيقة في عام 1981 -عنوانها «قرار بشأن مسائل معينة في تاريخ حزبنا منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية»- أثنت على ماو بوصفه زعيما ثوريا عظيما لكنها اعترفت بأن الثورة الثقافية كانت خطأ. كما استحدثت قواعد جديدة بغرض ضمان نظام قيادة جمعية أهم ما فيه هو ألا يخدم قائد أكثر من ولايتين مدة الواحدة منهما خمس سنوات في السلطة.
قالت لي ميتر: إنه «بتنفيذ هذا النظام المحدد، تأسست فكرة أنه بالرغم أن الصين كانت دولة لينينية ماركسية، ولم تزل دولة لينينية ماركسية، فسيكون فيها نظام قائم على قواعد لتغيير القيادة، فلا يتسنى لقائد أن يصبح ذا قوة هائلة».
لم يكن ذلك النظام مثاليا، فقد ظل دينج شياوبينج -الذي ينسب إليه فضل كونه مهندس تلك الإصلاحات- مهيمنا على السياسة الصينية منذ سبعينيات القرن العشرين وحتى وفاته سنة 1997، برغم تسليمه مناصبه الرسمية (إلا منصبه الرسمي الوحيد في سنواته الأخيرة رئيسا الاتحاد الصيني للبريدج). كما احتفظ جيانج تسه مين الذي شغل منصب الأمين العام للحزب من 1989 إلى 2002 بقيادة اللجنة العسكرية المركزية لسنتين ونصف السنة قبل تنازله عن المنصب أخيرا لخلفه هو جنتاو. وواقع الأمر، ومن المفارقات عند النظر بأثر رجعي، أن المرة الوحيدة التي استطاع فيها الحزب الشيوعي الصيني أن يدير انتقالا سلسا للسلطة منذ تأسيس الجمهورية الشعبية سنة 1949 كانت عند نقل السلطة من هو جنتاو إلى شي جين بينج سنة 2012.
انصب تركيز شي على ما اعتبره تجمعا لأخطار محدقة بسيطرة الحزب الشيوعي على السلطة. ففيما كانت الصين تزداد ثراء خلال العقود الأربعة السابقة، باتت أقل مساواة. في الخطاب العام الأول لشي بعد توليه السلطة، في غرفة الاحتفالات في قاعة الشعب الكبرى، حذر من أن الحزب يواجه «الكثير من التحديات الجسيمة» في السنين التالية. وقال: إن «المشكلات القائمة بين أعضاء حزبنا وكوادره من فساد ورشوة وابتعاد عن التماس مع الشعب وإفراط في التركيز على الشكليات والبيروقراطية لا بد من معالجتها بجهود كبيرة» وقال مشجعا إنه «من أجل تشكيل الحديد لا بد من التحلي بالقوة».
أطلق شي حملة مناهضة للفساد على مستوى البلد كله مستهدفة «النمور» و«الذباب» -أي كبار المسؤولين وصغارهم- أوقعت 1.3 مليون شخص في سنواتها الخمس الأولى في شراكها. ولكن الحملة لم تتعلق فقط بالتعامل مع الفساد. فقد مكَّنت الحملة مثلما قالت لي ديانا فو -الأستاذ المساعد بمدرسة مونك للشؤون العالمية والسياسة العامة بجامعة تورنتو- الزعيم الجديد من التخلص من خصومه السياسيين. قالت فو إن: «شي استطاع أن يبعد وانج يانج، منافسه السياسي الأكبر في ذلك الوقت، وكذلك شاو يونجكانج وزير داخلية الصين الأسبق» وكان شاو في السابق من أقوى المسؤولين نفوذا في الصين، وقد خدم مع شي في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وهي الجهة القيادية العليا في الحزب، حيث سيطر على قوات الأمن الداخلي الكبيرة حتى قبل سنتين فقط من اعتقاله في 2014. من خلال استهداف شخص في مكانة شاو، كان شي يبعث رسالة مفادها أنه لا أمان لأحد. وقالت فو إن «هذه الحملة المناهضة للفساد لم تزل مستمرة. فقد شهدنا أخيرا طرد وزير العدل السابق فو شينجوا إثر اتهامات بالفساد ضمن مجموعة من الصفوة غير الموالية لشي». وقد أدين الوزير السابق بالفساد وحكم عليه بالإعدام مع إيقاف التنفيذ في 22 سبتمبر.
