في الشباك :طال الانتظار
بعد مرور 10 سنوات على المكرمة السامية من لدن السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - لتطوير البنية الأساسية للأندية بمنحها مبلغ مليون ريال عماني، استفادت أندية كثيرة من هذه المكرمة وتنوعت المشاريع بين صالات رياضية مغلقة وملاعب كرة قدم ومدرجات ومرافق ومبان إدارية وملاعب ثلاثية وتسوير مقار الأندية.
كنت أتوقع أن تكون كل مشاريع الأندية قد تم الانتهاء منها بعد هذه المدة وأن تسهم هذه المرافق في تطوير الألعاب الرياضية، لكن الصدفة وحدها قادتنا خلال اليومين الماضيين إلى نادي المضيبي حيث وجدت أن العمل ما زال مستمرا في الصالة الرياضية بالنادي بعد 8 سنوات كاملة منذ بدء العمل بهذه الصالة، ولهذا فإن الألعاب الرياضية الأخرى متوقفة في النادي بسبب عدم تجهيز الصالة الرياضية التي تحتاج لتفسير حول عدم جاهزيتها طوال هذه السنوات.
قد تكون صالة نادي المضيبي واحدة من المشاريع غير المكتملة حتى يومنا هذا في الأندية التي تقوم وزارة الثقافة والرياضة والشباب المعنية بتنفيذها من مكرمة المليون ريال كما أن هناك أندية لم تُنفّذ لها مشاريع البنية الأساسية ومبالغها ما زالت موجودة، في المقابل هناك مشاريع نفذت في الأندية لكنها لم تفعّل رسميا، وبعضها قد تهالك وأصبح نسيًا منسيًا مثل تصحُّر بعض الملاعب المعشبة التي تم تنفيذها.
الجهة المعنية عليها أن تفتح ملف مشاريع الأندية التي تستكمل أو المشاريع التي تم تنفيذها وأصبحت متهالكة وإعادة تقييمها من جديد حتى تحقق هذه المنشآت الغرض والفائدة القصوى من وجودها، خاصة أن الصالات الرياضية كانت مكلفة في إنشائها وأخذت ثلاثة أرباع الدعم المقدم، وفي المقابل فإن هذه الصالات بعد الانتهاء منها تحتاج لصيانة دورية وتستهلك طاقة كهربائية عالية والأندية ليست لديها القدرة على ذلك خاصة إذا عرفنا أن مخصصات دعم الكهرباء لم تستلمها الأندية وكذلك لا يوجد هناك بند خاص للصيانة وهي ضمن المبلغ المحدد للدعم السنوي المقدم من الوزارة للأندية والذي لا يتجاوز 40 ألف ريال لكل الأنشطة التي يقوم بها النادي.
إعادة ترتيب أمور المنشآت الرياضية في الأندية أصبح أمرا في غاية الأهمية في ظل تراجع معظم الأندية عن عدم المشاركة في المسابقات التي تنظمها الاتحادات الرياضية وأدى إحجام الأندية عن عدم المشاركة إلى تراجع مستويات اللعبات الرياضية بعد أن كانت في يوم من الأيام الأندية تمثل قاعدة أساسية في تطوير المنتخبات الوطنية وما وصلت إليها من مستويات قبل التراجع الذي نشاهده اليوم حتى في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى التي أصبح الاهتمام بها يقتصر على الفرق الأهلية في ظل وجود احتراف غير (معلن) ويستنزف موارد الأندية الشحيحة. لا ألوم الأندية على عدم الاهتمام بالألعاب الرياضية في ظل أوضاعها القائمة ولعل ما حدث في تقييم مسابقة كأس جلالته للشباب دليل واضح على أن الألعاب الرياضية الأخرى ليست مقياسا أو مؤشرا على نجاح الأندية وتميزها، ولهذا فإن اللائحة الجديدة لمسابقة كأس جلالته للشباب التي ستطبق بعد عامين أعطت عبئا أكبر على الأندية.. وللموضوع بقية.