شُدُّوا الهمة
ستكون الأنظار شاخصة إلى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خلال المراحل المقبلة من تصفيات المونديال، خصوصا بعدما فشل في نهائيات كأس آسيا بقطر وقبلها الخسارة غير المتوقعة أمام قرغيزستان في الجولة الثانية من هذه التصفيات.
ومع عودة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم للظهور اليوم في لقاءات الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة للتصفيات المشتركة المؤهلة لنهائيات مونديال 2026 وأمم آسيا 2027، بلقاء منتخب ماليزيا المتصدر لمجموعتنا إلا أن هذه العودة تأتي بثوب مختلف مع مدربه الجديد التشيكي ياروسلاف شيلافي الذي خلف الكرواتي برانكو بعد الإخفاق في كأس آسيا بقطر والأمل في إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي وتحقيق الانتصار الذي يعيد منتخبنا إلى الصدارة والوصول للنقطة السادسة، قبل التفرغ لمباراة الإياب أمام المنتخب الماليزي هناك في كوالالمبور في الجولة الرابعة يوم 26 من الشهر الجاري، في مواجهة يعد الفوز فيها تأمينا مبكرا لمقعد الدور الثالث من التصفيات، ومن ثم مواصلة رحلة إقصائيات كأس العالم 2026 والتي يعد الوصول إليها هدفا استراتيجيا يتطلع إليه الجميع.
وإذا كان المنتخب الوطني قد تعرض خلال الفترة الماضية بعد الإخفاق الآسيوي لانتقادات فإن المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود وبدء مرحلة جديدة يسودها التفاؤل في قدرة المنتخب الوطني على الوصول إلى الأهداف والغايات المرجوة والتي نتطلع إليها جميعا وهي بلوغ حلم المونديال، وذلك من خلال التأهل إلى المرحلة الثالثة التي تعد البوابة المباشرة الأولى إلى المونديال، عندما يتم توزيع المنتخبات الـ 18 المتأهلة على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة 6 منتخبات، تلعب فيما بينها مواجهات ذهاب وإياب، بحيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى المونديال مباشرة، بمجموعة ستة مقاعد من أصل ثمانية ونصف.
وستكون هناك فرصة أخرى تتمثل في المرحلة الرابعة التي تضم المنتخبات التي احتلت المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث من المرحلة الثالثة بمجموع 6 منتخبات يتم توزيعها على مجموعتين، بحيث يتأهل أول كل مجموعة إلى المونديال مباشرة، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني في كل مجموعة، ملحقا قاريا من أجل التأهل إلى الملحق العالمي ليصبح مجموع المقاعد في المرحلة الرابعة 2.5 مقعد، ويصبح المجموع الكلي لمقاعد قارة آسيا في المونديال ثمانية مقاعد ونصف.
جماهيرنا الوفية ليست في حاجة إلى دعوة للحضور والمساندة لتحقيق هذا الحلم وهي دائما تقف وتساند المنتخب الوطني في السراء والضراء هذا ما تعودنا عليه طوال السنوات الماضية والإخفاق في بطولة لا يعني نهاية المشوار إنما بداية لتصحيح المسار والذي نأمل أن تكون مباراة اليوم بداية لمشوار طويل في التصفيات الآسيوية من أجل تحقيق حلم طال انتظاره.
مباراة اليوم هي بمثابة عنق الزجاجة الضيق الذي يجب أن نتجاوزه وثقتنا كبيرة في لاعبينا بأن يقدموا المستوى الفني الذي يليق بهم ومصالحة جماهيرهم وأنا على ثقة بأن الجميع على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولهذا يجب علينا أن نتكاتف جميعا وننسى كل ما فات ونبدأ صفحة جديدة.
علينا أن لا نعطي مباراة اليوم أهمية أكبر من حجمها خاصة وأننا نعرف الفريق الماليزي وعلينا احترامه لكن الفوارق الفنية تصب لصالح منتخبنا الذي عليه أن يكون أكثر ثقة وثباتا على أرضية الملعب وأن يقدم العطاء الذي نعرفه عنه وتحقيق النتيجة التي تسعد الجميع.
ناصر درويش صحفي رياضي عماني