كما فرض شي سيطرة أيديولوجية صارمة، فعندما كان مسؤولا متوسط الرتبة كان قد شهد انهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991، ورأى أن فشل الحزب الشيوعي السوفييتي في الحفاظ على قبضة شديدة على ما أطلق عليه «المجال الأيديولوجي» يمثل عاملا أساسيا في زوال القوة العظمى السابقة. وقال لمسؤولي الحزب في خطبة خاصة في ديسمبر 2012 بعد مرور أقل من شهر على توليه السلطة إن «مُثُلهم وقناعاتهم اهتزت، وإنه لم يكن بينهم في النهاية رجل حقيقي، ولم يخرج منهم من قاوم. وكان عاقدا العزم على ألا يقع في الخطأ نفسه».
في أبريل 2013، تداولت وثيقة سرية باتت تعرف بالوثيقة رقم 9 بين مسؤولي الحزب الكبار تحثهم على خوض صراع «مستمر، معقد، مضنٍ» في المجال الأيديولوجي وأن يجعلوا العمل الأيديولوجي أولويتهم العليا. كما أعاد شي التأكيد على دور الحزب في المجتمع، بما فيه القطاع الخاص، إذ أوضح أن مصالح الحزب الشيوعي تأتي في المرتبة الأولى، مهما تكن التكلفة الاقتصادية. وأوجز هذا النهج بقوله «الحزب، الحكومة، الجيش، المجتمع، التعليم ـ الشرق والغرب، الجنوب والشمال، الحزب يقود كل شيء».
قال لي كيفن رود رئيس وزراء أستراليا السابق الذي انتهى لتوه من رسالة دكتوراه في أكسفورد عن رؤية شي للعالم إن «شي جين بينج أصولي أيدولوجيا، فلم تعد الأيديولوجية ورقة توت تنظيرية كما ظلت طوال 35 سنة، أي محض قناع لينيني ماركسي تختفي وراءه جوهريا رأسمالية الدولة. وإنما أعاد شي إحياء اللينينية الماركسية وهو يعتقد اعتقادا إيمانيا أنه في غياب الحزب الشيوعي الصيني لن ينهار البلد وحسب، ولكنه يقينا سوف يعجز عن تحقيق طموحه القومي الكاسح إلى جعل الصين قوة إقليمية وعالمية بارزة بحلول منتصف القرن».
يعتقد رود -الذي يشغل حاليا منصب رئيس جمعية آسيا وله كتاب بعنوان [الحرب التي يمكن تجنبها: مخاطر الصراع الكارثي بين الولايات المتحدة والصين في عهد شي جينبينج]- أن شي بات يرى قيادته ضرورة لكل من قبضة الحزب على السلطة واستمرار صعود الصين. «لذلك فهو يتخلى عن أعراف القيادة الجمعية ويرجع إلى القيادة المركزية من خلال عبادة الشخص، وهو تحديدا شي نفسه، وما يصفه بالعصر الجديد، هو حقبة ما بعد دينج». والنتيجة كما قال رود ستكون «لينينية أكثر حدة، وماركسية أكثر حدة ، وقومية أكثر حدة».
كانت عواقب أصولية شي الأيديولوجية محسوسة داخل الصين والمنطقة على مدار السنوات العشر الماضية. فقد أشرف في الداخل على سلسلة مستمرة من الحملات القمعية التي عصفت بالمجتمع المدني الصيني والتنظيمات الشعبية، وكذلك رواد الأعمال في القطاع الخاص وقطاع التكنولوجيا الناشئ. وتباطأ النمو الاقتصادي في الصين، إذ أعاقت سياسة كوفيد الصفرية الصارمة التي اتبعها شي توقعات الانتعاش، بعد أن أدت هذه السياسة إلى تعرض عشرات ملايين الأشخاص في عشرات المدن للحظر المستمر. في الوقت نفسه، نجد قطاع العقارات الصيني الضخم -الذي ظل لوقت طويل أكثر محركات الصعود الاقتصادي أهمية- للإفراط في الاستدانة فبات على شفا كارثة.
في الوقت نفسه، مضى شي إلى سحق الحريات السياسية الباقية في هونج كونج وحث المسؤولين على «الضرب بيد من حديد» في شينجيانج التي فرض فيها نظام مراقبة خانقا، واعتقل ما يقدر بمليون من الأويجور المسلمين في معسكرات.
