رفع الوعي المالي و«رؤية عمان 2040»

29 ديسمبر 2024
29 ديسمبر 2024

كتبت قبل أسبوعين بأنني واثنتين من صويحباتي قد شرعنا في قراءة وثيقة «رؤية عمان 2040» بهدف معرفة الدور الذي يمكننا القيام به في تحقيق الرؤية كل في مجاله، وقد كان المجال الذي اخترته شخصيا هو رفع مستوى الوعي المالي بين الأفراد، من خلال هذا العمود، وبرنامج إذاعي وحوارات صحفية وإذاعية وتلفزيونية، إضافة إلى نشاطي المعتاد في شبكات التواصل الاجتماعي، وجلسات التغيير الأسبوعية التي تهدف إلى تمكين الفرد.

فقد أدركنا نحن الثلاث بأن دورنا لا ينتهي بالتقاعد بل يبدأ به، خاصة أن «رؤية عمان 2040» تمثل خارطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة في كافة جوانب الحياة، ومن أجل هذا فإن تحقيقها يتطلب تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع، حيث يلعب الفرد العماني دورًا حيويًا في هذا الإطار، خاصة من خلال رفع الوعي المالي وما يتطلبه من إدارة حكيمة للمال.

ويمثل الادخار حجر الأساس لتحقيق الاستقرار المالي، فهو ليس وسيلة لمواجهة التحديات الاقتصادية غير المتوقعة، بل هو خطوة ضرورية لتحقيق الأهداف طويلة المدى مثل التعليم أو التقاعد. والاستثمار بدوره هو الطريق الذي يحول المدخرات إلى أدوات إنتاجية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل الشخصي.

ولتحقيق التوازن بين الادخار والاستثمار، ينبغي للفرد أن يضع خطة مالية محكمة تتضمن تحديد الأهداف وادخار جزء من دخله وبالتالي اختيار أدوات استثمارية متوافقة مع التوجهات الاقتصادية لسلطنة عمان، مثل الاستثمار في قطاعات السياحة، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، وذلك من خلال الاستفادة من الفرص التي تقدمها الحكومة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تُعد من ركائز التنويع الاقتصادي.

وتوجد اليوم كثير من هذه الأدوات التي لا تتطلب مهارة فنية وعادة ما تكون معتدلة المخاطر، ومستدامة العوائد، مثل صناديق الاستثمار المشتركة، التي تديرها المصارف المؤسسات المالية في سلطنة عمان التي تتيح للفرد تنوعا في مصادر الدخل بحيث لا يعتمد على دخل وحيد، وقد عايشنا جميعا خطورة الاعتماد على دخل وحيد في فترة الجائحة التي هزت العالم.

وهكذا فإن الادخار والاستثمار وتنويع مصادر الدخل تمثل أدوات فعالة لنا كأفراد للمساهمة في تحقيق «رؤية عمان 2040»، مما يسهم في تعزيز الاستقرار المالي والازدهار الاقتصادي على مستوى الأفراد والمجتمع.

حمدة الشامسية - كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية