سلام عليك يا وطني
(1) أيّها الوطن المعطاء، أيها العظيم في جلاله، السامق في تاريخه، البعيد البعيد في جذوره، الشامخ في أركانه، والعالي في كبريائه، كم أنت متفرد في عطائك، باذخ في كرمك، واسع في جودك، تنير طريق الطامحين، وتشد عضد الكادحين، وترسل يماماتك نحو العالم، حاملة أقواس السلام، وتراتيل الأمان، وتعين هذا العالم على تخطى صعوبات الحرب، كم أنت رسول سلام لهذا الكون، لا تتدخل في شؤون غيرك، ولا تتعدى حدود علاقاتك، ولا يعلو صوتك إلا بالحق، فيحتار فيك الحاقدون، وترتد حراب الحاسدين في نحورهم، وتبقى أنت، كما أنت شامخ كطود لا يتزحزح عن مبادئه وقيمه. (2) في راحتيك تسكن الراحة، والسلام، وفي عينيك طموح لا ينتهي، تحمل أحلامك العظيمة، وتمضي حيث تكون، تأخذ معك زاد المحبة، وتسوق أمامك أرتال الطيبة، وتعيد إلى الأذهان رحلات "سندبادك"، الذي يجوب الأرض، ويشاهد عجائب البحر، ثم يعود إليك محملا بالشوق، والعشق، فأي معشوق أنت يا وطني، وأي عظيم أنت يا بلدي. (3) حضارتك التي بنيتها في كل الأصقاع، تعيد إلى الأذهان امبراطورية عظمى، محملة بالنور، والإرث الإنساني، حضارة تصل حضارة، ومدنية تسبق عصرها، وإنجازات تجدد حياة أراض لم تكن لتعرف المدنية دونك، أنت أيها العماني الذي حمل البحر بين كفيه، وارتحل إلى شرق البلاد وغربها، حاملا مسك العطايا، وسائرا بشموخ الأجداد، ينادي على البحر الذي كان سخيا، وكريما لأولئك البحارة الذين حابوا الأرض، وعمروها، وتركوا مآثرهم وآثارهم في ترابها. (4) في كل شبر من أرضك تتوالد الأحلام، تسقي الدنيا بمطر الجمال، تستلذ ركوب الغد، وترتفع في سماء العنفوان، قابضا على جمرة الأمل، مشرقا على شمس المستقبل، ترمي خلفك كل إحباط، وتعبر على سفينة الروح، حاملا معك مشعل الأجيال، تنير به طريق العابرين إلى الحلم، مسافرا ومعك زاد الطامحين، تعصر غيمات الجمال، لتعشب الأرض، وتسقي تلك القلوب العاشقة لوطن من حرير. (5) سلام عليك يا وطني، سلام إلى أرضك، إلى سمائك، إلى بحرك، إلى جبالك، إلى سفوحك، وسهولك، إلى كل ذرة من ترابك الطاهر، يرويه غيم من ضياء، وماء من زهر. سلام لشعبك الكريم، الذي يبني عالما من الكرامة، والكرم، يرسل دعواته الصادقة إلى رب السماء، كي تعيش سالما، وغانما، ومباركا، تحت ظل قيادته الحكيمة التي يقود سفينتها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ. سلام لك يا أرض العطاء..سلام لك يا وطني العظيم، سلام لك منك إليك.