إطلاق النار قد يغير أمة

15 يوليو 2024
ترجمة: بدر بن خميس الظفري
15 يوليو 2024

في 30 مارس 1981، كنت جالسة في مكتب معالجي النفسي عندما اقتحم أحد أفراد شرطة الخدمة السرية الباب، فغضبتُ في بداية الأمر وقلت: «وصلت بهم الحال أنهم يتطفلون على جلسات علاجي النفسية». ولكني لاحظت شحوبا في وجهه، وقال لي: «باتي: لقد وقع إطلاق نار».

ذلك اليوم كان واحدًا من أطول الأيام في حياتي. لم أكن أعرف ما إذا كان والدي، رونالد ريغان، سينجو، واكتشفت لاحقًا أن الأطباء الذين يبحثون عن شظايا الرصاص في صدره لم يعرفوا ذلك أيضًا. أتذكر تلك الرحلة الطويلة على متن طائرة نقل عسكرية، التي وصلت إلى واشنطن العاصمة، قبل ساعات قليلة من الفجر.

أمي كانت نائمة هناك، واضعة أحد قمصان والدي على وجهها لتستنشق رائحته؛ وكان أبي هناك شاحبًا ضعيفًا في سرير المستشفى، عيناه هنا أمامنا لكنها بعيدة عنا أيضًا. ودخلت البلاد في حالة غريبة في الأيام التي تلت الحادث: الغرباء يأتون إليَّ متعاطفين بلطف. لقد اختفت السياسة، على الأقل لفترة وجيزة.

لا أعرف أين كان أفراد عائلة دونالد ترامب عندما أُطلق الرصاص على تجمعه في بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابته ومقتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. إنني أعرف الصدمة التي يشعرون بها. مهما كانت الأجهزة المحيطة بالرئيس أو المرشح الرئاسي، ومهما كان التخطيط والاحترازات الأمنية، لا يزال الأمر يتلخص في ما يلي: إنهم من لحم ودم، وهم بشر مثلنا تمامًا، ويمكن أن تتغير حياتهم في جزء من الثانية، وذلك لا يتطلب سوى رصاصة واحدة.

إن أمريكا الآن أكثر غضبًا وأكثر عنفًا مما كانت عليه في عام 1981. ولا أعلم ما إذا كان هذا الحدث قد يخفف أيّا من ذلك. لا أعرف ما إذا كانت عائلة ترامب ستمر بالتجربة نفسها التي مررت بها، وهي تجربة أمة تضع السياسة جانبًا وتعاملهم بطريقة إنسانية. كما أنني لا أعرف كيف أو ما إذا كانت هذه التجربة ستغير ترامب. كان والدي يعتقد أن الله أنقذه لسبب محدد للغاية، وهو إنهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ومحاولة التوصل إلى نوع من الاتفاق بشأن الأسلحة النووية. من المحتمل أن ما حققه هو وميخائيل جورباتشوف لم يكن ليحدث لو لم يتم إطلاق النار عليه. هذا يذكرك كم هو الإنسان هش، ويذكرك بأن الوقت ثمين ومن الضروري استخدامه بأفضل طريقة ممكنة. ولكن لا يمكننا أن نتنبأ كيف يفسر الشخص الأحداث التي تقع له وكيف سيتفاعل معها.

إن مجرد رؤيتك لشخص تحبه وهو يطلق عليه النار يغيرك، بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص المحبوب مشهورًا أم لا. إنه يمزقك في اللحظات الأولى من الحدث، ثم يغيرك في الأيام والسنوات القادمة. يجب أن يغيرنا حدث يوم السبت أيضًا كدولة، لنتذكر من يجب أن نكون وكيف يجب أن نصبح. لا نريد أن نصبح أولئك الأشخاص الغارقين في الغضب الساعين للحصول على الأسلحة، ولا نريد أن نكون أولئك الأشخاص الذين يحاولون التأثير على الانتخابات بإطلاق النار. أشتاق إلى أمريكا التي التفت حول عائلتي بعد إطلاق النار على والدي، وأدعو الله أن نتمكن من العثور على ذلك داخل أنفسنا مرة أخرى.

باتي ديفيس ابنة الرئيس رونالد ريغان ومؤلفة كتاب «أمي وأبي العزيزين: رسالة حول العائلة والذاكرة وأمريكا التي عرفناها ذات يوم».