نوافذ :بيانات ما بعد الانتخابات
أفرزت انتخابات الدورة العاشرة لاختيار أعضاء مجلس الشورى مجموعة من المعطيات المهمة، ولعل أبرزها استخدام التقنية الحديثة في عملية الاختيار عن طريق برنامج «أنتخب» الذي يعد الأول من نوعه في اختيار أعضاء المجلس للدورة العاشرة على المستوى المحلي والعربي والدولي، والذي حقق نجاحا مبهرا كطريقة جديدة، والثاني استخدام المعطيات البيانية الهائلة التي وفرتها هذه التقنية، وهي من النتائج المهمة جدا التي تكمن أهميتها في أنها وفرت كنزا من البيانات، وقبلها الوقت والمال والجهد، وفي هذه المرة أعلنت النتائج بعد ساعة تقريبا من انتهاء التصويت، حيث كانت الأسماء الفائزة معروفة بعدد أصواتها، بعد أن كنا ننتظر النتائج سابقا إلى ساعات صباح اليوم التالي، وبذلك اختصرت الوقت بشكل مهم، وأيضا في المال من خلال الاستغناء تماما عن إقامة مراكز الانتخاب في جميع ولايات سلطنة عمان، بعد أن كانت تخصص لها ميزانية مالية مكلفة، والثالث، في الجهد، حيث كانت لجان الفرز في المحافظات تعمل لساعات طويلة في فرز أصوات كل ولاية فيها، فقد اختزلت الطريقة الجديدة ذلك في تبيان الأرقام لحظة بلحظة، والرابع، ارتفاع نسب التصويت من خلال إقبال الناخبين على ذلك بنسبة 65.88%، والأهم هي تلك البيانات التي توسعت بشكل معرفي كبير، حيث صوت 496279، منها عدد أصوات الذكور 258847 صوتا بنسبة 52.16%، والإناث 237432 صوتا بنسبة 47.84%، كل هذه الأصوات من مجموع 753260 صوتا بنسبة 49.67٪ من الناخبين المسجلين، من أصل 1516556 ممن يحق لهم التصويت وتتجاوز أعمارهم 21 عاما، وبذلك لم يشارك 763296 صوتا بنسبة 50.33% في العملية الانتخابية وهم أكثر قليلا من النصف. الأرقام تظهر أن من شارك فعليا في عملية التصويت هم الثلث من أصل المجموع وهو مليون ونصف المليون مواطن الذين يمكنهم المشاركة فيها، وهنا تكمن نقطة المعالجة الكامنة. هذه الأرقام فتحت آفاقا مهمة وملهمة خلال المرحلة المقبلة، ليست فقط في عملية انتخاب أعضاء مجلس الشورى، وإنما في إمكانية البناء عليها في الفترة المقبلة التي تلقي علينا مسؤولية إقناع المليون مواطن الذين سجلوا غيابا ولم يشاركوا في العملية الانتخابية الأخيرة، وبحث الأسباب والسبل حول دفع هذا العدد لتغيير قناعاته بضرورة المشاركة مستقبلا، وهناك وسائل عدة يمكن اتباعها في ترغيب هذا المليون بأهمية تلك المشاركة. أيضا ستسهم هذه البيانات في تزويد الجهات الحكومية والمؤسسات والباحثين والمهتمين والمتابعين بتقديم دراسات ورؤى دقيقة حول اتجاهات المجتمع وفئاته العمرية وإقباله على العمليات الانتخابية للشورى والبلدي، وإمكانية تنفيذ أبحاث ودراسات حول المستهدفين في معرفة اتجاهاتهم، وبذلك علينا استغلالها والاستفادة منها لتشكل تراكما معرفيا وعلميا تبنى عليه الخطط والدراسات والتوقعات.