ضاعف شي من نهج أسلافه متزايد الحزم في السياسة الخارجية باستعراض قوة الصين العسكرية المتزايدة والإلحاح على مطالبها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وفي الحدود مع الهند وعلى الجزر الخاضعة لسيطرة اليابان، وعلى تايوان وهي الحالة الأكثر خطورة لجزيرة ذات حكم ذاتي تزعم بكين أنها ملك لها. وبعد قيام زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايوان مع وفد برلماني في أغسطس 2022، أجرت الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة وأطلقت صواريخ فوق عاصمتها تايبيه.
قال لي رود: «في تقديري أننا دخلنا الفترة الأكثر اضطرابا في العلاقات الأمريكية الصينية منذ نصف قرن. وعندما يتكلم الناس بلا تحفظ عن إمكانية نشوب حرب بين الصين والولايات المتحدة، كثيرا ما أتصور أنه تتراءى لهم في خلفية عقولهم أن سبب هذه الحرب يتعلق بجزيرة اسمها تايوان، فقد يكون الأمر أشبه بإعادة لفوكلاند [أي الصراع بين المملكة المتحدة والأرجنتين سنة 1982]. لكن لا. فأبعاد التصعيد لأي سيناريو يخص تايوان هائلة، وسرعان ما سند أنفسنا في حرب عامة، قد ينهار بسببها الاقتصاد العالمي في غضون أسابيع، وقد تنجذب إليها قوى العالم بطريقة أو بأخرى».
لم تظهر إشارة إلى أن شي يخطط لتسليم السلطة لزعيم جديد قد يضع الصين في مسار مختلف عما قريب. وفي مؤتمر الحزب الأخير سنة 2017، لم يشر شي إلى خليفة له، مثلما فعل سلفاه من قبل. وحذف شرط تحديد المدد الرئاسية في العام التالي.
قال مينشين باي أستاذ الحكم في كلية كليرمونت مكينا إنه «ما من مؤشر على أن شي سوف يخدم لثلاث ولايات فقط. ففور دخول هذا الطريق، لا تكون له من نهاية، وإن لم يكن هناك من يقدر على منعه من الخدمة لولاية ثالثة، فلن يستطيع أحد أن يمنعه عن الرابعة. وأعتقد أن المشكلة الحقيقية هي ما سيحدث في ولايته الخامسة، أو السادسة». وبافتراض أن يستمر شي على قيد الحياة فإن الفترة السادسة سوف تمضي به إلى عام 2042.
لقد سعى الحزب الشيوعي الصيني قبل أربعين سنة إلى ضمان ألا يتسنى لحاكم قوي آخر أن يتولى السلطة، وقال دينج شياوبنج إن «الواجب المقدس» للحزب هو «أن يحل مشكلة الخلافة». وبدلا من ذلك، يتهيأ شي لبدء ولاية ثالثة زعيما للحزب، وتتركز السلطة في الصين بين يدي فرد واحد. وماو وشي قائدان شديدا الاختلاف. ففي حين كان ماو يستمتع بالفوضى، فإن شي مهووس بالاستقرار. غير أن مينشين باي -الذي نشأ في الصين في ظل حكم ماو- يرى تماثلات في النهج في ما يتعلق بتسليم السلطة. «فلو أنك اخترت خلفا، سيكون عليك أن تخشى استيلاء ذلك الخلف على السلطة فيمثل تهديدا لك. وكلما طال بقاؤك في السلطة، ازداد حجم تركتك وازددت احتياجا إلى الدفاع عن هذه التركة، ثم يكون الشخص الوحيد الذي توليه ثقتك هو نفسك».
فيكون الأسلم لك أن تبقى أنت في السلطة.
ربما يفاجئ شي جين بينج منتقديه ويتنحى في نهاية ولايته التالية سنة 2027، لكن الأرجح في ما يبدو أنه يتهيأ لحكم الصين لسنين كثيرة تالية. فالرجل الذي تولى السلطة قبل عقد مصمما أن يحافظ على سيطرة الحزب وأن يضمن للصين استمرار الصعود، قد يتحول هو نفسه إلى أكبر خطر على بلده.
كاتي ستالارد كبيرة المحررين في New Statesman. وهي مؤلفة كتاب الرقص على العظام: التاريخ والقوة في الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وزميلة عالمية غير مقيمة في مركز ويلسون بواشنطن العاصمة.
عن نيوستيتسمان ترجمة خاصة بجريدة «عمان»