قدّم المدرب الوطني رشيد جابر مشروعا حيويا لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم لتطوير اللعبة محليا وإيجاد منتخب وطني قادر على المنافسة في نهائيات كأس آسيا 2027، ويتركز هذا المشروع على الكثير من الجوانب المهمة التي تحتاج الكثير من العمل الجاد في قطاع المراحل السنية والاستفادة من المواهب المتوفرة والتي تحتاج من يأخذ بيدها ويساندها من خلال الأندية الرياضية التي عليها الدور الأكبر في احتضان هذه المواهب من خلال مدارس لتعليم الكرة ومنتخبات للمحافظات ودوري تنافسي قوي بين الأندية وتفعيل الأكاديميات الخاصة المنتشرة في جميع المحافظات وإيجاد منهاج تدريبي واضح المعالم إضافة إلى إرسال الموهوبين للدوريات الأوروبية، والمشروع المقدم به الكثير من التفاصيل التي تلامس واقع وتحديات الكرة العمانية ويمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف التي ينتظرها الجميع. ومن الصعب جدا أن يتولى الاتحاد العماني لكرة القدم تنفيذ هذا المشروع إذا لم يكن هناك دعم كامل من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب واتحاد الرياضة المدرسية والأندية الرياضية حتى يكون هناك تكامل لإنجاح المشروع من خلال تنفيذه وفق خطة زمنية ومؤشرات وأرقام يمكن قياس ما تم وسيتم تنفيذه خلال السنوات الأربع القادمة قبل أن نجني ثمار ما تم زرعه. الكثير من الأصوات في الأيام الماضية طالبت بالتوجه نحو التجنيس في الوقت الذي ندرك فيه أن لدينا مواهب كروية من مسندم حتى صلالة إذا عرفنا كيف نستثمر هذه المواهب بالشكل الصحيح ومَن يتابع السواحل العمانية والفِرق الأهلية المنتشرة في كل الحواري بالولايات سيجد مدى الشغف الذي يعيشه اللاعب العماني منذ صغره ومتى ما وجد التدريب والتأهيل والرعاية والعناية الشاملة فإن بإمكانه أن يكون مبدعا، ولعل تجربة مدارس تعليم الكرة في التسعينيات كانت خير مثال. الإمكانيات المحدودة للأندية والاتحاد العماني لكرة القدم والاتحاد المدرسي لا يمكن أن تؤدي الغرض، لهذا فإنه من المهم إشراك القطاع الخاص في تبنّي مثل هذه المشاريع الهادفة والتي تخدم قطاعا مهما في هذا البلد العزيز، وسبق أن ذكرنا مرارا وتكرارا بأنه يجب الاستفادة من مساهمة المسؤولية الاجتماعية للشركات الكبيرة واستقطاع 1% على أقل تقدير لتدعم قطاع الرياضة بدلا من الوضع القائم حاليا والذي لم يحقق الأهداف المرجوة. وزارة الثقافة والرياضة والشباب عليها دور أيضا في دراسة واقع الأندية التي لا تشارك في المسابقات الرياضية والأنشطة التي تنظمها الاتحادات ومع ذلك تستلم الدعم نفسه الذي يُقدّم لنادٍ يمارس 11 لعبة رياضية ولهذا لا بد أن تكون البداية من هذه الأندية لتنفيذ المشروع الذي ننتظر منه الكثير لتطوير كرة القدم العمانية إذا تم تنفيذه وفق الرؤية التي قدمها المدرب الوطني رشيد جابر مدرب المنتخب الوطني. |