نبض الدار .. جهاز الاستثمار والاستثمار الاجتماعي
يعد جهاز الاستثمار العماني إحدى الركائز الاقتصادية المهمة للدولة بأذرعه الاستثمارية وشركاته الحكومية الكبرى. إن الاستثمار الاجتماعي جزء من نشاطات هذا الجهاز الذي نعده بأصوله المختلفة إحدى أهم ثروات البلاد.
إن أهم استثمار اجتماعي هو الاستثمار في الثروة البشرية، والتي تأتي على رأس الثروات بلا منازع، وخاصة الاستثمار في المبدعين والموهوبين الذين يعدون كنزا من الكنوز التي تسعى الدول المتقدمة خلفه، وتبذل الجهود باستقطابه من أقاصي
العالم، وتوفر له أسباب الهجرة إليها، وتبنيه في جامعاتها ومراكزها العلمية والبحثية، وفي أجهزتها الحكومية والأهلية.
وفي نظري إن أفضل استثمار اجتماعي يمكن أن يقوم به جهاز الاستثمار، بأن ينشئ منظومة رعاية المبدعين والمتفوقين بعد تخرجهم مباشرة من الجامعات، لتقدم لهم أوجه الرعاية، وتوفر لهم فرص البحث العلمي والدراسة والعمل في شركاتها
المتنوعة. إن هذه البيئة الخصبة والمتنوعة التي توفرها شركات جهاز الاستثمار ستدفع بهذه المواهب للعمل في تطوير العمل والدفع به إلى فضاءات من الأداء فذة وخارجة عن المألوف، ويدفع بأداء الشركات إلى الأفضل في تحقيق النجاح وزيادة
الأرباح.
في كل الأحوال نتمنى لأي شركة حكومية تحقيق النجاح والأرباح، وأن تصبح رقما اقتصاديا مهما، يساهم في ميزانية الدولة، وألا يكون عبئا عليها. لذا فان توفير العقول الموهوبة لهذه الشركات جزء من مقومات النجاح، وعلى هذا يتكئ البعض في التبرير لاستيراد العقول التي تدير هذه الشركات، وتدفع لهم بسخاء كبير مقابل ذلك، فهي تدرك قيمة هذا العامل المهم جدا. وما أقترحه هو بناء هذه العقول محليا بمنظومة رعاية الخريجين الموهوبين والمبدعين العمانيين، وبذا نكون قد حققنا هدف الشركات بتوفير إدارات فذة وموهوبة تفكر خارج المألوف لتحقيق النجاح، وهدف البلاد في الاستثمار في العقول لتحقيق التنمية.