يوم فخر للمرأة العمانية!

17 أكتوبر 2022
17 أكتوبر 2022

أشعر بالفخر أني امرأة عمانية، أنتمي لهذا الوطن الكبير الذي أنصف المرأة وجعل مكانتها بمكانة شقيقها الرجل.. أن هيأ لها كل ما يحفظ حريتها وكرامتها، وآمن بدورها في الحياة بمختلف مجالاتها... أفخر ككل العمانيات ونحن نتمتع بكامل حقوقنا ونجد أنفسنا في كل ميادين العمل، ويزداد شموخنا حين نتفاخر بالأوطان مع أخريات فنجد أنفسنا الكفة الراجحة بينهن.

على امتداد الزمان سطرت المرأة العمانية سجلا مشرفا وحافلا بالتضحيات فكانت المدبرة والمربية والمعلمة والملهمة لمجتمعها، وحين بزغت شمس النهضة الحديثة في عمان حظيت المرأة باهتمام كبير إيمانا بدورها شريكًا أساسيًا في بناء الوطن. فهُيئت لها السبل ونالت حقها في التعليم والعمل وكل شيء.

ويأتي تخصيص السابع عشر من أكتوبر للاحتفاء بالمرأة العمانية تتويجا لإسهاماتها على مر الزمان، ودورها الذي لا يمكن أن يكتمل بناء الوطن من دونه، ولا يمكن للتنمية أن تتحقق إلا بمشاركتها.. هذا اليوم الذي نستذكر فيه الكلمات الخالدة لباني نهضة عمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ «الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات».

وعلى الدوام كانت المرأة العمانية مثابرة ومكرسة جهودها لخدمة الوطن فأثبتت نجاحها في كل المجالات، ووقفت في الصفوف الأمامية في الأزمات، وضربت الطبيبة منهن والممرضة أروع الأمثلة وهي ترابط في المستشفيات أثناء جائحة كورونا متحملة المخاطر، تقضي جل وقتها في استقبال المرضى، رغم ظروفها الأسرية. وسطرت العمانية تضحيات كبيرة وهي تشارك في عمليات الإنقاذ في الأنواء المناخية، وهناك أخريات كان لهن الدور العظيم في جوانب إنسانية أخرى.. كما سجلت المرأة العمانية حضورها عالميا واعتلت منصات التتويج متخطية الحواجز والتحديات، مؤكدة للعالم فضل الرعاية التي تحظى بها، بعد أن وجدت الأرضية الصلبة في وطن يؤمن بقدراتها ويعمل على تمكينها ترجمة للإرادة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي أكد في أول خطاب له بعد اعتلائه العرش حرصه على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها.

وإذ تحتفل عمان اليوم بالمرأة العمانية وفيما تكثر الندوات التي تناقش قضاياهن واحتياجاتهن نأمل أن تجد نتائجها وتوصياتها الاهتمام بترجمتها إلى ما ينفع المرأة، ويكون عونا لها ويليق بمكانتها، فأن تجد الدعم وهي تنخرط في مهن يستصعبها حتى الرجال، كالقطاع العقاري، وقطاع النفط والغاز، كما أن نسبة المستثمرات العمانيات لا تتجاوز 29% من جملة المستثمرين العمانيين في بورصة مسقط حسب إحصائيات 2020. وهو ما يتطلب تمكينها في هذا القطاع، وتفعيل دورها في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتشجيع حضورها في مجالس إدارة الشركات الحكومية والخاصة. وإن تبوّء المرأة العمانية مناصب قيادية في بعض القطاعات أصبح ضرورة ملحة في عصرنا الحالي.

الجدير بالاهتمام في هذا اليوم العزيز على المرأة العمانية أن يُلتفت إلى قضاياها الاجتماعية؛ حتى تبدع في عملها ومجتمعها على حد سواء، فوجود صندوق مالي يعنى بتنظيم حياة المرأة المطلقة والأرملة يسهم في تقليل العبء عليها من ناحية الإنفاق على أبنائها. كما أن وجود حضانات في مقار العمل أو بالقرب منها يسهل عليها الاطمئنان على أطفالها بين الحين والآخر. وصرف أجر شهري لربات المنازل يفي بمتطلباتها الأساسية في ظل غلاء المعيشة الذي نعاني منه، ومنح أبنائها الجنسية أثناء الزواج من غير عماني يسهم في استقرار أسرتها، ويجنبها الوقوع في كثير من المشاكل والتحديات.

أخيرا ألف تحية لكل امرأة عمانية في هذا اليوم الغالي، للمربية في بيتها والعاملة حيثما كانت .. شكرا لعماننا الحبيبة وهي تولي رعاية كبيرة بالمرأة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ والدعم اللامحدود من سيدة عمان الأولى حرم جلالة السلطان.