خطوة التغيير
طموح تحقيق رؤية «عمان 2040» والأهداف المرجوة، ذلك الذي يضعنا في مركز أفضل بعد قرابة 16 عامًا من الآن، يحتاج منا إلى التغيير الشامل في أداء مؤسسات الدولة بصورة أكبر وأسرع وأشمل من الوضع الحالي؛ لأن هذا التغيير سيضعنا في مساحة متقدمة. نعم هناك من العناصر التي تقاوم ذلك التغيير في الأداء؛ لأن لديه قناعة أنه سيكون خارج المنظومة إن لم يطور نفسه في الأداء والسلوك وإدراك أهمية مصالح الدولة، وتريد هذه المجموعة بكل ما أوتيت أن تبقى في المربع القديم نفسه حيث كان يتناسب وجوده خلال الخمسين عاما الماضية مع ظروف تلك المرحلة. بناء الدولة في المرحلة المقبلة يحتاج إلى التخلص من بعض العقول التي تدير الواقع بعقلية الماضي وهذا من أكبر التحديات التي نواجهها. البعض من هذه العناصر ما زالت تؤمن أن التعطيل في إنجاز المعاملات من باب الحفظ على مصالح البلد، وأيضا يرى أن كلمة «لا» في أي معاملة تمر عليه، تعني أنه موجود ومؤثر ولا يمكن تجاوزه ويشعره بقيمته، وهنا تتعاظم المشكلة وتتقاطع المصالح مما يعطي المستثمرين مثلا فكرة سلبية عن البلد الذي يحاول جذب رؤوس الأموال، كما أن المواقف الضبابية التي تتخذها تزيد الطين بلة، وتجعل الاستمرار في إنهاء الإجراءات مستحيلة بسبب فكرة عششت في ذهن ذلك الموظف أو المسؤول. لذلك علينا التقييم الدقيق والعلمي والعصري في مؤسسات الدولة مع الجهود التي تبذل، فمن غير المقبول أن تعاني مصالح الناس من التعطيل وعدم الإنجاز مع أنها يمكن أن تضيف شيئا من القيمة على الاقتصاد، ومن غير المنطقي ألّا ننهي تلك المعاملات أو الإجراءات بـ «نعم» أو «لا» ونلجأ إلى الإجابات المطاطية. الوقت لن ينتظرنا لكي نتغير إلى الأفضل في أدائنا، بل علينا أن نتغير ونغير الآخرين فمن ليس لدية الرغبة في التغيير، عليه أن يترك المكان ويسلم زمام الأمور إلى الشخص الأفضل منه الذي يصنع فارقا، أو أن يجبر على ترك مكانه. لم يعد مفهوم إدارة مؤسسات الحكومة كما كان سابقا، بل يتغير إلى أسلوب أداء عصري وهذا يدفعنا إلى وضع أسس أكثر فاعلية خلال الوقت الراهن وليس مستقبلا وهذا ضروري ومهم حتى نواكب المرحلة التي يمر بها العالم، من متغيرات اقتصادية ومالية وسياحية وعلميّة ورياضية وعمرانية واستثمارية وتجارية وبناء قدرات وتأهيل واحتراف في العمل. هناك مبدأ «التفوق والتأخر» وعلينا اعتماد مقاييس عصرية على غرار ذلك، ما يهمنا هو كيفية إمكانية إدارة العمل باحترافية تحقق العوائد وتضيف القيمة وتبهر في أدائها.