خطى واثقة.. وولاء راسخ
لا يوجد ثمة شك في ولاء أبناء سلطنة عمان الأوفياء لوطنهم العظيم عمان، وعلو سياج الذود عن كل ما يمسه أو يزعزع لحمة وتراص صفوف العمانيين المنيعة خلف قيادتهم الحكيمة والولاء لها والوقوف صفا واحدا من أجل مصلحة عمان العليا وتحقيق غاياتها السامية للرفعة والسمو وتحقيق التنمية والتطلعات للحاضر والمستقبل، إيمانا منهم بأن التنمية وغايات التقدم لا تتحقق إلا باستقرار الأوطان، والتفاف أبنائه الأوفياء صفا واحدا خلف قيادتهم لتمضي المسيرة العمانية الظافرة إلى المعالي والرفعة والشموخ في ملحمة وطنية تمضي بخطى واثقة وولاء راسخ للقيادة المظفرة.
وتمضي سلطنة عمان بخطى واثقة في النهضة المتجددة والعهد الميمون بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتحقيق نجاحات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، واستطاعت السياسة المتزنة والحكيمة أن تحافظ على استقرار أوضاع الاقتصاد العماني ونموه و تحسن أدائه بشهادة العالم والمنظمات الدولية على الرغم من الظروف التي مر بها العالم، وانعكس ذلك على الشان الداخلي ومعالجة الكثير من الملفات الاقتصادية والاجتماعية بطريقة تضمن ديمومة المعالجات واستمرارها والسير بتدرج من دون أي تراجع، كما استطاعت أن تزرع كل تلك النجاحات الطمأنينة في نفوس أبناء عمان الأوفياء وتعزيز ثقتهم في قيادتهم التي تسعى دائما وأبدا إلى تحقيق التطلعات وتحسين مستوى العيش الكريم لأبناء الوطن عبر سلسلة من الإجراءات المتزنة التي راعت الأوضاع الاقتصادية وتحسن أسعار النفط والتعافي من جائحة كورونا لضخ مزيد من الدعم للمشروعات في الموازنة العامة للدولة خاصة فيما يتعلق بالشان الاجتماعي ومراعاة ظروف فئات المجتمع المستحقة للدعم في تحمل أعباء الحياة ومتطلباتها، إضافة إلى التعاطي المتواصل مع ملف الباحثين عن عمل وتوفير فرص عمل لآلاف الشباب في العديد من الجهات الحكومية والدفع بالقطاع الخاص وحثه على تحمل مسؤولياته تجاه تشغيل العمانيين من خلال إسناد مناقصات تنموية للشركات ودفع مستحقاتها لدى الحكومة لضمان استمرارية وجودها حيث بلغ إجمالي المستحقات المدفوعة للقطاع الخاص بنهاية النصف الأول من العام الجاري 500 مليون ريال عماني.
وقد استفادت الحكومة من الإيرادات الإضافية خلال النصف الأول من العام الجاري بتسريع وتيرة النمو الاقتصادي عبر زيادة الإنفاق الإنمائي عما هو معتمد في الميزانية العامة للدولة ليبلغ 1.100 مليون ريال عماني بزيادة مقدارها 200 مليون ريال عماني لتوجه إلى المشروعات ذات الحاجة الملحة والأثر الاقتصادي والاجتماعي، وتخصيص 650 مليون ريال عماني لتنفيذ مشروعات تنموية مضافة إلى مشروعات الخطة الخمسية العاشرة 2021 ـ 2025 لتنفيذ مشروعات في القطاع الصحي والتعليم والإسكان والسياحة والبلديات، إضافة إلى الدعم الحكومي للوقود والسلع الأساسية حيث بلغ دعم المنتجات النفطية بنهاية النصف الأول من العام الجاري 314 مليون ريال عماني فيما بلغ دعم السلع الأساسية 11 مليون ريال عماني، إضافة إلى ما تحقق والذي لا يقل أهمية والمتعلق بخفض الدين العام وإدارة المحفظة الاقتراضية.
إن ما يؤكد نجاح السياسة العمانية الحكيمة في إدارة الملف الاقتصادي والاجتماعي هو ما يتحقق وينجز من مشروعات على المستوى الوطني، إضافة إلى ما تؤكده المنظمات الدولية، حيث رفعت وكالة فيتش تصنيف سلطنة عمان الائتماني إلى (بي بي ) مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهذا مؤشر واضح على تحسن الوضع المالي لسلطنة عمان عبر تحقيق فائض في الميزانية العامة كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض معدل الدين العام ونمو الناتج المحلي وارتفاع إجمالي الاحتياطات في البنك المركزي العماني، إضافة إلى التقرير الأمريكي الذي أشاد بالسياسة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في مواجهة التحديات الاقتصادية.
إن كل تلك المؤشرات الإيجابية دليل على أن سلطنة عمان تسير في الاتجاه الصحيح، وكل المعطيات تؤكد ذلك، وما يحاول البعض إدخاله من سلبيات تجاه الوضع الاقتصادي العماني لا يتعدى ان يكون حالات شخصية تحاول دغدغة المشاعر وجذب الاستعطاف من خلال إثارة المشاعر حول ملفات لم تغب يوما من الأيام عن عمل الحكومة واهتمامها، والسعي إلى معالجتها، بكل الوسائل المتاحة وهي ماضية في ذلك بلا أدنى شك.
من هنا تأتي ضرورة الانتباه إلى المحاولات التي تثار بين فترة وأخرى، لتحجيم العمل الوطني خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة للغث والسمين، وعلى أبناء عمان الأوفياء الانتباه إلى تلك المحاولات الفاشلة التي تشكك في المساعي الوطنية المخلصة تجاه بناء عمان واستقرارها ونجاح سياساتها، خاصة أن الحسابات في مواقع التواصل حتى وإن حملت أسماء عمانية أو وضعت إشارات على وطنيتها وحبها لعمان لا تتعدى كونها شعارات لجلب الاستعطاف ودس السم في العسل من خلال بعض الدعوات المغرضة التي لن تنال من وحدة الصف وثقة أبناء عمان الأوفياء في قيادتهم وإخلاصهم لعمان الوطن الذي ننعم بخيراته.
فوحدة الصف والدفاع عن عمان و الانتباه إلى كل من قد يحاول المساس بوحدتنا الوطنية واجب مقدس، وعلى أبناء عمان أن ينظروا إلى ما قد يمس وحدة الوطن وتماسكه واستقراره بنظرة الغيور على وطنه.