في الشباك :رحلة المونديال تبدأ من مسقط 

15 نوفمبر 2023
15 نوفمبر 2023

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. وعندما يبدأ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خطوته الأولى اليوم على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في طريق المنافسة على أحد المقاعد الثمانية المخصصة لمونديال 2016 عن قارة آسيا فإن المشوار طويل وصعب وشاق ويحتاج إلى الكثير من العمل والجهد وتكامل الأدوار من الجميع لإنجاح هذه المهمة التاريخية.

30 عاما مرت على أول مشاركة عمانية في تصفيات المونديال، وهذا الرقم صغير في عمر هذه المسابقة العالمية التي مر عليها 93 عاما منذ انطلاقتها الأولى، إلا أن المنتخب الوطني في مشواره السابق حاول واجتهد لأن يكون له حضور في هذا المحفل العالمي، وكان بالإمكان أن يكون أفضل مما كان.

في تصفيات مونديال 2014 كان المنتخب الوطني قريبا من تحقيق الحلم لكنه تعثر في الجولة الأخيرة أمام الأردن الذي لعب الملحق العالمي وبفارق نقطة واحدة عن المنتخب الوطني وتكرر السيناريو ذاته في تصفيات مونديال 2022 وكان منتخبنا قريبا من بلوغ الحلم لكن التعادل مع المنتخب الأسترالي في مسقط أضاع هذا الحلم الجميل وتأهل المنتخب الأسترالي بفارق نقطة واحدة عن منتخبنا الوطني. واليوم عندما يستضيف المنتخب الوطني نظيره منتخب الصين تايبيه في مستهل المشوار فإنه من المهم أن نستفيد من أخطاء الماضي ونعيد حساباتنا ونصحح أخطاءنا الماضية وأن تكون البداية مثالية وفي وضع استثنائي يعيشه المنتخب الوطني الذي لم يحصل على الإعداد الكافي، ففي الوقت الذي استعدت فيه المنتخبات الآسيوية بمعسكرات وتجارب ودية في أيام الفيفا قبل انطلاقة التصفيات كان المنتخب الوطني يتفرج على هذه المباريات واكتفى اللاعبون بالإعداد من خلال مباريات الدوري فقط. ندرك تماما صعوبة المهمة لكنها ليست مستحيلة، ووجود المنتخب الوطني في التصنيف التاسع على القارة الآسيوية يضعه في مركز جيد في التصفيات، والمنتخبات الأربعة التي سيلتقيها في مجموعته ليست بالمنتخبات الآسيوية المصنفة وهو ما يحدث لأول مرة في مسيرة المنتخب الوطني في تصفيات المونديال ولهذا علينا أن نقاتل من أجل تحقيق صدارة هذه المجموعة وعدم الاستهانة بالمنتخبات الأخرى التي بكل تأكيد تطورت ولم تعد كما كانت في السابق عندما كنا نتفوق عليها وبفارق كبير من الأهداف، فمثلا منتخب الصين تايبيه في آخر مباراة جمعته مع منتخبنا الوطني تفوق فيها رجال المنتخب بسبعة أهداف نظيفة، لكن الوضع يختلف اليوم، فجميع المنتخبات في القارة الآسيوية لديها الطموح نفسه وتسعى جاهدة لبلوغ المجد الكروي. نجاح المنتخب الوطني في تصفيات المونديال ليس مرتبطا فقط باللاعبين وجهازه الفني والاتحاد إنما هناك عوامل أخرى مساعدة، ومنها عامل الجمهور المطالب بالحضور والمساندة والوقوف مع اللاعبين في هذه المهمة الوطنية التي نتمنى أن تكون بداية لمشوار طويل جدا.. مع تمنياتنا بالتوفيق لمنتخبنا الوطني.