نظرة للمستقبل
جاءت القرارات الوزارية الأخيرة التي أصدرها وزير الثقافة والرياضة والشباب صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد لتؤسس لمرحلة جديدة ومستقبل مشرق للرياضة العمانية بشكل عام.
منذ فترة ليست بالقصيرة كان الجميع يطالب بتحديث اللوائح المنظمة للعمل الرياضي والشبابي في سلطنة عمان وجاء قرار التعديلات في النظام الأساسي للاتحاد الرياضي مواكبا للمرحلة القادم، ولم يعد هناك مجال للتأويل وأصبحت الأمور أكثر وضوحا عما قبل من حيث المترشحين لمجالس إدارات الاتحادات من حملة الشهادات العلمية وكذلك إلزام الاتحاد بأن يكون هناك مقعد دائم للمرأة ومنح الرياضيين مقعدا لهم في مجالس إدارات الاتحادات، كما أن وجود مدير تنفيذي متفرغ للاتحادات الرياضية سيمنحها الكثير من الأريحية التامة، خاصة وأن أمناء السر الاتحادات غير متفرغين ووجودهم لا يكون يوميا في الاتحادات وهو ما يعرقل سير العمل اليومي الذي يتطلب وجودهم.
كما أن وجود مدير تنفيذي يسهل عمل أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين سيتفرغون لمهامهم لرسم سياسة الاتحاد وستكون الإدارة التنفيذية هي المعنية بتنفيذ قرارات المجلس وكذلك اللجان العاملة الأخرى في الاتحاد.
وخلال الفترة القريبة القادمة سيتم الانتهاء من دراسة واقع الرياضة العُمانية وسبل تطويرها، سواء كان ذلك من ناحية تأهيل المواهب الرياضية وتطويرها، أو من ناحية دراسة نشاط المنشآت الرياضية العُمانيّة ومدى فاعليتها في تحقيق الأهداف المرجوّة.
وتسعى وزارة الثقافة والرياضة والشباب لاتخاذ السبل الكفيلة بتطوير آليات العمل في الهيئات الرياضية بما يضمن رفع مستوى أدائها وتجويد مخرجاتها بما يتوافق مع «رؤية عمان 2040»، التي حددت الهدف الاستراتيجي للرياضة العمانية «بيئة وأنظمة محفزة لرياضة مساهمة اقتصاديا ومنافسة عالميا».
وكذلك وضع دليل سياسات لمبادئ الحوكمة ومراجعة وتحديث النظم واللوائح الإدارية والمالية والفنية لهذه الهيئات، كما أن الخطة التنفيذية الاستراتيجية الرياضية العمانية تحوي كذلك العديد من المشروعات والبرامج النوعية التي روعي فيها توافقها مع أولويات ومتطلبات المرحلة القادمة وتم تحديدها وإعدادها بالتنسيق مع مختلف الشركاء في القطاع الرياضي من اتحادات ولجان وأندية رياضية وعدد من المؤسسات الحكومية والتعليمية والجامعية ووسائل الإعلام وغيرها من الجهات الشريكة.
كل هذه الدراسات التي تقوم بها وزارة الثقافة والرياضة والشباب من خلال بيت الخبرة الذي تم التعاقد معه مؤخرا والتقى برؤساء الاتحادات والأندية الرياضية والمعنيين بالشأن الرياضي، حيث أصبح من المهم أن يتم تشخيص التحديات التي تواجهها الرياضة العُمانية والمتمثلة في الدور المحدود للجمعيات العمومية، وضعف الموارد المالية والاستثمار للهيئات ومحدودية الإنجازات الدولية والعزوف الجماهيري والحاجة لتوظيف علوم الرياضة وبرامج التأهيل وتحديات مساهمة وشراكة القطاع الخاص ومرتكزات بيئة أساسية متكاملة ومتطورة ورياضة تنافسية فاعلة والاستثمار الرياضي والأندية الرياضية والإعلام الرياضي وريادة الأعمال وحوكمة الهيئات الرياضية ورفع مستوى أدائها والاحتراف الرياضي كل هذا يحتاج لتحليل عميق وشامل وإيجاد الحلول المناسبة التي نتمنى أن يكون (بيت الخبرة) قد وضع لها الحلول المناسبة ورفع بها توصيات تساهم في الارتقاء برياضتنا وأن نرى خلال المرحلة القادمة ما يحقق طموحاتنا وفق استراتيجية الرياضة العمانية التي ما زلنا ننتظر صدورها وكذلك تنفيذ مخرجات مختبر الاستثمار في قطاع الرياضة.